قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء إنه سيصدر قريبا مراسيم تدعو لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. يأتي ذلك بينما يستعد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لزيارة الكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية بعد توليه لمنصبه الجديد مبعوثا للمجموعة الرباعية في وقت دعت فيه واشنطن إلى مؤتمر دولي لتحريك ما يسمى عملية السلام . وقال مسؤول صهيوني إن بلير -الذي يلتقي الخميس أطراف الرباعية في لشبونة- سيصل الأسبوع المقبل فيما حدد دبلوماسي أوروبي التاريخ بمساء الاثنين أو صباح الثلاثاء. وتأتي الزيارة في وقت دعا فيه بوش إلى مؤتمر دولي الخريف القادم لتحريك المفاوضات وهو ما رحبت به السلطة الفلسطينية وكذلك الاحتلال الذي حرص على تأكيد أن الوقت لم يحن لمناقشة القضايا الجوهرية. وقالت ميري إيسين الناطقة باسم إيهود أولمرت إن من المبكر الحديث عن محادثات سلام شاملة كاملة ما دامت المقاومة مستمرة. وأضافت أن الاحتلال لا يعتقد أنه يمكن الحديث في الوقت الحالي عن مسائل الوضع النهائي لكن اللقاء سيساعد أكثر في الوصول إليها. وقال أولمرت إن كلمات بوش تدل على أن واشنطن لم تغير موقفها الأساسي الذي يعتبر محاربة ما أسماه ب"الإرهاب" الخطوة الأولى في طريق التسوية بين الشعبين الصهيوني والفلسطيني. أما السلطة الفلسطينية فقالت على لسان نبيل عمرو مستشار الرئيس إن بوش أعرب عن ارتياحه للخطوات القوية والفعالة التي اتخذها عباس والحكومة خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمني والإصلاحات الأساسية في الإدارة وأجهزة الأمن. وتأتي زيارة بلير لدعم عباس وهو دعمٍ يحاول الاحتلال أن يبديه عبر لفتات آخرها الموافقة على إطلاق 250 سجينا فلسطينيا تعلن أسماؤهم لاحقا مع منح الصهاينة مهلة 48 ساعة للطعن في القائمة. يشار إلى أن 85% ممن سيطلق سراحهم من حركة فتح والباقون من جماعات أصغر. وتردد أن من ضمن القائمة عبد الرحيم ملوح الرجل الثاني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي اعتقل عام 2003 بتهمة التخطيط لشن هجمات على مستوطنين صهاينة. وقالت صحيفة الأيام إن عباس أبلغ النبأ لزوجة ملوح الذي يعتقد أنه سيكلف بتمثيل الرئيس الفلسطيني في حوار حماس. وحسب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يستعد عباس وأولمرت للقاء جديد بعد أسبوعين لم يحدد مكانه بعد. وتحدث عريقات عن تشكيل لجنة ثنائية فلسطينية صهيونية لإعادة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل 28 سبتمبر 2000 على أن تبدأ لاحقا بالتدريج إعادة المكانة القانونية والسياسية للمدن الفلسطينية التي تصنف ضمن مناطق (أ) وتقع تحت السيادة الفلسطينية الكاملة. من ناحية أخرى اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الليلة الماضية14 فلسطينيا في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية وقد شملت هذه الاعتقالات نشطاء من فصائل مختلفة. وزعم جيش الاحتلال أن قواته تعرضت لإطلاق النار في مدينة نابلس خلال قيامها بمداهمات إلا أن أحدا من الجنود لم يصب بأذى. في هذه الأثناء يعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا اليوم في رام الله على مدى يومين بناء على دعوة من عباس لبحث آخر التطورات على الساحة الداخلية الفلسطينية عقب أحداث غزة. هذا وقد قال وزير التربية والتعليم الفلسطيني ناصر الدين الشاعر بعد إفراج سلطات الاحتلال عنه مساء الثلاثاء إن المعتقلين الفلسطنيين يناشدون الشعب الفلسطيني العودة بكل فصائله إلى الهدوء. وأضاف الشاعر وهو أحد قادة حماس البارزين في الضفة الغربية أن الإفراج عنه كان مشروطا بعدم تمثيل أي فصيل فلسطيني محظور في أي عمل سياسي. ودعا الشاعر إلى العودة إلى الشرعية بأسرع وقت ممكن ردا على سؤال عن أحداث غزة وقال يجب دراسة ما حصل ومعالجته بسرعة.