أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه يتوقع أن تنسحب القوات البريطانية من العراق بعد تسلم غوردون براون رئاسة الوزراء خلفا لتوني بلير في السابع والعشرين من الشهر القادم. وقالت صحيفة الصانداي تلغراف إن بوش تبلغ من معاونيه أن عليه الاستعداد لسماع مثل هذا القرار خلال المائة يوم التي تلي تولي براون مهماته. وقالت مصادر مقربة من البيت الأبيض –بحسب الصحيفة - إن بوش ومعاونيه درسوا نتائج هذا الانسحاب وهذا التغير في الموقف من قبل أبرز حلفائهم مضيفة أن مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي والبنتاجون ووزارة الخارجية أعربوا بوضوح عن خشيتهم تجاه براون الذي يعتبرونه أقل ولاء لهم من سلفه. وكان بلير اختتم مساء أمس زيارة قصيرة للعراق دافع خلالها عن قراره المشاركة في غزو هذا البلد ودعمه للحكومة العراقية خصوصا في مسألة مكافحة ما سماه "الإرهاب" الذي يستهدف مؤسسات الدولة والمدنيين الأبرياء. وشدد بلير على وجود مؤشرات على حصول تقدم سياسي باتجاه تسوية سلمية للنزاع المتواصل في العراق منذ أربع سنوات. من ناحية أخرى اندلعت مواجهات عنيفة صباح اليوم الأحد بين قوات الاحتلال البريطاني وجيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة البصرة جنوب العراق. وأوضح شهود عيان أن الانفجارات وأصوات إطلاق النار تسمع بقوة في إحدى ضواحي المدينة كما شوهدت مروحيات بريطانية تحلق في سماء هذه المنطقة التي خلت من المدنيين رغم عدم إعلان السلطات المحلية نظام حظر التجول فيها. وقد انتشرت قوات برية بريطانية في أنحاء متفرقة من المدينة بعد هذه المواجهات. وفي الديوانية قتل تسعة أشخاص في اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى "جيش المهدي" وقوات الشرطة العراقية. وقد حلقت طائرات مروحية تابعة لجيش الاحتلال الأمريكي في سماء المدينة بكثافة فيما لزم السكان منازلهم وأقفرت الشوارع من السيارات والمارة. وكان ما لا يقل عن عشرين شخصا قتلوا أمس السبت في هجمات متفرقة بالعراق بينما تظاهر المئات في شوارع بغداد احتجاجا على أعمال العنف التي تعصف بالبلاد. كما اعترف جيش الاحتلال الأمريكي بمصرع وإصابة 13 من جنوده في أنحاء متفرقة من العراق بينهم ثمانية قتلى والباقون جرحى في الساعات ال48 الماضية. وأعلن الجيش نفسه اعتقال تسعة أشخاص زعم أنه يشتبه في علاقتهم بخطف الجنود الأمريكيين الثلاثة الذين فقدوا قبل أسبوع في كمين نصبته جماعة دولة العراق الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة. وكان قائد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق ديفد بتراوس أكد في مقابلة مع موقع جيش الاحتلال الأمريكي على الإنترنت أنه يعرف خاطف الجنود الثلاثة دون أن يحدد اسمه. وأشار بتراوس إلى أن معلوماته تقول إن اثنين منهم مازالا على قيد الحياة على الأرجح وأن هناك إحساسا بأن الثالث مات لكننا لسنا متأكدين. في سياق آخر أعلن مسئولٌ كردي بارز- يُدعى كاكه رش صديق- أمس أنَّ رئيس الوزراء نوري المالكي صادق مؤخرًا على توصياتٍ تقضي بتنفيذ أربع خطوات مهمة أقرتها لجنة محلية في مدينة كركوك تتعلق بتنفيذ المادة 140 من الدستور التي تنص على إجراء استفتاء في المدينة للبتِّ في مسألة ضمّها إلى إقليم كردستان العراق وهي مادة ما زالت تثير جدلاً في البرلمان العراقي وفي الساحة السياسية العراقية بوجهٍ عامٍ. وقال صديق- وهو المسئول عن تفعيل المادة المذكورة- إنَّ مرسومًا من مكتب المالكي وصل إلى اللجنة، وينص على الموافقة على تنفيذ أربع توصيات ممهدة لتفعيل المادة الدستورية، وهي إعادة الموظفين والمفصولين لأسبابٍ سياسية في المناطق المُتنازع عليها من الكرد والتركمان والكلدو آشوريين والعرب إلى مناطقهم الأصلية, وإعادة الراغبين من المرحَّلين والمهجَّرين إبَّان النظام السابق إلى مناطقهم الأصلية, وإعادة العرب الوافدين إلى مناطقهم, وإلغاء جميع العقود الزراعية المبرمة في زمن نظام صدام حسين. يذكر أن أطراف داخلية وإقليمية عديدة تعارض هذا الخيار فتركيا من جهتها ترفض رفضًا قاطعًا إجراء أي تغييرات على وضع مدينة كركوك التي تُعتبر المركز الرئيسي في العراق للأقلية التركمانية وهدد كبار سياسييها وعسكرييها بحملاتٍ عسكرية دون إذنٍ لتعقب أعضاء حزب العمال الكردستاني التركي الذين تقول السلطات التركية إنَّهم يتلقون الدعم والتدريب من أكراد العراق. ويطالب أكراد العراق باستفتاءٍ مع نهاية العام الحالي 2007م في كركوك التي يقطنها نحو مليون وربع مليون نسمة، هم خليطٌ من الأكراد والعرب والتركمان وأقليات مسيحية أخرى؛ لتقرير ما إذا كانت المدينة ستنضم إلى الإقليم الكردي هي وست مدن أخرى تطلق عليها السلطات الكردية اسم "المدن المتنازع عليها" تقع في محافظتي ديالى شرق بغداد والموصل شمال بغداد أم لا. ويقول المسئولون الأكراد إنَّ قضية كركوك تمثِّل خطًّا أحمر في العلاقة مع بغداد, وإنَّ أي مس بهويتها من شأنه دفع الأكراد إلى خطواتٍ أخرى. على صعيد آخر قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إنَّ الدكتور عبد العزيز الحكيم وصل إلى الولاياتالمتحدة للعلاج من سرطان الرئتين. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إنَّ زعيم المجلس الأعلى الإسلامي وصل الخميس يوم الخميس الماضي إلى هوستون حيث قابل أخصائيين في مركز السرطان بجامعة تكساس. ونقلت الصحيفة عن هؤلاء المسئولين قولهم إن الحكيم- البالغ من العمر 57 عامًا- يُعاني من سرطان الرئتين. وعلق المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو على وصول الحكيم إلى هوستون؛ حيث قال إنَّ الحكومة الأمريكية أرسلت طائرةً لنقل الحكيم لتلقي العلاج في الولاياتالمتحدة. وأكد فراتو أن الإدارة الأمريكية ساعدت على وصول الحكيم إلى الولاياتالمتحدة، مضيفًا أنه "يتوقع مواصلة العمل مع الحكيم وحزبه في المستقبل". وذكرت الصحيفة أن نائب الرئيس ديك تشيني لعب دورًا في ترتيب بعض المراجعات الطبية في بغداد للحكيم من جانب أطباء عسكريين أمريكيين "شخَّصوا المرض، وجهَّزوا علاج المسئول العراقي الحالي في هوستون". وكانت وكالة (أسوشييتد برس) قد نقلت أمس عن مسئولين عراقيين قولهم إنَّ الأخير ذهب إلى واشنطن لتلقي العلاج "بعد شعوره ببعض الوهن وبارتفاع في ضغط الدم". وذكر بيانٌ لحزب الحكيم اليوم أنَّه ذهب إلى الولاياتالمتحدة لإجراءِ فحوصات طبية "بناءً على نصيحة أطبائه"، ومن المعروف أنَّ الحكيم يدمن التدخين، ولكن لم يسبق له أنْ عانى من أي مرض.