قبل ساعات من وصولها إلى كوبنهاجن في زيارة تستغرق يومين ، طالب نائب دانماركي باعتقال وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني وبالتحقيق معها بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد اللبنانيين والفلسطينيين . وتقدم النائب "فرانك أون" ، العضو بحزب الوحدة الدانماركي اليساري المعارض ، ببلاغ إلى الشرطة يطالب فيه بإلقاء القبض على الوزيرة الصهيونية عندما تبدأ زيارتها في وقت لاحق اليوم الثلاثاء ، وبالتحقيق معها في جرائم الحرب الصهيونية بحق المدنيين في لبنان والأراضي الفلسطينية . وجاء في البلاغ الذي قدمه "أون" : "أعتقد أنه يجب إلقاء القبض على الوزيرة ، ودراسة إمكانية محاكمتها لمشاركتها في جرائم الحرب" . وعلّل النائب الدانماركي طلبه بالقول : "إن منظمة العفو الدولية كشفت أن الكيان الصهيوني ارتكب جرائم حرب إبان هجومها الأخير على لبنان ، والذي دام 34 يومًا على التوالي ، وطالبت بملاحقة المسئولين عن هذه الجرائم ، ولذلك يجب أن نتحرى عما إذا كانت وزيرة الخارجية من هؤلاء المسئولين" . وشدد "أون" على أن "العدوان الصهيوني الأخير على لبنان ، وما أسفر عنه من تدمير للبني التحتية والمناطق السكنية ، إضافة إلى استخدام القنابل العنقودية ، ومنع فرق الإغاثة من الوصول للمناطق المنكوبة ، هو خروقات لمعاهدات جنيف التي تعالج سبل خوض الحروب وحماية الأفراد" . وأكد النائب الدانماركي أن "الدانمارك مطالبة بملاحقة مجرمي الحرب بموجب توقيعها على معاهدات جنيف" . كما شدد على أن "خرق المعاهدات الدولية لا يجب أن يكون بالمجان .. والتهديد بالملاحقة القضائية مهم جدًا لوقف الاعتداءات على المدنيين في المستقبل" . ولم يصدر تعقيب فوري من الشرطة على طلب النائب ، وإن كان من المتوقع عدم الاستجابة له بسبب البروتوكولات الدبلوماسية . وامتنعت وزارة الخارجية الدانماركية عن إعلان جدول زيارة الوزيرة الصهيونية ، واكتفت بالقول إنها ستلتقي بنظيرها الدانماركي بير مولر ، بجانب عدد من ممثلي الأحزاب السياسية ، إضافة إلى احتمال لقائها برئيس الوزراء أندرس فوج راسموسن . وقد شاب بعض الغموض زيارة تسيبي ليفني ، حيث أعلنت وزارة الخارجية الدانماركية الجمعة الماضية إلغاء الزيارة قبل أن تعود صباح أمس الاثنين لتعلن أن الوزيرة الصهيونية ستصل اليوم إلى الدانمارك . ويرى مراقبون أن الغموض الذي يحيط بالزيارة يرجع إلى خوف الحكومة الدانماركية من خروج مظاهرات رافضة لزيارة الوزيرة الصهيونية . ومن المتوقع أن تنظم العديد من الأحزاب اليسارية مظاهرة أمام مبنى البرلمان الدانماركي بعد ظهر اليوم للاحتجاج على زيارة تسيبي . وقالت مجموعة دانماركية تعرف باسم "قاطعوا إسرائيل" في بيان لها : "نرفض أن تقوم حكومتنا بدعوة ممثل عن دولة الإرهاب الذي نشاهده يوميًا في قطاع غزة ولبنان" . يُذكر أن الدانمارك طالبت رسميًا بنزع سلاح حزب الله وبنشر قوات دولية في الجنوب اللبناني ، كما طالبت بالإفراج الفوري عن الجنود الإسرائيليين المأسورين لدى المقاومة اللبنانية . كما دعمت كوبنهاجن ، العضو الحالي بمجلس الأمن الدولي ، قرار الأممالمتحدة رقم 1701 الداعي لوقف القتال ونشر قوات دولية في جنوب لبنان . وأعربت الدانمارك عن رغبتها في المشاركة بالقوة الدولية المعززة المقرر نشرها في الجنوب اللبناني بثلاث سفن بحرية لمراقبة السواحل اللبنانية .