تعهَّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل بأسر المزيد من الجنود الصهاينة إذا لم يقم العدو بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجونهم مؤكدًا أن الحركة لديها قدرة كبيرة على تنفيذ تعهداتها. وقال مشعل أمس الأحد - بمخيم اليرموك للاجئين بدمشق- إن حماس مصرَّةٌ على إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال من خلال أسر المزيد من الجنود الصهاينة أو بغير ذلك من الطرق. وأضاف مشعل أن الحركة أرسلت إلى الكيان الصهيوني قائمةً بأسماء الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم مقابل إطلاق المقاومة للجندي جلعاد شاليط الأسير لديها منذ يونيو الماضي مشيرًا إلى أن الاحتلال يراوغ ويماطل في تنفيذ اتفاق التبادل ويحاول ممارسة سياسة المساومة والابتزاز. وأوضح مشعل أن تلك السياسة لن تجدي مع المقاومة حيث لا طريق للإفراج عن شاليط إلا بالاستجابة لشروط فصائل المقاومة التي أسرت الجندي مضيفًا أن هذا الاحتلال لن يخضع إلا تحت الضغط، وهذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة. وجدد مشعل تأكيد أن المقاومة ستبقى الخيار الإستراتيجي لحركة حماس حتى هزيمة الاحتلال واسترداد الحقوق الفلسطينية. وقد أكدت مصادر في كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس- أن الكتائب وضعت خطةً من أجل أسر المزيد من الجنود الصهاينة إذا أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اقتحام قطاع غزة. وأشارت المصادر إلى أن نخبةً من عناصر "القسام" قد تدرَّبت على كيفية أسر جنود صهاينة والانسحاب بهم إلى مناطق آمنة، موضحةً أنه إذا نفَّذت قوات الاحتلال عمليةً عسكريةً واسعةَ النطاق في قطاع غزة، فإن عمليات أسر الجنود ستشهد نقلة نوعية حيث ستنتقل إلى الضفة الغربية التي تقف فيها "القسام" على استعدادٍ لتنفيذ عمليات الأسر على الرغم من حملات الاعتقال التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد عناصر حماس هناك. وتجري مفاوضات غير مباشرة بين المقاومة والاحتلال عبر الوسيط المصري من أجل إجراء تبادل للأسرى بين الجانبين، وقدمت حركة حماس قائمة تضم أسماء حوالي 1400 أسير فلسطيني بينهم قيادات في المقاومة من أجل إطلاق سراحهم إلا أن الاحتلال يعرقل صفقة التبادل برفضه إطلاق سراح قيادات أو عناصر المقاومة الذين نفذوا عمليات أدَّت إلى مقتل صهاينة، كما يرفض الصهاينة إعطاء الضمانات الكافية للفلسطينيين فيما يتعلق بالالتزام بتنفيذ مراحل عملية التبادل. في المقابل جدد رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت تهديده باتخاذ إجراءات ضد المقاومين الفلسطينيين الذين يطلقون صواريخ من غزة تجاه مواقع صهيونية. وقال أولمرت للوزراء في الاجتماع الحكومي الأسبوعي إن الكيان الصهيوني لا يمكن أن يسكت عن إطلاق الصواريخ مضيفا أننا لا نرغب في التصعيد لكننا لن نحجم بأي حال عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع من يحاولون إيذاءانا في الجنوب . ولم يتحدث أولمرت عن طبيعة الإجراءات التي سيتخذها ولكنه سبق أن سمح لجيشه بشن حملات قاسية ضد المقاومين الفلسطينيين . يأتي ذلك مع استمرار التصعيد الصهيوني الذي أسفر أمس عن استشهاد خمسة فلسطينيين في قطاع غزة، ثلاثة منهم من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس والرابع من ألوية صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية. وفي هذا السياق قالت مصادر فلسطينية إن جيش الاحتلال اعتقل فجر اليوم عشرة فلسطينيين من مدينتي بيت لحم وأريحا شمال الضفة الغربية بدعوى أنهم مطلوبون. وفي رام الله اقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية ملتقى الأسرى والمحررين بعد تحطيم أبوابه الرئيسة والاستيلاء على أجهزة الحاسوب وجميع الأوراق الخاصة بالأسرى المحررين في الضفة الغربية. وإضافة إلى ذلك صادرت سلطات الاحتلال 238 دونما من أراضي قرية بردلة في منطقة الأغوار في الضفة الغربية, وذلك من أجل بناء جزء جديد من الجدار العازل. وتأتي هذه الخطوة لتحرم المزارعين في المنطقة من مصدر رزقهم الأساسي ولتحكم سيطرة الاحتلال على سهل قاعون, الذي سلمت معظم أراضيه لمزارعين صهاينة منذ السبعينيات. ويقضم الجدار مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية ويجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، بينما يرى فيه الفلسطينيون "جدارا للفصل العنصري". وفي سياق آخر انتقدت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، تصريحات رئيس الوفد الأمني المصري في قطاع غزة برهان حماد، التي وصف فيها إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المواقع الصهيونية ب"المقامرة التي تضر بأبناء الشعب الفلسطيني". واعتبر حماد أن "خرق التهدئة" بين الفلسطينيين والصهاينة عرقل جهود الوفد الرامية لإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين. وقال إسماعيل رضوان الناطق باسم حماس في تصريحات للشبكة الإعلامية الفلسطينية إن "من حق فصائل المقاومة الفلسطينية الرد على عدوان وجرائم جيش الاحتلال الصهيوني وأكد رفض "أي حديث عن تهدئة أو وقف لعمليات المقاومة في ظل استمرار اعتداءات الاحتلال". من ناحيته قال الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين محمد عبد العال (أبو عبير) إن "على رئيس الوفد الأمني المصري الموجود في غزة أن يقول خيرا أو يصمت".