رفض كبير قضاة موريتانيا رئيس المحكمة العليا في نواكشوط ولد الغيلاني قرارًا صادرًا من رئاسة الجمهورية يقضي بعزله، حسب ما جاء في وسائل إعلام موريتانية اليوم. وبرر رئيس المحكمة العليا الرفض بمخالفة قرار عزله للقانون الموريتاني واستقلالية القضاء، وأضاف أنه أبلغ الرئاسة بتمسكه بمنصبه إلى غاية انتهاء المأمورية، خصوصًا أن قانون التنظيم القضائي الذي يشير في المادة 15 من الأمر القانوني رقم 012-2007، الصادر بتاريخ 8 فبراير 2007 والمتضمن للتنظيم القضائي على أنه "تطبق على رئيس المحكمة العليا وبقوة القانون طيلة ممارسته وظائفه بمقتضيات النظام الأساسي للقضاة المتعلقة بعدم القابلية للعزل وبالاستقلال وحرية القرار والتعارض الوظيفي وارتداء زي القضاة أثناء الجلسات، وتلك المتعلقة بالواجبات المفروضة على القاضي". وكان رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز قد أعفى الغيلاني من منصبه قبل يومين لأسباب لم يُكشف عنها، ما قد يثير إشكالات قضائية تتعلق باستقلالية القضاء، وبحكم أن ولد الغيلاني رئيس لجنة الشفافية التي يصرح أمامها المسؤولون والوزراء بممتلكاتهم. واتصل الغيلاني اليوم بمدير الديوان الرئاسي، وأبلغه رسميًّا رفضه لقرار الإقالة وطلب منه إبلاغ ذلك لرئيس الجمهورية، حسب ما ذكرت وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة. من جانبه، قال رئيس تحرير وكالة الأخبار الموريتانية سيد أحمد ولد باب تعليقًا على رفض رئيس المحكمة العليا للعزل: "هذه رسالة قوية من قوى حية في المجتمع "القضاة والمحامون" مفادها أن الزمن تغير وأن المؤسسة القضائية باتت شريكًا في عملية صنع القرار ولم تعد ذلك التابع الذى يميل حيث مال الرئيس ومعاونوه". وأضاف أنها رسالة أيضًا أعادت الأمل للحالمين بدولة القانون، بعد أن حاول الرئيس وضع يده على هيئة محترمة في المؤسسة القضائية "المحكمة العليا"، مما يعزز المطالب الداعية لاستقلالية القضاء ولعب دور أكبر في الحياة السياسية. على جانب آخر، جرح عدد من الأشخاص واعتقل آخرون في تظاهرة جديدة نظمتها المعارضة الموريتانية أول من أمس، في نواكشوط للمطالبة برحيل الرئيس محمد ولد عبد العزيز. واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق شبان بدأوا بالتجمع أمام مسجد العاصمة بعد صلاة الجمعة بدعوة من تنسيقية شباب المعارضة. وقال ناطق باسم المتظاهرين: إنه "سقط عدد كبير من الجرحى بينهم فاضل ولد المختار رئيس التنسيقية وزعيم الشباب في حزب التواصل الإسلامي، الذي أصيب بجروح في الرأس ونقلته الشرطة إلى المستشفى". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة