كتب: عبد الغفار حمدي عبد الغفار أمين حزب العمل بمركز المراغة بورسعيد، المدينة الباسلة التي ضربت أروع الأمثلة في الدفاع عن الوطن والأرض ودفعت في سبيل ذلك أرواح أبنائها، فمنذ بدأ الخديوي سعيد وبالاتفاق مع المهندس الفرنسي ديليسبس حفر قناة السويس تم إطلاق اسم" بورسعيد "علي هذه المدينة الباسلة، وقام ديليسبس بتوزيع أرض بورسعيد وقسمها بين الجاليات الأجنبية وبين أهل بورسعيد، فأعطي للأجانب مساحات كبيرة من الأراضي الأمر الذي سمح لهم ببناء المباني الضخمة والعمارات الكبيرة وكانوا قد أطلقوا علي الجانب الذي أقاموا به حي الإفرنج، وكان هذا الحي يتميز بالرقي وثراء وغني من يسكن به من الجاليات الأجنبية. أما أهل بورسعيد فقد سكنوا في حي "العرب" وكان علي عكس حي"الافرنج" فقد كانت مساحته ضيقة وذلك لفقر من يسكنه، وكان لكل جالية نادي خاص وحديقة خاصة وفرقه موسيقيه خاصة، وقام أهل بورسعيد بتأسيس النادي المصري ولم يكن هذا مجرد اسم بل كان دليل علي وطنية النادي وانتمائه لمصر، وكان إذا لعب النادي المصري مع احد الأندية الأجنبية شجعته جميع نوادي مصر وكان النادي المصري إذا فاز في احد المباريات تعم الفرحة والبهجة ليس في بورسعيد فقط بل في كل مصر،وكان إذا خسر يعم الحزن والمرارة. إذن فالنادي المصري الذي نختلف عليه كان رمزا ليس لبورسعيد، فقط بل لمصر جميعها، ولهذا النادي قيمة وطنية حيث كان يعقد فيه الفدائيين اجتماعهم به، أثناء سير المباريات، فلقد كانوا يرون فيه المكان الآمن بعيد عن عيون العدو المحتل، و مصر كلها لا تنسي ما فعله شعب بورسعيد والعمليات الفدائية، التي نفذها شعب بورسعيد في معسكرات الانجليز، والتي كانت كل مرة تسبب لهم صدمه في مواجهة العدوان الثلاثي علي مصر، حيث خرجت مدينة بورسعيد بأكملها لمقاومة هذا العدوان وكبدته خسائر فادحة، ولكن العدو الغاشم استخدم كل أنواع الحيل حتى أنه دخل عليهم بالدبابات وداس علي جموع البشر وأمام أسلحة العدو وفتكها بالناس تم تهجير 92 ألفاً من الشيوخ والأطفال والنساء. وتعرضت بورسعيد لأسوأ كارثة، حيث هاجمها العدو بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات ولكن بورسعيد لم تركع وقامت الحكومة بتوزيع الأسلحة علي المواطنين، وقامت مجموعه الفدائيين في بورسعيد بعمليات أربكت العدو حتى أنهم خطفوا الضابط الانجليزي"موهاوس"، وكان قريباً لملكة بريطانيا، وقام البطل الفدائي "سيد عسران"بقتل رئيس المخابرات الإنجليزية ورحل الاحتلال بعد أن فشل في هزيمة أهل بورسعيد وقام الفدائيين بنسف تمثال "ديليسبس" رمز الاستعمار. وأنا هنا أدعو كل المصريين إلي المصالحة لأن كلنا مصريين ولأن أجدادنا لم يضحوا بأرواحهم في بورسعيد وغيرها حتى نحرقها بأيدينا، فلقد مات أجدادنا ليسلموا لنا لمصر لنبنيها لا لنحرقها، فكل مصري يعرف قيمة بورسعيد وأصالة شعبها في الدفاع عن ارض مصر.