من الذي يخطط ويسعي لتخريب مصر بعد ثورتها المباركة؟؛ إن المتابع لوسائل الإعلام- ومن خلفها- يستطيع أن يكتشف بسهولة كل خيوط المؤامرة.. فالحبّة صارت قُبة، والكثيرون من التافهين والجاهلين والنكرات صاروا زعماء و (قوى سياسية)، والكذب والبهتان ونشر الإشاعات أصبح السياسة المعتمدة بالصحف والفضائيات، وخلط الأوراق والتعتيم على الحقائق بات هو الشغل الشاغل لمن يتحكمون في توجيه الرأي العام. بماذا نصف هذا العبث بمقدرات الوطن؟.. إن الحرية التي استردها الشعب بشق الأنفس يجب أن تقترن بالمسئولية والصدق والرجولة، وعندما ينحرف المستفيدون من نعمة الحرية عن مقاصدها النبيلة فالواجب على أولي الأمر وقف هذا العبث ومنع اللعب بالنار قبل أن تنتشر وتحرق الأخضر واليابس. ومن الطبيعي ألا نشك في وطنية أحد، فالأمر الفطري أن كل إنسان يحب وطنه، ولكن ما تشهده الساحة المصرية اليوم يدل على أن أعداء مصر الذين انزعجوا من ثورتها وقرب عودتها إلى الريادة التي تستحقها- خصوصا الحلف الصهيوأمريكي وأذنابه بالداخل؛ استطاعوا أن يجندوا طابورا خامسا من الذين يشعرون أن الثورة سوف تعصف بمصالحهم واحتكاراتهم، المهددة بالفضح والزوال.. بالإضافة إلى أولئك الذين كشفت الانتخابات الحرة حجمهم الحقيقي وصاروا مهددون بالموت الإعلامي والسياسي. ومما يدل على صدق هذا التحليل أن هؤلاء العابثون لم يخجلوا من التوحد والتضامن على أمر واحد وهو السخرية من الشعب وتوجهاته السياسية واختياراته الحرة التي استمتع بها لأول مرة في تاريخه.. ليتحول التيار الإسلامي الفائز بثقة الشعب، والذي لم يختبر بعد ولم تتح له الفرصة لإثبات كفاءته من عدمه، يتحول بالافتراءات والكذب إلى شيطان ليس من حقه أن يمارس السياسة أو يقترب من مواقع المسئولية!. وقد وجد الإعلام المفترِي ضالته في قضيتي إعداد الدستور وانتخابات الرئاسة، فبدأت على الفور الشائعات الإعلامية التي تصور الشعب المصري وكأنه رافض للإجراءات القانونية التي اتبِعت في تشكيل لجنة إعداد الدستور، مع النفخ والتهويل وتصوير من أعرض الشعب عنهم وسقطوا بالانتخابات على أنهم هم زعماء مصر الذين ينبغي أن تكون لهم الكلمة العليا في إعداد الدستور. وإذا سايرنا هؤلاء المتمردون على الوطن وبحتنا عن آخرين- غير من اختارهم الشعب- للجنة التأسيسية؛ فعلى أي أساس يتم الاختيار، ومن الذي يختار، وبأية صفة؟، وهل يقبل عاقل أن نترك من يحظون بثقة الشعب، صاحب المصلحة، ونستبدل بهم النكرات الذين يفرضهم الإعلام المغرض؟. لو أنهم كانوا عقلاء ومنطقيين واقترحوا طريقة أخرى (شرعية) لاختيار لجنة المئة بحيث تمثل الشعب عن حق وليس بالصوت العالي والتضليل والكذب.. لقلنا إن هؤلاء وطنيون يسعون إلى مصلحة الوطن، ولكن للأسف فقد كشفوا أنفسهم وصدق فيهم قول الحق سبحانه وتعالى (إن يقولون إلا كذبا). والغريب أن الصحيفة (الرسمية) الكبرى تواصل التضليل بقولها مثلا إن (14 حزبا) قرروا مقاطعة اللجنة التأسيسية.. من الذي قال إن هذه أحزاب؟ رغم أن أغلبهم لم يحصل على مقعد واحد في الانتخابات؟. لقد نجح الإعلام المغرض- بكثرة الكذب والتهويل- في تضليل الشعب وبث الفرقة وصرف الناس عن وحدة الهدف التي كانت سر نجاح الثورة.. هل هذا تحريض وتجهيز لكوارث قادمة تتطلب الفُرقة والاختلاف؟!. أما عن انتخابات الرئاسة؛ فقد سرق الأفّاكون فرحة الشعب بالاستمتاع لأول مرة في التاريخ بحرية الترشح وحرية اختيار الرئيس، وبدأوا بالسخرية من الذين مارسوا حرية الاطلاع على شروط الترشح والشعور بأنهم مواطنون بحق، وكأنهم صاروا رؤساء بمجرد سحب البطاقة.. ثم بدأوا حملة تشويه مرشحي التيار الإسلامي على اعتبار أن الشعب المتدين يحبهم ويلتف حولهم؛ فلماذا لا يُنغصّون على هذا الشعب ويعاقبونه على اختياراته التي لم تعجبهم بمجلسي الشعب والشورى؟. لم يخجل الأفاكون من أنفسهم ولا من الشعب الذي يضللونه، فيزعمون أن مجرد اختيار الإخوان لخيرت الشاطر هو عملية تعيين للرئيس أو فرضه على الشعب.. وكأن الشعب لن يختار بحرية من يري فيه الكفاءة. كما لم تخجل صحيفة كبرى من الدجل والتحريض بتخصيص عنوانها الرئيسي لخبر مثير للفتنة عن جنسية والدة المرشح (حازم أبو إسماعيل)، وعندما كذَّبتها وزارة الخارجية- المنسوب إليها الخبر- لم تنشر التكذيب أو تعتذر، بل تواصل بث الشائعات والإيقاع بين المرشحين والشعب. وبالمتابعة الدقيقة لكل ما ينشر عن المرشحين نستطيع أن نكتشف بسهولة أن هناك خطة محكمة لعودة النظام المخلوع والقضاء على الثورة وعلى الثوار وعلى كل القوى الشعبية الشرعية؛ بفرض أحد الفلول علينا؛ رئيسا لمصر. وهذا يدعونا إلى توجيه النصح للتيار الإسلامي، ليس فقط للاتفاق وتحكيم العقل ومنع تفتيت الأصوات (إن أجريت الانتخابات بسلام).. ولكن أيضا للحذر والانتباه لما يدبر بالخفاء، والمؤمن لا ينبغي أن يلدغ من جحر مرتين!. إننا نشعر برائحة (سياسية) كريهة تدعو للقلق والخوف على مصر ومستقبلها.. فمصر دولة محورية وقائدة، وأعداؤها لا ينامون، والثورة التي نجحت بوحدة الشعب أذهلتهم وأقلقتهم، والحملة الصليبية الجديدة لا يمكن أن تقبل بتهيئة الفرصة لإظهار كمال الإسلام وعظمته بصفته البديل المتوقع لحضارتهم الآخذة في الأفول. وما يُشتم من الحملة الإعلامية الشيطانية الراهنة يبين أنهم يسعون لإحداث الفُرقة وتفتيت الإجماع الشعبي تحضيرا لشيء خطير. وعملاء النظام المخلوع الذين مرَدُوا على النفاق، وعودونا على مداهنة كل من له سلطة أو يتوقع أن يصل إلى السلطة انقلبوا فجأة وصاروا يهاجمون الحكام القادمون.. ماذا حدث؟!، هل أقلعوا عن النفاق وتابوا فجأة؟، أم أنهم علموا بما يجري التحضير له بإزاحة الممثلين الشرعيين؟. إن كل شيء صار مكشوفا.. وعلى التيار الإسلامي أن يستعد لا بتلاء جديد، وعظيم. همسات: • من الواضح أن لجنة انتخابات الرئاسة كانت تُبيّت لما حدث من مباغتة للمرشحين الذين (تقرر) استبعادهم ظلما وخدمة لفلول النظام، مما أدى إلى خلط الأوراق وهز ثقة الشعب في إمكانية عقد انتخابات حرة، ومن الواضح أن هناك خطة لضرب الثورة وإعادة إنتاج النظام المخلوع.. هذه اللجنة غير محايدة!. • ماذا يعني تجرؤ عمر سليمان على الترشح للرئاسة، وهو يعلم جيدا موقف الشعب منه ومن نظامه المخلوع، ومن الذي شجعه وطلب منه الترشح وطمأنه على النتيجة، وماذا يبيتون لمصر وثورتها؟.. (الحدق يفهم)!. • ما هو المقصود بشرط أن يكون المرشح من أبوين مصريين.. وهل الحصول على إقامة أجنبية، أو حتى جنسية، دون التفريط في الجنسية المصرية يمكن أن يلغي مصرية المواطن، أو يجعله أجنبيا؟!!. [email protected]