قال الله تعالى واصفا الذين آمنوا بأنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) الشورى: 38 وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم. ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) آل عمران :159 فأمر الله المؤمنين بان يتشاوروا فيما بينهم بل وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بان يشاور المؤمنين . وقد اختلف العلماء هل الشورى ملزمة للأمير أم أنها معلمة فقط ؟ فقال علماء السلف إنها معلمة وليست ملزمة أما علماء الخلف فمنهم من قال إنها معلمة كالشيخ الشعراوي وشيخي وأستاذي الشيخ عبدالله السماوي رحمهما الله . ومنهم من قال إنها ملزمة كالشيخ محمد الغزالي والدكتور القرضاوي . وسبب حديثي عن هذا الأمر في هذا الوقت بالذات هو أن الجماعات والأحزاب الإسلامية انقسمت واختلفت حول من يؤيدونه من مرشحي الرئاسة الثلاثة عشر وانحصر الخلاف مؤخرا حول مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي والمرشح المنشق عن الإخوان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح . وقد أيد حزب (النور) السلفي وحزب (البناء والتنمية) المرشح المنشق بحجة أنهم أجروا شورى بين أعضائهم وجاءت الشورى مؤيدة للدكتور عبدالمنعم . وأنا أقول لقيادات وأعضاء الحزبين (النور ، والبناء والتنمية) .. إن الشورى التي أجريتموها شورى خاطئة من الأساس لأنكم تشاورتم حول هل نؤيد مرشح الإخوان الذي التزم بقرار مجلس شورى الجماعة ؟ أم نؤيد المرشح المنشق الذي خالف قرار مجلس شورى الجماعة ؟ !! فهذه الشورى لا تحل أصلا لأنه لا يجوز أن أستشير هل أؤيد الذي وفى ببيعته أم أؤيد من نقض بيعته وخلع يدا من طاعة ؟ !! وبما أن هذه الشورى لا تصح أصلا فأنا أدعو أعضاء حزبي النور ، والبناء والتنمية أن يتراجعوا ويؤيدوا الدكتور محمد مرسي المرشح الوحيد الذي لم يحرص على الإمارة ولم يسع لها ولم يرشح نفسه ولكن رشحته جماعته التي هي أكبر وأقدم جماعة إسلامية في مصر بلا منازع .. وإن كان في جماعة الإخوان بعض الأخطاء فيجب علينا أن نعطيها الفرصة لتصحيح هذه الأخطاء وننصحها ونقومها وندعو الله أن يوفقها لإقامة شرع الله والشبهة التي يحتج بها من يؤيدون المرشح المنشق هى أن الإخوان قالوا في بداية الأمر إنهم لن يرشحوا للرئاسة مرشحا منهم ثم تراجعوا عن قولهم ! وأعجب كيف يخفى عليهم وهم يدعون أنهم من طلبة العلم الشرعي أن العلماء والفقهاء العظام كان الواحد منهم يقول (قد أقول القول اليوم وأرجع عنه غدا) وكذلك كيف يخفى عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم (من حلف على يمين ووجد غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الخير) وأخيرا فأنا أنصح المرشحين الاثنى عشر أن يتقوا الله ويعرفوا قدر أنفسهم ويتنازلوا للدكتور مرسى وأخص بالنصح الدكتور العوا والدكتور أبوالفتوح حتى لا تتفتت أصوات الإسلاميين ويصب ذلك في مصلحة أحد المرشحين الفلول .