قال الرئيس الأميركي باراك أوباما -الأحد في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)- إن العالم يؤيد إستراتيجيته في أفغانستان، لكنه توقع أياما صعبة مقبلة. في حين طالب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الولاياتالمتحدة بحل دائم للغارات التي تشنها في أراضي بلاده بطائرات بلا طيار. وأضاف أوباما -لدى استقباله قادة دول الحلف الثمانية والعشرين في مدينة شيكاغو- "سنقف معا متحدين في التزامنا بشأن استكمال هذه المهمة". واصفا الناتو بأنه "أقوى حلف شهده العالم حتى الآن والأكثر نجاحا". وسيناقش قادة حلف الناتو وشركاؤهم من قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) الإستراتيجية المفترض اتباعها للتقدم إلى الأمام في أفغانستان صباح اليوم . ومن المقرر أن يسحب الناتو قواته القتالية التي تبلغ 130 ألف جندي عام 2014، ويسلم المهام الأمنية للقوات الأفغانية. وفي اجتماع ثنائي على هامش قمة حلف الأطلسي، طمأن أوباما نظيره الأفغاني حامد كرزاي بشأن العلاقة بين دولتيهما، مؤكدا أن هناك "رؤية لما بعد عام 2014 الذي سننهي فيه دورنا القتالي، وتنتهي فيه الحرب الأفغانية كما نفهمها، ولكن يظل التزامنا بالصداقة والشراكة مع أفغانستان قائما". ورد كرزاي بأنه من المهم إتمام العملية الانتقالية لتسليم مسؤولية الأمن إلى القوات الأفغانية بحلول 2014 حتى لا تكون بلاده "عبئا" على الأسرة الدولية. وتقدم بالشكر بالنيابة عن بلاده للولايات المتحدة على تضحياتها، معربا عن أمله في "انتهاء هذه الحرب". من جهة أخرى، أكد الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن أنه لن يكون هناك "استعجال في الانسحاب" من أفغانستان، حتى بعد تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتنفيذ وعده الانتخابي بسحب قواته البالغة 3500 جندي بحلول نهاية العام الجاري. وقال راسموسن للصحفيين في شيكاغو إنه لا يزال على "ثقة" من أن الانسحاب سيحدث "بطريقة منسقة"، وإنه سيتم الحفاظ على "التضامن" بين الدول الخمسين المشاركة في المهمة الدولية بأفغانستان. ووصف لقاء ثنائيا جمعه مع هولاند بأنه "جيد ومهم". وفي السياق نفسه، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها تؤيد خطط حلف الأطلسي بسحب القوات القتالية الدولية في عام 2014، لكنها أكدت ضرورة أن يتولى الأفغان معظم المسؤولية الأمنية في البلاد عام 2013. وقد رحبت حركة طالبان الأفغانية بقرار الرئيس الفرنسي الجديد، ووصفته بأنه "مستند إلى الوقائع ويعد انعكاسا لرأي أمته"، داعية الدول الأخرى أيضا إلى "تجنب العمل لخدمة المصالح السياسية الأميركية" والاستجابة لدعوة شعوبها. وفي إطار العلاقة المتوترة بين الناتو وباكستان، دعا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الولاياتالمتحدة إلى إيجاد "حل دائم" للغارات التي تشنها أميركا بطائرات بلا طيار في الأراضي الباكستانية والتي أججت الوضع بين إسلام آباد وواشنطن. وأكد زرداري ضرورة أن يكون الحل جذريا لأن هذه الغارات لا تنتهك سيادة باكستان فقط ولكنها تؤجج مشاعر الغضب لدى الشعب لما توقعه من ضحايا مدنيين. ودعا زرداري -أثناء لقائه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون- أميركا للعمل بشكل أفضل لتعويض 24 جنديا باكستانيا قتلوا في غارة أميركية على الحدود الباكستانية الأفغانية العام الماضي، مما دفع إسلام آباد لفرض حظر على إمدادات الناتو المتجهة إلى أفغانستان لمدة ستة أشهر. كما أعرب راسموسن -في مؤتمر صحفي الأحد- عن الأمل في أن يتم فتح طرق الإمدادات في المستقبل القريب. مؤكدا أن المفاوضات جارية مع القيادة الباكستانية بهذا الخصوص. وسيعقد اجتماع ثنائي بين راسموسن وزرداري اليوم بعد إلغاء اجتماع كان مقررا الأحد، وعزيت أسباب الإلغاء لتأخر طائرة الرئيس الباكستاني. يذكر أن قمة الناتو انطلقت أمس وتستمر اليوم وسط مشاركة ستين دولة ومنظمة، وقد سبقتها مظاهرات رافضة للقمة اعتقل على إثرها أشخاص بتهمة ارتكاب أنشطة متصلة ب"الإرهاب".