قالت مصادر سياسية وصفت بأنّها عالية المستوى في تل أبيب الأحد أنها تخطط لإقامة خط حديدي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط يمكن أن ينقل ما يفيض عن قدرة قناة السويس على الطريق بين أسيا وأوروبا. وبحسب موقع (WALLA) فقد قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن فكرة تفريغ حمولات السفن في ميناء ونقلها بالسكك الحديدية لتحملها سفن أخرى من ميناء أخر لاقت اهتماما كبيرا بين مصدرين كبار في الهند والصين. وبحسب المصادر لم يحصل المشروع على الموافقة النهائية بعد وما زال يفتقر إلى خطط التمويل. ولم يعلن الكيان الصهيوني بعد حجم الحمولات التي تتوقع أن ينقلها الخط المكهرب المقترح الذي سيمتد 350 كيلومترا من ايلات على البحر الأحمر إلى أسدود على البحر المتوسط على بعد 30 كيلومترا جنوبي تل أبيب. وأشار الموقع أيضا إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني قال في تصريحات علنية في افتتاح مناقشة مجلس الوزراء للمشروع لإقامة هذا الخط أهمية إستراتيجية على المستويين الوطني والدولي. ورفض المسئولون الصهيونيون أي آراء ترى أن خطة إقامة الخط الحديدي تأتي ردا على الاضطرابات السياسية في مصر وصعود الأحزاب الإسلامية على الرغم من أنّ الدولة العبريّة تستعد بهدوءٍ تامٍ لاحتمال إضعاف معاهدة السلام مع مصر. وقال مصدر صهيوني رسميّ، رفض الإفصاح عن اسمه، إن خط السكك الحديدية ضمان واق في حالة عجز قناة السويس عن النهوض بعبء تزايد حركة التجارة البحرية. وتقول السلطات المصرية إن القناة استحوذت على ثمانية في المئة من حركة التجارة المنقولة بحرا في 2009. وزاد المصدر عينه إنّه سيكون هناك كثير من الضغط على قناة السويس والفكرة هنا هي إيجاد ضمان في حالة عجز القناة عن النهوض بحجم حركة النقل. وسئل بخصوص إمكان أن يقتطع المشروع من عائدات قناة السويس فقال: لا نعتزم بأي حال أن نفعل أي شيء من هذا القبيل. وقال القنصل المصري العام في الكيان الصهيوني سامح نبيل إنّه من السابق لأوانه التعليق على الخط المقترح نظرا لان الموضوع ما زال في مرحلة تمهيدية. وأضاف اعتقد أن هذه مسألة داخلية صرف. يُشار إلى أنّه وبعد مرور عام ونيّف على الثورة التي أطاحت بالمخلوع مبارك يشعر الصهيونيون بالقلق بشأن ما شهدته مصر من صعود للسياسيين الإسلاميين الذين يدعمون الفلسطينيين بقوة ويشعرون بالاستياء من العلاقات مع الكيان الصهيوني. وسعت الدولتان في العلن إلى التهوين من شأن أي تهديد لمعاهدة السلام الموقعة بينهما عام 1979 وواصلت السفن الصهيونية بما في ذلك سفن البحرية عبور قناة السويس. وقال سفير تل أبيب السابق في عمان، د. عوديد عيران وهو الآن دبلوماسي متقاعد ويعمل الآن باحثا في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب إن المتعاملين في مجال التجارة العالمية يبحثون بشكل متزايد عن بدائل برية للخطوط الملاحية البحرية. وزاد السفير السابق قائلاً إن عبور قناة السويس يكلف الكثير من المال بسبب التأخير، مشيرا إلى الوقت المستهلك في حصول السفن على تصريح دخول القناة وعبورها. وتوقعت وسائل الإعلام الصهيونية أن تبلغ تكلفة الخط الحديدي نحو ملياري دولار. وقالت وزارة المواصلات الصهيونية إنها تبحث عن شركة صينية لإنشائه وتوقعت أن يستغرق بناؤه خمس سنوات. ويعتمد الكيان الصهيوني بشدة على الواردات وخصوصا في مجال الطاقة ومن ثم يساوره القلق من أي تهديد محتمل للإمدادات. وشكك الدبلوماسي السابق في أن تهدد مصر الملاحة الصهيونية ثانية كما فعل الرئيس المصري الراحل، المغفور له، جمال عبد الناصر، عشية العدوان الذي شنته الدولة العبرية في العام 1967 على مصر وسوريّة والأردن، وأضاف إنّه يثق في تأكيد حكومة نتنياهو أن الخط سيكون تجاريا في الأساس أكثر منه رصيدا أمنيا. وربط مسئولون صهيونيون بين المشروع وجهود أوسع نطاقا لاستغلال المناطق الصحراوية الجنوبية في الكيان الصهيوني بما في ذلك خط أنابيب بين ايلات واسدود يتوقع أن يضخ الغاز الطبيعي من منصات في البحر المتوسط لتصديره عبر البحر الأحمر، على حد تعبيرهم.