طالبت المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة الكيان الصهيوني يوم الثلاثاء بتجنب استهداف المباني المدنية في قطاع غزة وقال صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) إن أطفال القطاع تظهر عليهم أعراض الصدمة الحادة بعد تعرض أماكن سكنية لإصابات مباشرة قتل فيها عشرات المدنيين. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس بواجبهما الالتزام بالقانون الانساني لخفض الاصابات بين المدنيين إلى أدنى حد ممكن. وقال مراقبون من الأممالمتحدة إنه تأكد مقتل 57 مدنيا فلسطينيا على الأقل بينهم 18 طفلا. واضافوا أن عدد القتلى تضاعف خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الانسان بالأممالمتحدة إن عشرة اشخاص آخرين قتلوا الليلة الماضية لكن لم يتضح عدد المدنيين بينهم. وقال في مؤتمر صحفي "لذلك تدعو المفوضة السامية الكيان الصهيوني إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها القانونية بالتمييز دائما بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الاجراءات الاحترازية وكل الاجراءات الممكنة لتجنب مقتل مدنيين والحاق اضرار بالممتلكات المدنية." وأضاف أن صواريخ صهيونية اصابت نحو 31 مسكنا ومبنيين تستخدمهما وسائل إعلام في غزة حتى الآن وأصيب مئات الأشخاص. وترددت أنباء عن إصابة عشرات المدارس ودور العبادة في غزة في حملة القصف الجوي الصهيونية. وقال كولفيل "بخصوص ما إذا كان هذا سيمثل جرائم حرب.. سيتوقف الأمر في أغلبه على ملابسات كل حادث فردي من حيث ما إذا كان هناك هدف (عسكري) شرعي قريب أم لا .. لكن هذه مسألة شديدة التعقيد." وأضاف أن نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأممالمتحدة والقاضية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية تشعر أن من الضروري ضمان المحاسبة على أي انتهاك للقانون الدولي بما في ذلك من خلال تحقيقات مستقلة. وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم يونيسيف للصحفيين في جنيف "يقول شركاء في غزة ليونيسيف إن الاطفال في غزة تبدو عليهم بشكل متزايد علامات تشير الى تعرضهم لتوتر نفسي اجتماعي حاد. يشمل هذا عدم القدرة على النوم والخوف من الخروج إلى أماكن عامة والتعلق الشديد بالآباء والتبول اللاإرادي والكوابيس والميل إلى العزلة." والطرفان ملزمان بموجب القانون الدولي بالالتزام بثلاثة مباديء تحكم قواعد الحرب من بينها ضرورة التمييز بين المقاتلين والمدنيين واتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة لتجنب إصابة مدنيين. وقال كولفيل "يقول الصهيونيون إنهم يفعلون ذلك ورغم ذلك يسقط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين. لذا يحتاج الأمر إلى مزيد من التدقيق فيما إذا كان مبدأ اتخاذ الاجراءات الاحترازية يتم اتباعه بشكل ملائم." وأضاف أن مبدأ التناسب يعني الامتناع عن شن هجوم عندما يكون من المتوقع أن يسبب خسائر كبيرة في ارواح المدنيين بالمقارنة مع الفائدة العسكرية المتوقعة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الثلاثاء إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وسافرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى المنطقة حاملة رسالة مفادها أن تصعيد الصراع ليس من مصلحة أحد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها على اتصال دائم بالسلطات الصهيونية والفلسطينية وذكرت الطرفين بالتزاماتهما القانونية "فيما يتعلق بوسائل وأساليب الحرب". لكنها قالت إن ارتفاع عدد القتلى والجرحى يصعب الوضع في المستشفيات الرئيسية في القطاع وإن من الصعب الحفاظ على استمرار امدادات الأدوية والمواد الطبية