قتل جنديان لبنانيان في اشتباكات جديدة مع مسلحي تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد شمال لبنان كما لقي مدني حتفه في الاشتباكات. وقال متحدث عسكري لبناني إن الجنديين قتلا برصاص قناصة متمركزين في عمق المخيم مشيرا إلى أن المعارك استمرت دون توقف طيلة هذا اليوم. ويأتي تجدد الاشتباكات بنهر البارد بعد يوم من قتل الجيش سبعة مسلحين في مواجهة دامت 10 ساعات في مبنى في مدينة طرابلس.والتي أسفرت عن مقتل جندي وشرطي وثلاثة مدنيين خلال المواجهات. من جهته كشف وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر أن السلطات اللبنانية اعتقلت ثلاثة أستراليين بعد اشتباكات طرابلس مشيرا إلى أن بلاده تتحقق من أنباء تحدثت عن مقتل أستراليين آخرين في هذه الاشتباكات. من ناحية أخرى تقيم إسبانيا اليوم الثلاثاء جنازة رسمية وحدادا وطنيا لستة من جنودها العاملين في قوات اليونيفيل بجنوب لبنان الذين قتلوا بهجوم بسيارة مفخخة الأحد الماضي ويترأس ولي العهد الإسباني الأمير فيليب دي بوربون هذه المراسم. كما سيشارك في مراسم التشييع رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو بينما سيغيب الملك خوان كارلوس الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية للصين. ولم يصدر عن وزارة الحرب الإسبانية حتى مساء أمس أي توضيح حول مكان وزمان إقامة الجنازة إلا أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية رجحت أن تقام مراسم التشييع في منطقة (باراكويلوس دي غارام) قرب العاصمة مدريد حيث مقر كتيبة المظليين التي ينتمي إليها الجنود. كما أعلنت الحكومة الإسبانية اليوم الثلاثاء حداد وطنيا على الجنود الستة وهم ثلاثة جنود إسبان وثلاثة جنود كولومبيين يخدمون في إطار الجيش الإسباني سقطوا في سهل الخيام بالجنوب اللبناني يوم الأحد الفائت في هجوم بسيارة مفخخة استهدف دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل). وكان قد أقيم أمس الاثنين احتفال ديني وعسكري في قاعدة عسكرية إسبانية بجنوب لبنان على شرف الجنود القتلى بحضور وزير الحرب خوسيه أنطونيو ألونسو وكبار ضباط الجيش اللبناني و300 عنصر يمثلون الدول المشاركة في قوات اليونيفيل. وتزامن ذلك مع تعزيز الجيش اللبناني التدابير الأمنية في الجنوب، وتكثيفه نقاط التفتيش والحواجز على الطرق العامة والفرعية في المناطق الجنوبية كلها. كما انتشر نحو 150 عسكريا من قوات يونيفيل في مكان التفجير في سهل الخيام. وقام هؤلاء العسكريون برفقة خبراء في المتفجرات وكلاب بوليسية بمسح المنطقة بهدف جمع الأدلة في إطار التحقيق في كيفية حصول التفجير. وقد انضمت بريطانيا إلى المنددين بحادث اليونيفيل، فقد أدانت على لسان وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت الهجوم على الدورية الإسبانية واعتبرته محاولة لزعزعة الاستقرار اللبناني. وقالت بيكيت أمس الاثنين :لا يمكن أن يكون هناك أي تبرير لهذا الاعتداء"، مشيرة إلى أن "هذا الأمر يزيد من زعزعة لبنان في فترة هي أصلا متوترة. كما أكدت على أن "قوات اليونيفيل هي مصدر أساسي للسلام والاستقرار في جنوب لبنان"، معربة عن دعم بلادها الكامل لتلك القوات التي تعمل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي. في هذه الأثناء أعلن لبنان موافقته على طلب التجديد لقوات يونيفيل بجنوب لبنان لمدة سنة إضافية والتي جاء قرار تعزيزها بمزيد من القوات استنادا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1701) في أغسطس الماضي الذي صدر في أعقاب الحرب الصهيونية على لبنان.