أعلنت قوات الاحتلال الأمريكي مقتل 26 مسلحا من قوات جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر ببغداد في واحد من أعنف الاشتباكات منذ العدوان على العراق عام 2003. واستمرت المواجهات ست ساعات استعملت خلالها القوات الأميركية المروحيات. وأعلن جيش الاحتلال أن المواجهات أسفرت أيضا عن اعتقال 17 مسلحا بزعم الاشتباه في ارتباطهم بتنظيمات إيرانية سرية تعمل في العراق. وقالت قوات الاحتلال إنها نفذت بالتعاون مع الجيش العراقي عمليتين عسكريتين بمدينة الصدر شرقي بغداد استهدفتا جماعات يشتبه في أنها مسؤولة عن تهريب أسلحة إيرانية للعراق والتعاون مع شبكات إيرانية . وبالرغم من أن بيان القوات الأمريكية أكد عدم سقوط ضحايا بين المدنيين فإن شهود عيان أكدوا أن تسعة مدنيين على الأقل أصيبوا خلالها وأحرقت العديد من السيارات. وأكد مستشفى الصدر أنه استلم ثماني جثث ويعالج عشرين جريحا. من جهته شكك جيش المهدي في الأرقام الأمريكية, وقال إن المواجهات أسفرت عن مقتل عشرة فقط من مقاتليه وإصابة ثلاثة واعتقال ستة. وظل السكان يعملون ساعات بعد العملية على إزالة آثار القتال, فيما حملت عشرات الدور السكنية آثار الأعيرة النارية. وقد منع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القوات العراقية من مشاركة قوات الاحتلال في أي عملية مستقبلا دون الحصول على إذن مسبق من الحكومة لئلا يتأجج غضب جيش المهدي وتتسع رقعة المواجهة مع القوات الأمريكية والعراقية. في تطور آخر قتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب ثلاثون آخرون بجروح عندما فجر شخص نفسه أمام مركز للالتحاق بالشرطة في مدينة المقدادية شمال شرق بغداد. من جهته أعلن جيش الاحتلال اعتقال 59 مشتبها فيهم بالقرب من اللطيفية جنوبي العاصمة. وأعلن الأميركيون العثور على نحو أربعين جثة معصوبة الأعين وعليها آثار طلقات نارية في مقبرة جماعية قرب الفلوجة. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الشرطة العثور على سبع جثث بمناطق مختلفة من بغداد أمس. سياسيا دعا نوري المالكي جبهة التوافق العراقية إلى إلغاء قرارها مقاطعة الحكومة، والاحتكام إلى القانون لحل قضية عضو الجبهة ووزير الثقافة أسعد الهاشمي. وكانت جبهة التوافق قررت أمس تعليق عضوية وزرائها الستة بالحكومة احتجاجا على الاتهامات ضد الهاشمي، مشيرة إلى أنها لن تعدل عن قرارها إلا بعد تسوية هذه القضية.