أعلن جيش الاحتلال الأمريكي في العراق عن مقتل اثنين من عناصره وإصابة ثالث في انفجار عبوة ناسفة في انفجار استهدف آليتهم العسكرية جنوب شرق بغداد مما يرفع خسائر الاحتلال في العراق خلال مايو الحالي فقط إلى 28 قتيلاً بحسب الإحصائيات الأمريكية . وفي كركوك أعطبت عربة همر أمريكية في انفجار عبوة ناسفة وأصيب جندي أمريكي برصاص قناص في الحويجة غربي المدينة. وعلى نفس السياق فقد شهدت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق اليوم الأربعاء انفجار سيارة مفخخة أمام مقر وزارة داخلية الإقليم- المتمتع بالحكم الذاتي- مما أسفر عن وقوع 19 قتيلاً و70 جريحًا إلى جانب تعرُّض المباني المجاورة لبعض الأضرار. ووجهت مستشفيات أربيل نداءات إلى المواطنين للتبرع بالدم لإغاثة عشرات المصابين الذين توافدوا عليها. وقد أحدث الانفجار حالة من الهلع بين صفوف المواطنين, خاصة وأن المدينة آمنة نسبيا ولم تتعرض إلى هجوم من هذا النوع منذ عامين عندما حاول فدائي التقرب من نفس المبنى القريب من برلمان كردستان وقتلته القوات الأمنية قبل وصوله. وهذا التفجير يُعتبر واحدًا من العمليات المسلَّحة القليلة التي تقع في الإقليم الخاضع لسيطرة ميليشيات البشمرجة الكردية إلى جانب قوات الجيش العراقي المنتشرة هناك والتي يشكِّل الأكراد كافةَ عناصرها مما يجعل هذا الانفجار يثير التساؤلات حول إمكانية انتقال العمليات المسلحة التي تضرب أنحاء العراق إلى إقليم كردستان الطامح في الانفصال. وجاءت العملية بعد يوم شهد أيضًا المزيد من التفجيرات والعمليات المسلَّحة كان أشدّها انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة الكوفة جنوب العراق مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا وإصابة 70 آخرين كما قُتِلَ شخصان وأصيب 6 آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلةً يستقلها مدنيون قرب محطة وقود الزعفرانية جنوب العاصمة بغداد. ولمواجهة تزايد العمليات المسلَّحة وعمليات المقاومة ضد الاحتلال أعلنت وزارة الحرب الأمريكية أنه سيتم نشر 10 ألوية قتالية إضافية في العراق خلال العام الحالي لضمان تطبيق الخطة الأمنية بما يعادل 35 ألف جندي ليحلُّوا محلَّ نفس العدد من الجنود العاملين في العراق بما يضمن فاعلية القوات المقاتلة هناك. وقال المتحدث باسم "البنتاجون" براين ويتمان إن الإدارة الأمريكية لم تقرِّر بعد المستوى الذي سيبلغه عدد القوات الأمريكية في العراق مستقبلاً إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو نفى أن تكون الخطوة دليلاً على صعوبة وضع قوات الاحتلال الأمريكية في العراق وقال إنها جزءٌ من عملية عادية جارية بقصد محاولة التأكد من وجود قوات كافية وفق ما هو مخطَّط مع الأخذ بعين الاعتبار التخطيط الزمني بين عمليات الانتشار. وفي أول رد فعل على المشروع الجديد لتمويل الحرب على العراق الذي يسعى الديمقراطيون إلى تقديمه أعرب البيت الأبيض وأعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس عن معارضتهم للمقترح الجديد الذي يصيغه مجلس النواب الأمريكي والمتعلق بمشروع قانون التمويل الإضافي الجديد للحرب. وينقسم المشروع إلى مرحلتين، يتم الانتقال من الأولى إلى الثانية وفق مستوى التقدم الذي يتحقق في أداء الحكومة العراقية إزاء العمليتين السياسية والأمنية ويتم في المرحلة الأولى منح إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تمويلاً تبلغ قيمته 95.5 مليار دولار لدعم القوات الأمريكية والعمليات، بينما تبدأ المرحلة الثانية بعد أن يقدم البيت الأبيض تقريرًا للكونجرس حول الإنجازات التي تحقَّقت والإجراءات المتوقَّعة من الحكومة العراقية لدعم الاستقرار العام في البلاد. ويهدف التقرير إلى التعرُّف على حجم الإنجاز السياسي والعسكري المتحقِّق في العراق وبعد مناقشة التقرير يبدأ الكونجرس في مناقشة المرحلة الثانية المتعلقة بشروط التمويل. وفي محاولةٍ للدعم الأمريكي للحكومة العراقية وصل نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد تشيني إلى العاصمة بغداد في زيارةٍ لم يتم الإعلان عنها من قبل وإن كانت المؤشرات تقول إنها مرتبطةٌ بالمشكلات الداخلية التي تعانيها الحكومة العراقية حيث قالت الأنباء إن التيار الصدري قد يسحب تأييده السياسي للحكومة. وفي نفس الشأن نقلت وكالة رويترز عن مسئول بمكتب طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي نفيه تقارير إعلامية ذكرت أن الهاشمي حدد مهلة تنتهي يوم 15 مايو الحالي لانسحاب جبهة التوافق من الحكومة والبرلمان إذا لم تتم تلبية مطالبها. وكانت شبكة CNN التلفزيونية الأميركية نقلت عن الهاشمي قوله إنه سيمهل الحكومة أسبوعا واحدا لنزع سلاح المليشيات والبدء في تعديل الدستور، مهددا بسحب كتلته من البرلمان والحكومة خلال أسبوع. كما نقلت الشبكة عن الهاشمي أنه قرر تأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى الولاياتالمتحدة بدعوة من الرئيس بوش إلى أن يلمس مزيدا من المساعدات الحقيقية من جانب واشنطن للأوضاع المتردية في العراق. وعلى خلفية هذه التهديدات التقى الهاشمي رئيس الوزراء نوري المالكي وبحث معه مجمل العملية السياسية في البلاد إلى ذلك استمرت الأزمة بين الأكراد في العراق والأتراك؛ حيث قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس إن أكراد العراق مستعدون للحوار لإنهاء الخلافات مع تركيان "لكنهم لن يخضعوا للتهديدات". وأضاف أمام لجنة تابعة للبرلمان الأوروبي في بروكسل أمس أن تهديدات الجيش التركي الشهر الماضي بالقيام بعملية عسكرية لمطاردة المتمردين الأكراد الأتراك المختبئين في كردستان العراق هي تهديداتٌ مرتبطةٌ بالانتخابات التركية. وأضاف أنه علينا أن نوضح تمامًا أن لغة التهديد لم تعُد تفيد وأيامها انتهت نحن مع الحوار البناء إننا لا نهدد أحدًا ولن نقبل تهديدات من أحد. وقال بارزاني إن أكراد العراق راغبون في دعم حلٍّ سياسيٍّ للصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي ينشط في جنوب شرق تركيا، نافيًا أن يكون قد هدَّد بالتدخل في الصراع بين السلطات التركية والمتمردين الأكراد. وكان بارزاني قد هدَّد بدعم المتمردين من حزب العمال الكردستاني ضد السلطات التركية إذا واصل الأتراك رفضَهم ضمَّ مدينة كركوك إلى إقليم كردستان العراق، وهو الأمر الذي ترفضه تركيا؛ لأن ضم كركوك يُعتبر خطوةً على طريق انفصال إقليم كردستان العراق؛ مما قد يثير حماسة أكراد تركيا للقيام بخطوة مماثلة أو يزيد من مستوى الدعم الذي يلقاه الأكراد الأتراك من أكراد العراق. وتؤكد تركيا أن المتمردين الأكراد الأتراك يتحصَّنون في المناطق الجبلية في إقليم كردستان العراق، ويقومون بعملياتهم من هناك ضد السلطات التركية، وقد أسفرت تلك العمليات عن مقتل 30 ألف تركي خلال 20 عامًا من الصراع، من بينهم 600 في العام الماضي فقط، وسبق أن تدخَّل الأتراك في شمال العراق وقت حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؛ لضرب معاقل المتمردين، وهدَّد الأتراك بتكرار ذلك إذا ما استمر أكراد العراق في دعم الأكراد الأتراك.