يواصل ممثلو الكتل السياسية اللبنانية اليوم اجتماعاتهم في ضاحية سان كلو غربي باريس لإيجاد أسس لحل الأزمة السياسية المستمرة في البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة وبعيدا عن الصحفيين وسط توقعات بألا تسجل هذه المباحثات أي اختراق. ومن المقرر أن تختتم جلسات الحوار اللبناني المغلق وغير الرسمي مساء اليوم بمؤتمر صحفي يعقده وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر لكن من غير المتوقع أن يصدر بيان مشترك عن المشاركين في المحادثات. وقد انتهت مساء أمس الجلسة الأولى من الحوار دون صدور أي تصريحات من المشاركين التزاما بتعهدهم بعدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام . ويعد اللقاء – بحسب الجزيرة - محاولة لكسر الجمود وعودة الأطراف إلى طاولة الحوار المتوقف إلا أنه لا يوجد جدول أعمال محدد للقاء لكن أبرز ما تم الحديث عنه هو وثيقة عدم اللجوء للسلاح وعدم تجاوز المواعيد الدستورية. ويشارك في الحوار الذي حظي بمباركة أمريكية وإيرانية نحو ثلاثين مندوبا يمثلون قيادات من الصف الثاني تمثل 14 هيئة وتيارا سياسيا لبنانيا فضلا عن ممثلين عن المجتمع المدني. وهو الأول من نوعه منذ عام بين ممثلي الأغلبية النيابية المناهضة لسوريا والمعارضة. ويتولى وزير الخارجية الفرنسي إدارة هذا اللقاء الذي افتتحه أمس بكلمة أمام الحضور استلها ببضع كلمات باللغة العربية. وقالت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن كوشنر ألقى خطابا افتتاحيا ثم عقدت جولة محادثات عبر فيها الجميع عن وجهات نظرهم دون أن تذكر تفاصيل. ولوحظ أن السلطات الفرنسية أحدثت عبر ترتيبات الجلوس على طاولة المحادثات اختلاطا بين ممثلي المعارضة والموالاة. وقبل بدء الحوار قال مصدر مقرب من الحكومة اللبنانية إن اللقاء محاولة لكسر الجليد، مشددا على أن أي اجتماع من هذا النوع يشكل خطوة جيدة. وأضاف أنه يجب الانتظار لمعرفة ما إن كان ذلك سيؤدي إلى خطوة أكبر مشددا على أن الحكومة ستعرض مواقفها الثابتة. وأكد النائب عن حزب القوات اللبنانية جورج عدوان أن حزبه يأتي إلى اللقاء منفتحا على كل شيء.مضيفا أنه كان يفضل أن يعقد لقاء كهذا في لبنان ويأمل أن يكون مقدمة لاجتماع هناك. وأوضح أن من أولويات حزبه الدفع إلى احترام المؤسسات وضمان الأمن. من جهته عبر إبرهيم كنعان النائب عن التيار الوطني الحر عن سعادته باللقاء وقال إنه أمر استثنائي عندما نجتمع بعد كل هذه العوائق. من جانبه قال رئيس وفد حزب الله وزير الطاقة السابق محمد فنيش لصحيفة لوفيغارو الفرنسية إن المحادثات لن تنجح إلا إذا قبل جميع الأطراف ببعضها البعض كشركاء.