أعلن سكان حي الأعظمية البغدادي اليوم رفضهم للجدار الذي تقيمه القوات الأميركية حول حيهم للفصل بين السنة والشيعة شرق نهر دجلة. وكشف الرئيس المؤقت لمجلس حي الأعظمية داود الأعظمي أن القوة الأميركية الموجودة في المنطقة استدعت أعضاء المجلس قبل بضعة أيام للحصول على توقيعاتهم على وثيقة تشير إلى بناء جدار "من شأنه خفض الهجمات ضد العراقيين والقوات الأميركية". وأضاف أنه أبلغ الأميركيين أنه ليس بمقدوره التوقيع قبل أخذ رأي سكان الحي مضيفا أنه تحدث إلى السكان بعد صلاة الجمعة. وأكد الأعظمي أن أعضاء المجلس لم يوقعوا على المشروع في حين يتواصل العمل في إقامة الجدار. وكان ضابط أميركي قد أعلن أمس أن القوات الأميركية بدأت في 10 أبريل الجاري ببناء جدار حول حي الأعظمية الذي تقطنه غالبية من العرب السنة في مسعى بزعم تحجيم الهجمات والهجمات المضادة مع المناطق المجاورة التي تقطنها غالبية شيعية. وسيصل طول الجدار الخرساني إلى خمسة كيلومترات بارتفاع يصل إلى 3 و5 أمتار, واعتبر سكان الحي أنه يحوله واقعيا إلى سجن. وأشار بائع عطور في الأعظمية يدعي زياد عبد الله إلى أنه لا يريد جدار عزل بين الحي وباقي أنحاء بغداد. وعبر عن خشيته من أن يؤدي الجدار والإجراءات الأمنية المشددة إلى عزل سكان الحي ومنعهم من الخروج منه. وقال جلال الطالباني أمس الأربعاء إنه لا يوافق على مثل هذه الحواجز "فمن الممكن إقامة حواجز أسهل". وقد شارك مئات المواطنين في تظاهرة دعا إليها مقتدى الصدر استنكارا لبناء الجدار، منددين بما وصفوه بالعزل الطائفي الذي يريده "الاحتلال" بين العراقيين. وقال المتحدث باسم التيار الصدري محمد الزبيدي إن الشعب العراقي بكامله سيدافع عن الأعظمية وجميع المناطق الأخرى التي يراد عزلها. من جهة أخرى أعلن مسؤولون حكوميون وبرلمانيون أن المالكي سيبدأ غدا جولة إقليمية تحضيرا للمؤتمر الدولي حول العراق الذي سيعقد مطلع مايو المقبل في شرم الشيخ. وأفادت المصادر ذاتها بأن المالكي سيلتقي مبارك في مصر وسيزور الكويت والسعودية ودولا أخرى لم يحددها. وسط تسريبات بأن الرياض اعتذرت عن استقباله بسبب "مواقفه غير الإيجابية من السنة في العراق".
ونقل عن مصدر دبلوماسي سعودي فضل عدم الكشف عن اسمه قوله إن "انحياز المالكي إلى الشيعة في العراق ومواقفه غير الإيجابية من السنة هي من الأسباب التي أدت إلى اعتذار القيادة السعودية عن استقباله".
قتلى الاحتلال ميدانيا أعلن الجيش الاحتلال الأميركي اليوم أن جنديا قتل وأصيب اثنان آخران بجراح جراء انفجار عبوة ناسفة قرب مركبتهم جنوب غرب بغداد. وبمقتل الجندي ارتفع عدد القتلى الأميركيين خلال الشهر الجاري إلى 55 فيما وصل عددهم منذ غزو العراق عام 2004 إلى 3315 حسب بيانات جيش الاحتلال. وفي الديوانية قتل جندي بولندي وأصيب أربعة آخرون في هجوم بقنبلة مزروعة على جاني إحدى الطرق. وفي بغداد قتل ثلاثة أشخاص وأصيب خمسة آخرون على الأقل جراء انفجار قنبلة كانت مزروعة في حافلة صغيرة بمدينة الصدر كما قتلت عائلة كردية. من جهة أخرى أعلنت "دولة العراق الإسلامية" اليوم مسؤوليتها عن محاولة اغتيال استهدفت القيادي الشيعي عمار الحكيم نجل رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم بجنوب بغداد. وأشار بيان نشر على الإنترنت إلى أن ثمانية قتلوا في الهجوم بينهم قيادي في فيلق بدر، في حين أشارت الشرطة العراقية في وقت سابق إلى إصابة ستة من حراس الحكيم. كما لقي تسعة جنود عراقيين مصرعهم وأصيب 15 آخرون في انفجار مفخخة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في منطقة الخالص بمحافظة ديالي شمال بغداد، وفقا لما ذكرته مصادر الشرطة.
وفي حادث آخر قتل ثلاثة من عناصر أمن البشمركة التابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني وأصيب 13 شخصا، عندما استهدفت مفخختان واستشهادى مقرا للحزب في منطقة زمار شمال غرب الموصل في إقليم كردستان. وتعد عملية التفجير هذه الثانية التي تستهدف مقرا للحزب خلال أربعة أيام، حيث لقي عشرة أشخاص مصرعهم وأصيب نحو عشرين آخرين في انفجار مفخخة قرب مقر الحزب في تل أسقف المسيحية شمال الموصل الاثنين الماضي. وقد عثرت الشرطة مساء أمس على 18 جثة بها طلقات رصاص في مناطق متفرقة ببغداد.