دعا الرئيس التنفيذي لاتحاد المحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد إلى عقد مؤتمر للمصالحة الصومالية في العاصمة الإريترية أسمرا خلال الأسابيع القادمة مشيرًا إلى أن المؤتمر سوف يضمُّ عددًا من الشخصيات الصومالية في المهجر وبعض السياسيين وعلماء الدين وأعضاء البرلمان الحر إلى جانب المحاكم الإسلامية. وجدد شيخ أحمد- في مؤتمر صحفي بإريتريا - الاتهامات لقوات الاحتلال الإثيوبي في الصومال بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الصومالي مشيرا إلى أن الاحتلال يحاول تثبيت وجوده في الصومال بعدة وسائل من بينها الإبادة الجماعية ونهب الممتلكات واستهداف المعالم الإسلامية والمساجد والمرافق الاقتصادية. وتأتي تصريحات شيخ أحمد قبل انعقاد مؤتمر للمصالحة الصومالية الأحد المقبل في مقديشو بمشاركة 2375 عضوًا وهو المؤتمر الذي يهدف منظموه من أعضاء الحكومة الانتقالية – المتعاونة مع الاحتلال - إلى المساعدة على إحلال السلام في البلاد ولم يوجّه منظمو المؤتمر الدعوة إلى اتحاد المحاكم الإسلامية بصفته الرسمية وإنما تم توجيه الدعوة لعدد من قيادات المحاكم الذين يصفهم أعضاء الحكومة الانتقالية والأمريكيون ب"المعتدلين". إلا أن أعضاء المحاكم والقادة السياسيين الذين يقيمون في إريتريا رفضوا تلك الدعوة واشترطوا خروج قوات الاحتلال الإثيوبي من البلاد لحضور المؤتمر ومن هنا جاء مؤتمر المصالحة الذي دعت إليه المحاكم والأطراف المعارضة للاحتلال بحيث يهدف إلى إخراج الاحتلال من الأراضي الصومالية. وكانت قوات الاحتلال الإثيوبي قد دخلت الصومال في ديسمبر الماضي بدعوة من الحكومة الانتقالية وتأييد من الأمريكيين مما دفع قوات المحاكم إلى الخروج من المناطق التي كانت توجد فيها منعًا لوقوع اشتباكات تؤدي إلى قتلى بين المدنيين. وقادت المحاكم عمليات مقاومة ضد الاحتلال الإثيوبي مدعومةً بالعديد من الشرائح السياسية والاجتماعية في البلاد، ومن بينها قبيلة الهوية. ودخلت المقاومة اشتباكات عنيفة مع الاحتلال في مارس وأبريل الماضيين دفعت إثيوبيا إلى سحب عدد من قواتها من الصومال كما دفعت عددًا من الإثيوبيين إلى ترك الخدمة العسكرية والتوجه لليمن فرارًا من الحرب في الصومال. وفي هذا السياق أصيب أمس الأربعاء 5 أشخاص في هجومَين استهدفا دوريتَين للشرطة في العاصمة الصومالية مقديشو كما أصيب 3 آخرون بعد انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهولون على أفراد من الشرطة في أحد أسواق العاصمة. وتأتي هذه العمليات على الرغم من حظر التجوال الذي بدأ الجمعة الماضي في العاصمة مقديشو في محاولةٍ من السلطات الانتقالية الصومالية للحدِّ من عمليات المقاومة التي تزايدت ضد قوات الاحتلال والقوات الحكومية التي تدعمه بصورة كبيرة.