في خطوةٍ قد تدعم موقف السودان في خلافها مع الغرب بشأن إقليم دارفور عرض وزير الدفاع الصيني كاو جانشوان على رئيس هيئة الأركان المشتركة السوداني الحاج أحمد الجيلي تعزيزَ التعاون العسكري بين البلدَين. وأبلغ كاو الجيلي- بحسب وكالة (شينخوا) الصينية - برغبة الصين في توسيع تعاونها العسكري مع السودان. وقال كاو- عقب اجتماعٍه مع الجيلي - أمس الاثنين - إن العلاقات العسكرية بين الصين والسودان تتطوَّر في سلاسة منذ وقت طويل مضيفًا أن الصين تريد مزيدًا من التطور للتعاون بين الجيشَين في كل المجالات. وتأتي الخطوة الصينية في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الغربية على الحكومة السودانية للقبول بإرسال قوات دولية إلى إقليم دارفور وهو ما سيدعم الموقف السوداني أمام هذه الضغوطات التي وصلت إلى حد التهديد باستخدام السلاح . وتتركَّز أسباب رفض الحكومة السودانية لنشر القوات الدولية في إقليم دارفور بأنه مساسٌ بالسيادة الوطنية السودانية إلى جانب خشية السودانيين من دخول عناصر القاعدة لقتال القوات الدولية المفترض نشرها في الإقليم. وقد أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا برقم 1706 لنشر حوالي 20 ألفًا من تلك القوات في دارفور، وتم الاتفاق على تنفيذه على 3 مراحل، على أن يكون عمل تلك القوات مشتركًا مع القوات الإفريقية المتواجدة حاليًا في الإقليم، كما تكون العمليات المشتركة تحت قيادة القوات الإفريقية. وقد تم تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق بين السودان والأمم المتحدة وقد تضمَّنت نشْرَ عددٍ من الخبراء العسكريين والأمنيين وتقديم الدعم اللوجيستي (العسكري) بينما لا تزال المفاوضات تدور حول تطبيق الثانية التي تشمل نشر 4 آلاف جندي فيما ترفض السودان تطبيق الثالثة التي تشمل نشر 17 ألفًا. وقد هدَّد الغرب بفرض عقوبات على السودان، إلا أن الصين وروسيا تمانعان في ذلك بالنظر إلى حجم التعاون الكبير بين السودان وهاتين الدولتَين في المجال النفطي والعسكري، ومن المتوقَّع أن تعزّز الخطوة الصينية- بدعم التعاون مع السودان عسكريًّا- الموقفَ السودانيَّ في مواجهة الغرب. وفي تطور آخر قد يعزّز أيضًا من الموقف السوداني قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يريد إتاحة مزيد من الوقت لإقناع السودان بقبول نشر القوات المشتركة في دارفور قبل أن تمضي بريطانيا والولايات المتحدة في خططهما الخاصة بفرض عقوبات دولية على السودان. وقال مون إنني قبل أن نتحدث عن العقوبات فلتُفسحوا لي المجال السياسي بعض الشيء لمتابعة هذا الحوار معهم. وعبَّر الأمين العام للأمم المتحدة عن "أسفه" لمقتل 5 من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في دارفور أول أمس، وقال إن الحادث "يُظهر الحاجة الضرورية والملحَّة لنشر قوة مختلطة من جنود حفظ السلام في دارفور". وفي إطار ميداني متصل بدارفور أمر الرئيس السوداني عمر البشير بتشكيل لجنة للتحقيق في المواجهات الدامية التي وقعت مارس الماضي في أم درمان بالخرطوم بين أنصار حركة تحرير السودان- جناح ميني أركو ميناوي الموقِّع على اتفاق أبوجا للسلام مع الحكومة وقوات الشرطة التي أوقعت 11 قتيلاً، ومن المقرَّر أن يتولى قاضي المحكمة العليا حيدر أحمد دفع الله رئاسة اللجنة.