أكدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن المفكر عبدالوهاب المسيري مؤهل بشكل فريد لخلق شيء يمكن أن يهز النظام السياسي في البلاد وهو إقامة تحالف طبيعي بين المعارضة اليسارية الصغيرة وجماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة إلي أنه وسط الاختلافات الأيديولوجية وانعدام الثقة المتبادل ومحاولات التقسيم والفرقة التي قامت بها الحكومة طوال عقود واتساع الهوة بين اليسار والإخوان. يعد المسيري واحدا من المفكرين والشخصيات العامة الذين يحظون بالاحترام والمصداقية من الجانبين. وقالت: إن المسيري هو الزعيم الجديد والوجه العام الحالي لحركة كفاية ومهمته إعادة إحياء الحركة المستقلة التي برزت في المشهد السياسي في عام 2005، ونقلت عنه قوله: «سنري ما نستطيع فعله، أنا أملك شرعية بين جميع الجماعات السياسية ولا أسعي إلي الشهرة لأني مشهور بالفعل وليس لدي أي طموح سياسي. وأضافت: إن المفكر صاحب الموسوعة الأكثر انتشارا حول اليهودية والصهيونية والتي اعتبرتها دولة الاحتلال الصهيوني معادية للسامية يتمني أن تنجح شرعيته ووضعه بين المعارضة في إقامة جبهة موحدة تضم جماعة الإخوان ذات الجذور المتأصلة مع كفاية. وقال: من الضروري جدا أن تقف المعارضة في جبهة واحدة حتي تفهم الحكومة الرسالة مشيرا إلي أن الساحة أصبحت جاهزة فالغضب الشعبي العام بات حقيقيا ومستويات الفساد وصلت إلي مدي غير مسبوق في تاريخ مصر. وأشار إلي أن الفجوة التي تفصل بين الفريقين لا توجد إلا في القاهرة حيث توجد الزعامة والقيادات لكن في المحافظات الأخري يتعاونان للتغلب علي المشاكل المختلفة. وأضاف: عندما تذهب إلي بنها تجد أن اجتماعات المعارضة تضم «إخوان مسلمين» وماركسيين وليبيراليين وكل منهم يعرف الآخر ويثق فيه وليس لديهم أجندة خاصة لكن انعدام الثقة بين القيادة في الفريقين هي السبب في تعميق الخلاف ووضع العراقيل أمام اتحادهما. وأوضحت الصحيفة أن المسيري هو الأنسب للقيام بهذا الدور ونقلت عن منار الشوربجي أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية قولها: إنه لا أحدا آخر يملك مقوماته، لكن أثبتت جماعة الإخوان المسلمين طوال الأعوام السابقة أنها لا تملك الرغبة في الاتحاد. وأشارت إلي أن كلا من كفاية والإخوان قد تراجعا بعد قيام الحكومة باستعراض قوتها وتمرير عدد من التعديلات الدستورية المثيرة للجدل والتي أثارت انتقادات واسعة من جانب المراقبين الدوليين، وقاطعتها كل أطياف المعارضة وقالت: إن الكثيرين يتوقعون موسما نائما للمعارضة لكن أي ظهور لحركة كفاية سيعتمد إلي حد كبير علي تأثير المسيري والذي يستطيع لعب دور إيجابي حسب كمال خليل الناشط اليساري وأحد مؤسسي الحركة، مضيفا أن الإخوان المسلمين لايستطيعون التقدم بمفردهم وبعض قاداتهم يدركون ذلك نحن نستطيع حمايتهم وهم يستطيعون حمايتنا. وقالت لوس أنجلوس تايمز إن ظهور كفاية عام 2004 أسهم في تنشيط المعارضة اليسارية، وضمت علمانيين معتدلين وإسلاميين مستقلين مثل المسيري وتجاوزت في مظاهراتها الخطوط الحمراء فانتقدت مبارك بالاسم وعارضت صراحة خطط توريث الحكم لنجله جمال وحرصت جماعة الإخوان دائما علي التأكيد أنها صاحبة الذراع الطولي، فدأبت علي تنظيم تظاهراتها قبل أو بعد مظاهرات كفاية بيوم، ودون مشاركة كوادر من الإخون يتظاهر أعضاء الحركة بأعداد محدودة لا تتجاوز المئات وتنجح قوات الأمن في تطويقها. وبعد عامين من ظهورها تزيد مشاعر الأسي لدي كفاية وتشكو من تعالي أعضاء الإخوان الذين يستطيعون تنظيم مظاهرات سلمية بما يزيد علي عشرة آلاف شخص في حين يعتبر الإخوان أن كفاية غير جديرة بالاهتمام.