استيقظت فجأة على صوت ارتطام ، فنظرت لأجد هواء شديد قد فتح نافذتي . فنهضت من سريري مسرعة كي أغلق النافذة ، وبعدما أغلقتها ، اتجهت مرة أخرى كي أعود كي أكمل نومي لكن أصابني شئ في قدمي. وكانت قطعة زجاج مكسور قد اخترقت قدمي فحاولت أن أزيلها فنظرت لأجد أنها ما هي إلا جزء من زجاج لصورة ، صورة كنت أراها كل ليلة وأعيدها إلي مكانها الذي تظل حبيسة فيه طيلة اليوم ، حتى أعود لها في المساء وانفرد بها واحتضنها ثم أعيدها إلى مكانها مرة أخرى. لكنى نسيت تلك الليلة أن أعيدها إلى مكانها . كانت هذه صورة حبيبي الذي رحل ولم يخبرني عن أسباب رحيله. رحل دون أن يودعني . تركني ولم أجد من الناس من يكن بديله . تركني ولم يترك لي سوي أشياء تذكرني به . تذكرني بجرحه الذي لن ينسيني إياه أحد غيره. لماذا؟ لماذا تركني ؟ وقلبي كان ولا يزال وسيظل يحيا أسيره. لكنى تلك المرة وجدت شيئا لم أجده طوال السنوات الأربع الماضية وجدت ورقة خلف تلك الصورة. ارتعشت يدي وان التقطها ، لا أعرف ماذا تخبئ لي هل هي مجرد جرح أخر أضيفه إلي جروحي؟ أم بها سبب خروجه من حياتي ؟ أم .......................... مئات الأسئلة دارت بخلدي في الثواني التي كنت أحاول أن التقطت فيها الورقة. تنهدت وفتحتها وقرأت السطور التي كتبها حبيبي لي وكانت محتواها. حبيبتي ............ التي لم أحب غيرها ولن أحب أعرف أنك تشعرين بالحنق الشديد تجاهي ، لكن أعذريني ، فلم افعل هذا بملء إرادتي . أريدك أن تعرفي السبب الحقيقي ، ولكن قبل أن أخبرك به أريد أن تعرفي أن أخر شئ يمكنني أن أفكر فيها هو إيلامك . فقد فكرت في أن هذا هو الحل المناسب لك الآن . فأنا مصاب بداء خطير ، وقال لي الأطباء بأنه يمكن أن أموت جرائه ،أو يمكن أن أحيا . ولكن سيستغرق العلاج 4 سنوات كاملة ، وستكون نتيجته واحدة من الاثنين. صدقيني لم أشأ أن أجعلك تتألمين معي ، لم أشأ أن أجعلك تعيشين معي أربع سنوات وأنا عليل ، ولا أعرف نهاية الأمر . وإذا مت كنت سأتركك في جرح أكبر من هذا الجرح. أردت أن أدعك تعيشين حياتك، حياة سعيدة ، بعيدة عن الآلام والجراح والمرض والموت والفراق. لكنى أريد أن أخبرك بشئ ..... إذا شفيت بعد الأربع سنوات ، وكنت قد قرأت هذه الورقة ، حينئذ سأعلم أنك لازلت لي، و أن الله كتبنا لبعضنا البعض. إذا قرأتي خطابي ، وكنت شفيت فسآتي لك على مرفأ الميناء ، في نفس المكان القديم الذي كنا نتقابل به. يوم 21/10/2006 في الساعة الواحدة مساءا ، فسأنتظرك هناك حتي الواحدة والنصف وسأرحل مع أول سفينة راحلة من هناك، وإذا لم تأتي فسأعلم انك وجدت من ينسيك إياي وأنك رميتي صورتي، وأصبحت ذكري بالنسبة لك وحينها سأتمنى لك كل الخير. وإذا قرأتي ورقتي وجئتني ولم تجدينني ن فحينها أعلمي أني رحلت ، وكنت أنت فقد من يشغل قلبي وعقلي وكل عمري الذي عشته وأن أخر ما قمت به هو النظر إلي صورتك التي أضعها بجانب قلبي ولا تفارقني. أحبك .... أحبك ...... أحبك ماذا افعل الآن ، لم أجد ما يمكنني أن أصف به ما شعرت به حين قرأت الخطاب ، لكن كل ما قمت به هو أن نظرت إلي الساعة لأجدها الواحدة وعشر دقائق ، فانتفضت كي أرتدي ملابسي ، فاليوم هو بالفعل 21/10 ، وهو أيضا يوم أن اعترفنا بحبنا ، فكنا نلقبه بعيد الحب ، حبنا نحن . ارتديت ملابسي مسرعة ، ونظرت مرة أخري للساعة فرايتها تقترب من الواحدة والثلث ، فهرولت والتقطت مفاتيح عربيتي . وذهبت بكل سرعتي إلي المكان ، المكان الذي شهد أيضا هذا اليوم معنا ، ذهبت وكلي فرح بأنني سأراه مرة أخري ، وحزن بأنني ربما ظننت بأنه فعل بي كل سوء، وانه كان يتألم كل هذا وحده ، وكنت أفكر ماذا يمكنني أن افعل حينما أراه ، و ....... أشياء كثيرة ولم أفكر سوي أنني ساري حب عمري مرة أخري .ودعوت الله أن أراه وألا يكون قد رحل ، لأنني وقتها كل ما اعلمه أنني لن أقوي على تحمل هذا الأمر. وصلت وكانت الساعة وقتها الواحدة والنصف بالضبط ، وسالت هناك عن أي سفن قد ترحل الآن قيل لي بان هناك سفينة قد رحلت بالفعل الآن فنظرت إلي البحر وكانت لا تزال على مرمي البصر سقطت على ركبتي وأنا أبكي ، وأقول الآن ضاع عمري ، الآن لا أعرف أين هو ، هل سافر؟، أم ........؟ وماذا أفعل الآن بعد الأمل الذي تعلقت به ؟ماذا ؟ ووضعت وجهي بين راحتي ، وبكيت وكلي ألم ، ووجدت من يربت علي كتفي ، فنظرت لأجده هو ونزل على ركبتيه ، وأخذ يمسح دموعي بيديه ، وقال : لم استطع أن أرحل ، فكان إحساسي يقول لي بأنك ستأتين ، وأنك لا زلت لي ، ابتسم وقال كل عام وأنت الحب ، يا كل الحب وقدري. فابتسمت واحتضنني وأغمضت عيوني، وشعرت بالأمان وبأنني استعدت ملجأي الذي أعتقدت أني فقدته للأبد . النهاية .... الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة