أبدا... ما كانت يوما مشكلتنا السياسية بجميع نشاطات الحياة هي عدم معرفة الحق أو القدرة على إقامته... "فالحق بين"... وتاريخ نصرته منا حضارة لنا مشهود عليها... إنما مشكلتنا تكمن في طاعة أنفسنا الفطرية لمن بيده ولاية امرنا ولا يريد ببطلان نفسه نصرة وإقرار الحق... وهو البطلان الذي استهدفه المخطط الصهيوني الدولي ونجح للأسف في تحقيقه بأن أمر... وحكم علينا المبطلين...!!! كان للسادات كأي داهية سياسية سقطات فادحة... فلأسباب ظنها عبقرية سياسية تخير حسني مبارك نائبا له إلى حين... تخيره وهو يعلم انه ليس الأفضل... تخيره وهو يعلم انه مقطوع الود شعبيا بل وموصول الحب من القيادة الإسرائيلية وهو الأمر الذي أعلنه السادات على الملء وهو يعلن اختيار نائبه... ولكن... ما لم يكن يعلمه السادات أو يعلمه وظن انه قد اخذ حيطته الكاملة منه... هو مكر الغيب... مكر الغيب في أن اختياره تطابق مع اختيار أعداء مصر والعروبة والإسلام لمواصفات حاكم مصر من بعده... فالمستهدف منهم لحكم مصر من بعده المخطط هو نفسية أنانية لا تنتمي لثلاثية الهوية المصرية العربية الإسلامية ولا تنتمي الثلاثية الأصيلة لها... فبطلان عدم الانتماء هذا سيهبط بتلك النفسية إلى الانتماء فقط لذاتها وذات أي قوة تستطيع حماية تلك الذاتية الأنانية...!!! وحتى لا يكون مقالنا قذفا بباطل... فعلينا بالدليل على سياسة مبارك من حيث نصرة أو خذلان ثلاثية هويتنا الأصيلة التي أعليناها بفضل من الله وصارت فكر ومنطق عمل بالكلمة والحركة العربية والإسلامية سياسيا... وحينذاك نقول... لقد تأكد وثبت عداء مبارك لإسلامية الهوية بالعمل الحركي قبل القول منذ قضاءه على نظام الاقتصاد الإسلامي بمصر بعد تأسيسه ونجاحاته لمدة عشر سنوات... وهو العداء البين سياسيا حتى الآن للمنهج والنهج وكذا للمنتهجين... أما ضعف رباطه بالعروبة والاستقواء عليها بالاستغراب وغربيته دائما من دون ما ربطه بقطر عربي أو اثنان من مشاركة استراتيجية مع الصهيونية الدولية والإقليمية والقطرية... فذاك مشهودا ولا يحتاج لأي من إشارة إلى دليل... فما من انتصار عربي خالص على الصهيونية في العراق أو لبنان وحتى في فلسطين أو الصومال إلا وكان مبارك ريادة في نقضه وشجبه والتقليل من عظمته التي ترقص قلوب المصريين فرحا وابتهاجا بها...!!! أما عن انتمائه للمصرية ومقامها الريادي الكريم والتي أتاه التحكم في قدرها بغفلة من غدر الزمان... فيكفينا فقط ذكر بعضا من فساد وسوء واقع ولايته... ومن ذاك الواقع المر الذي لا يقبل جدل الموالين لانعدام الانتماء والأمانة... أن بالمصريين أهلي اكثر من عشرون مليونا مصابين بالسرطانات الدموية والكبدية والكلوية... الخ واكثر من عشرة ملايين من المستحقين للعمل بطالة... أي نسبة حوالي 71% بطالة... واكثر من خمسة وعشرون مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر... أي نسبة حوالي 40%... وبهذا الدليل الساطع سأكتفي... ولن أتحدث عن شيوع جميع صور الفساد الباقية التي تبدأ بالانحلال الأخلاقي وتنتهي بتهريب تراث وأموال مصر للخارج...!!! إذن... ما الذي تبقى لمبارك من انتماء...؟؟ ولأي وجهة يتجه ويستقر...؟؟ ومن المستفيد منه...؟؟... أسئلة من سؤال استولد ألف علامة استفهام واكثر... يحتاج لإجابة تستدعي استجابة... سأستجيب لها ببعضا من الإجابة التي تراكمت لدى من خلال تعاملي المباشر مع المغاضب للحق... والمعاند في إقراره... والمتحدي بالباطل لنصرته ولكل منتصرا له وبه... ومن خلال مصريتي الراصدة لنتائج فساد سياسته وإصابتي المباشرة بسوئها... وأبدأ بتأكيد ما ذكرته من أن نمط مبارك لا ينتمي إلا لذاته وللقوة التي تحمي تلك الذات... وبرهاني على ذلك يأتي من واقع وسوء وقع ما هو آت... أولا... بسبيل ما... آمن مبارك منذ اللحظة الأولى لإهداء حكم مصر إليه... وربما من زمنا ابعد من تلك اللحظة الظاهرية... إن القوة التي ستحمي ذاته عصريا ستؤول إلى القبضة الصهيونية الأمريكية... ولذا باع انتمائه وتبعيته السياسية لتلك القوة بموجب اتفاق شراكة استراتيجية آل بمقتضاه نسبة 90% من اقتصاد وعسكرية وثقافة واجتماعية مصر لهيمنة التخطيط الأمريكي الصهيوني... "بذلك"... تمدد عمر حكم مبارك وبقائه على صدر مصر لأكثر من ربع قرنا من الزمان حتى الآن... زمانا أرى انه اشرف على الانتهاء... وفتح ملفه أمام القضاء...!!! ثانيا... من اجل وتوازن حماية الذات من غدر الخارج رغم التفاني في تنفيذ كل الاملاءات... كان من حكمة الفساد تكبير الذات داخليا في هيئة عائلية حكم طارده لأهل الخبرة والإخلاص وجاذبه لأهل الولاء لنمط الذات... وإعلاء قانون العطاء من ممن لا يملك لمن لا يستحق... ودعم وصيانة ذلك بالقوة والتشريع حتى يصبح نمط سياسة وفكر أجيال...!!! وتقوم عائلية حكم مبارك على ركيزتان يشهد على باطل قوامتهما الواقع المصري منذ اختيار مبارك لحكم مصر وحتى الآن... والركيزتان هما... 1. أسرته الخاصة المتمثلة في زوجته وولداه... فقد جعل من زوجته بالباطل رأسا موتورة ثانية لمصر يهرول الإعلام والوزراء والمحافظين خلف أهوائها التي تركزت في محاربة الطهارة... ثم اجتمع الرأسان... فجعلا من الابن الأكبر مشتري وشريكا في أصول مصر... وجعلا من الصغير شبه كبير يضع بالوراثة أقدامه على باب حكم مصر عبورا برئاسة الوزراء...!!! هو ما لن يحدث...!! 2. أنماط موظفين جواز انتمائهم لعائلية الحكم هو سيرة ذاتية ضعيفة الشخصية تسبقها عبودية كاملة للذات الفرعونية المدعية بملك مصر والحكمة الهادية المهداة من السماء إليه... تلك هي الديانة الصهيونية لعائلية الحكم عالميا ومصريا...!!! ولهذا الحديث تكملة وبقية إن شاء الله
ملاحظات هامة 1. كنت الوحيد الذي فتح هذا الملف منذ 1998... وصبرت على مداومة نشر وتأكيد رؤية سوء صفحاته حتى بات قناعة تتناوب تناولها الأقلام من حين إلى حين بجرأة أو على خوف واستحياء... اليوم... ومن اليوم... اطرحه ليس للعلم به... بل للعمل الجاد على تقديمه للقضاء... ومن قبل للقضاء على توريثه...!!! 2. حينما يقال أو يموت صفوت الشريف... فالأمين العام للحزب الحاكم هو ابن مبارك الصغير... وبموجب التعديلات الدستورية وما سبقها من تعديل المادة "71"... فالطريق عبر رئاسة الوزراء إلى رئاسة مصر مفتوحا فقط لابن الرئيس الصغير... ذاك ظن مكرهم الذي لن يحدث أبدا إن شاء الله مهما ظنوا انهم عقموا مصر من الكوادر السياسية الحقة...!!!