الحياة الكريمة هى الواقع الذى يرجوه كل مواطن فى مصر، أن تعيش كريما مطمئن البال على صحتك وصحة أهل بيتك، وأن لا يكون فى منطقتك أو شارعك بل حتى فى بلدك كلها، مكان ينقل أمراضا تتوطن فى حياة جيل بأكمله. أزمة الصرف الصحى فى مصر لا تزال يعانى منها كثير من المواطنين، والتى أصبحت واقعا يهدد حياتهم، والأقصر رغم أنها بلد سياحى يتوافد عليها السائحون وتتميز بطابع خاص، فإن لها نصيبا من هذه المشكلة. قرية السيول بمدينة الطود بالأقصر، تصرخ منذ عام ونصف العام من انفجار أزمة الصرف الصحى بالقرية. فى البداية يقول محمد عبد اللطيف، من سكان القرية: إن المنطقة كلها والتى تبلغ 32 منزلا، يتجمع كل الصرف فى مكان واحد أمام بيته، وقال إنها انفجرت مسببة انتشار مياه الصرف الصحى بطول الشارع، ولم يتحرك أحد من مسئولى مجلس مدينة الطود ولا البيئة، وقال إنه تم تحرير محاضر ضد الأهالى ورفضت البيئة حل المشكلة إلا بعد أن يقوم الأهالى بإصلاح ما فسد!. ووضح عبد اللطيف أنه يتم جمع 20 جنيها أسبوعيا من أهالى القرية لكسح المجارى كل 10 أيام، وقال إنه يخشى على أطفاله الصغار المهددة حياتهم بالمرض أو بالغرق فى مياه الصرف. وأكمل عمرو الصاوى، من سكان المنطقة، أن هذه القرية تسلمها الأهالى عام 1995 بعد السيول التى حدثت عام 1994، وتم إنشاء صرف صحى فى القرية، لكن المسئولين يخدّرون الناس بالكلام المعسول دون تنفيذ، وقال إن أزمة الصرف الصحى تعانى منها مدينة الطود فى قرية السيول وفى منطقة "مشروع مبارك للإسكان الشعبى" الجديدة على إثر تهالك شبكة الصرف الصحى هناك. وقال لا يعقل أن يحرر المسئولون محاضر ضد المواطنين لأنهم طالبوا بحل المشكلة؛ إذ قام كل من: شئون البيئة والطرق، وإدارة النظافة فى مجلس مدينة الطود، بتحرير محاضر ضد 32 شخصا تتهمهم بأنهم سبب الأزمة، على حد قوله، وتغريمهم بغرامة قدرها 600 جنيه لكل فرد. اتفق معهم ناصرمحمد، من أهالى القرية ، أن منظر القرية غير لائق آدميا، وطالب بأن يسعى المسئولون إلى حل المشكلة التى تهدد أطفال القرية وسكانها. وقال ناشط سياسى بالأقصر "محمد الشقيرى" على صفحة الفيس بوك، عن هذه المشكلة: إن "القرية مكونة من 55 منزلا على 3 بيارات فقط، منها 32 منزلا على بيارة واحدة، وبسبب مشكلة ما فى إحدى البيارات انسدت وتشوهت الطرقات". وقال مصدر مسئول بالطب الوقائى بالأقصر إن انفجار الصرف الصحى ينقل عددا ضخما من الأمراض، عن طريق الذباب، أو وصول المياه نفسها إلى الطعام؛ فيؤدى ذلك إلى الملاريا، والحمى الصفراء، والتيفود، والالتهاب الكبدى أ، وأمراض الرمد والعيون، وشلل الأطفال. وذكر أنه "ماسورة أمراض"، وقال نقيب الأطباء "أحمد حمزة" إن هذا مستنقع أمراض، خاصة من خلال الذباب، وأن هذا يفضى إلى أمراض أكثر فى الجهاز الهضمى.