لا نستطيع تجاهل الملفات الساخنة والاحداث الساخنة، في الكتابة اليومية. وان نحن حاولنا الهرب منها او القفز المؤقت عن استحقاقاتها وأولوياتها في التناول. ولا نستطيع ان نتجاهل ان حال الامة ومشكلاتها مرتبطة بالتطورات والاحوال والحوادث اليومية المأساوية التي تفتك بالانسان العربي والمسلم، بشكل خاص في المنطقة والعالم. ما الذي يمكن ان يشهده الصيف العربي والاسلامي الذي بدأ ساخنا بل لافحا؟!. ما الذي يمكن ان نتوقعه اذا انسدت جميع الطرق امام (الأمن والاستقرار والسلام) في الوطن العربي الذي تعارف الاعلام الاجنبي على تسميته ب(الشرق الاوسط) وفي بعض الاحيان تلتبس علينا التسمية حين نستخدم نحن كما يستخدمون هم عبارة (المنطقة)، دون ان نحدد لها هوية واضحة ومحددة ، هربا بالطبع من تبعات هذه الهوية واستحقاقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية قوميا. واضح جدا ان هناك حربا اميركية اسرائيلية على كل ما يمكن ان نسميه (مقاومة) للاحتلال. مع ان هذه المقاومة هي حق طبيعي للانسان الذي يخضع للاحتلال أيا كان اسمه او جنسه او نوعه او طبيعته ولكننا نحن العرب اول من انكرها او شكك في جدواها. وآخر معالم هذه الحرب ما يدور في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال..لان هذه البلدان تقع جميعا تحت الاحتلال بشكل أو بآخر، وهنا تبدو الصورة واضحة جدا لكي تفسر المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات الاخيرة التي جرت تحت مسمى (إحياء عملية السلام). ولا نستطيع ان نصدق ان قتال الاخوة في فلسطين او صراع الاخوة في لبنان او صراع العشائر في الصومال، او الاقتتال الطائفي في العراق يمكن ان يسمح للشعب العربي في هذه الاقطار بالالتفات الكافي لقتال العدو الذي يحتل الارض ويصادر حرية الانسان. ومن هنا لا نستغرب ان يغيب الحديث عن المقاومة او الاشارة اليها في الاجتماعات الاخيرة حتى على لسان اهل المقاومة انفسهم في فلسطين مثلا في مقابل تبجحات أولمرت بالحرص على السلام في الوقت الذي يدين فيه الرئيس عباس (العنف والارهاب) وهو يقصد المقاومة بالطبع وفي وقت ينفتح فيه المشهد العراقي عن حرب بين العشائر العراقية وتنظيم القاعدة في الأنبار وغيرها. بينما ينشغل الجيش اللبناني بمقاومة ارهاب تنظيم (فتح الاسلام) ومن ورائه، وتضرب تفرعات القاعدة في مواقع (اليونيفيل) في الجنوب اللبناني. ولعلنا لا نستطيع ان (نبلع) ولا (نهضم) مزاعم أولمرت في الحرص على خير الشعب الفلسطيني طالما انه يواصل التطهير العرقي في جنوبفلسطين، ويتعامل مع الاسرى الفلسطينيين بالقطاعي ويزعم انه سيطلق سراح 250 مقاتلا من اسرى (فتح) غير الملطخة ايديهم بدماء الاسرائيليين متجاهلا ان ايدي حكومته وجيشه ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني منذ نصف قرن او يزيد!. [email protected]