تمكن الرئيس الروماني تريان باسيسكو - وهو أول رئيس روماني يعلق البرلمان مهامه منذ الانقلاب على الحزب الشيوعي عام 1989- من تجنب إجراءات إقالته بسهولة إذ رفضتها نسبة كبيرة من الرومانيين في استفتاء جرى السبت. وعلق باسيسكو خلال مؤتمر صحفي نظم في مقر الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بأن نسبة 75% لصالح الرئيس و25% لصالح البرلمانيين ال322 الذين صوتوا (على تعليق مهامه) تكشف خيارات الشعب الروماني. وأوضح أن هذه النتيجة تعني أن الرومانيين يريدون تحديث الطبقة السياسية عبر اعتماد اللائحة الفردية ومراجعة الدستور. وقال إنه حان الوقت ليكون هناك دستور للرومانيين وليس للسياسيين معلنا أنه سيعقد اجتماعا قريبا مع الأحزاب النيابية لبحث سبل تحديث الطبقة السياسية. من جهته سارع رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارضة ميرسيا جوانا الذي قاد الحملة لإقالة الرئيس إلى التعليق على نتائج الاستفتاء بأنه انتصار باهت. من جهته قال رئيس الوزراء كالين تاريسيانو الحليف السابق للرئيس والذي أصبح من أشد خصومه أعتبر أن الرومانيين أعطوا باسيسكو فرصة ثانية. وينتظر صدور النتائج النهائية الأحد على أن تصادق عليها المحكمة الدستورية ثم البرلمان قبل عودة باسيسكو إلى القصر الرئاسي. وفي هذه الأثناء سيواصل رئيس مجلس الشيوخ نيكولاي فاكارويو (63 عاما) تولي مهام الرئاسة بالوكالة. وتابعت بروكسل عن كثب هذا الاستفتاء الذي جرى بعد أقل من خمسة أشهر على انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي، كما تابعه محليا السلك الدبلوماسي الأجنبي باهتمام. وكان البرلمان علق مهام باسيسكو يوم 19 أبريل الماضي بتهمة اعتماد موقف فئوي والتخلي عن دوره كوسيط سياسي بين الجميع.