واصلت المقاومة هجماتها المنظمة ضد قوات الاحتلال الأمريكي، ونجحت في إسقاط 11 جنديًا أمريكيًا قتلى في يومين فقط، رغم الحصار الذي تلك القوات على مداخل المدن العراقية وخاصة بغداد. فقد أعلن جيش الاحتلال الأميركي في بيان له أن جنديا أميركيا توفي اليوم متأثرا بإصابته في معركة جرت يوم الأحد بمحافظة الأنبار غربي العراق. وبمقتل هذا الجندي يصبح عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق خلال اليومين الماضيين عشرة وذلك بعد أن أعلنت قوات الاحتلال الأميركية أنها فقدت في عمليات يوم الأحد الماضي ببغداد وغربها تسعة من جنودها, رغم الخطة الأمنية المطبقة في العاصمة والتي يشارك فيها أكثر من 30 ألف عنصر أميركي وعراقي. وكان جندي أمريكي قد لقي مصرعه ظهر أمس بنيران قناص من المقاومة العراقية في عامرية الفلوجة غربي بغداد. وقال شهود عيان إن جنديًا أمريكيًا تعرض لنيران قناص عراقي بينما كان يعتلي ظهر مدرعة في مركز شرطة المجمع السكني، مما أدى إلى سقوطه قتيلاً على الفور. وعقب الهجوم، فرضت قوات الاحتلال حظرًا للتجوال في المنطقة يستمر لحين إشعار آخر. وأشار الشهود إلى أن حظر التجوال قد يستمر إلى عصر يوم غدٍ الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يفتح مركز الشرطة في المجمع السكني أبوابه لاستقبال متطوعين جدد. وعلى نفس السياق سقطت أربع قذائف هاون على القنصلية الأمريكية في مدينة الحلة جنوب العاصمة العراقية بغداد. وأفاد شهود عيان أن أربع قذائف هاون من عيار مجهول أصابت المبنى الواقع وسط الحلة بشكل مباشر؛ حيث تتخذ القنصلية الأمريكية من فندق بابل السياحي مقرًا لها. وأضاف الشهود أنه لا يعرف حجم الخسائر حتى الآن بسبب الطوق الأمني الذي فرضته قوات الاحتلال على المنطقة بشكل كامل. وفي بغداد أيضا عثرت الشرطة العراقية اليوم على جثث عشرة رجال مقيدة ومعصوبة الأعين ملقاة في ساحة مدرسة غربي العاصمة. وقالت الشرطة إنها لم تعرف هوية الضحايا.
يوم دموي آخر تأتي هذه التطورات بعد أن شهد العراق يوما دمويا آخر أمس، إذ قتل ما لا يقل عن 40 عراقيا بينهم 25 جنديا باشتباكات مع مليشيات جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بمدينة الديوانية بجنوب العراق. واندلعت الاشتباكات بعد غارة للجيش العراقي على ثلاثة من أحياء المدينة لتوقيف مسئولين بجيش المهدي ومصادرة أسلحة. وقال مصدر بالجيش العراقي إن خمسة جنود فقدوا بالقتال، بينما أشار مصدر آخر إلى أن مقاتلي جيش المهدي استخدموا الصواريخ والقنابل وأن عشرة منهم اعتقلوا خلال الاشتباكات. وقتل 16 شخصا على الأقل وجرح أكثر من أربعين يوم أمس، عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة بمجمع يضم مباني وزارة الداخلية بالعاصمة. ومن بين القتلى ثمانية من مغاوير الشرطة، في حين جرح 45 بينهم 17 من قوة الحماية بوزارة الداخلية. ووقع الانفجار في وقت كان يستعد فيه وزير الداخلية جواد بولاني للاجتماع بقادة شرطة المحافظات ال18، بعد يوم دام سقط فيه أكثر من 55 عراقيا وجرح فيه ما لا يقل عن 125. وكان أعنف الهجمات هجوما على سوق شعبي ببلدة الخالص شمال العاصمة قتل به 15 مدنيا وجرح 25, كما استهدف تفجيران مزار التكية الطالبانية.