لقي العشرات من قوات الاحتلال الإثيوبي في الصومال مصرعهم فيما أصيب آخرون جراء أول عملية استشهادية تشهدها الصومال أميس الاثنين . وأفادت الأنباء أن أحد الشباب الصوماليين – مجهول الهوية حتى الآن - قام باختراق ثكنةٍ عسكريةٍ إثيوبية في منطقة "عيل عرفيت" شمال شرق العاصمة مما تسبب في مقتل العديد من عناصر القوات الإثيوبية وإصابة عدد آخر إضافةً إلى احتراق عددٍ من الدبابات بالمعسكر. وفور وقوع العملية بدأت القوات الإثيوبية إطلاق النار على المارة في الشارع الرئيسي الذي يربط مقديشو بمدينة "بلعد" 30 كم شمال شرق العاصمة وقتلت سائق سيارة أجرة كانت تقل أحد المواطنين المصابين بوباء الكوليرا؛ وذلك بهدف التكتم على الخسائر التي تكبَّدتها القوات الإثيوبية جرَّاء العملية. وقالت مصادر صحفية إن ألسنةَ اللهب تصاعدت من الثكنة العسكرية ولم تنجح القوات الإثيوبية في إخمادها. وتعد هذه هي أول عمليةٍ استشهاديةٍ من نوعها يُنفذها الصوماليون ضد القوات الإثيوبية. يُذكر أن جماعةً أطلقت على نفسها "كتائب الجهاد والتوحيد في بلاد الصومال قد توعَّدت بتنفيذ عمليات استشهادية ضد القوات الإثيوبية؛ انتقامًا لمواطنة صومالية اغتصبها جنود إثيوبيون في منطقة "عيل عرفيت" خلال هذا الشهر. من جهةٍ أخرى أطلق وجهاء عشائر "الهوية" سراح عشرين جنديًّا أسرتهم القبيلة خلال المعركة التي خاضتها ضد القوات الإثيوبية والحكومية، وسلم الوجهاء الأسرى إلى قبائلهم. وقال أحمد ديري- الناطق باسم قبائل "هوية"- إنهم قرروا تسليم الأسرى إلى عوائلهم، مؤكدًا استبعادهم إراقة الدم الصومال. وقد بدت الفرحة في وجوه الأسرى الذين ذكروا أنهم تلقوا معاملةً طيبةً من قبيلة "هوية"، فيما رحَّب أهالي الأسرى بالخطوة التي قام بها وجهاء الهوية للحفاظ على أرواحهم وتعهدوا بأن أبناءهم لا يعملون مع الحكومة الضعيفة التي تستعين بالأحباش الغزاة. تجدر الإشارة إلى أن عددًا كبيرًا من جنود الحكومة الفيدرالية قد غيَّروا زيهم العسكري الأيام الماضية وفروا إلى المناطق التي جاءوا منها؛ وذلك بعد سحل جثثٍ إثيوبية وصومالية في الشوارع الأسبوع الماضي من قِبل مواطنين غاضبين.