استأنف أمس عمال الشركة العربية المتحدة بوليفارا بالإسكندرية اعتصامَهم لليوم الثاني على التوالي احتجاجًا على امتناع إدارة الشركة عن صرف أرباح الأسهم الخاصة بالعمال وتدنِّي مستوى الأجور والحوافز وتدهور الخدمات المقدَّمة إليهم. وقرَّرت إدارة الشركة منْحَ العمال إجازةً إجباريةً حتى يوم السبت القادم؛ للحيلولة دون تفاقم الأمور، وانضمام باقي عمَّال الشركة إلى زملائهم البالغ عددهم أكثر من 6.000 عامل بعد أن فشلت جميع المحاولات لطمأنة العمال وتهدئتهم، ورفضوا استئناف العمل إلا بعد الحصول على حقوقهم كاملة. الأمر الذي زاد من سخطِ العمال وإصرارِهم على تواصل الاعتصام وتمزيقِ إعلان الإجازة والتهديد بتصعيد الأزمة؛ بسبب تجاهل وزيرة القوى العاملة أو إدارة الشركة مطالبَهم التي لم تجد أيَّ صدًى لدى المسئولين، وهو ما فسَّره العمالُ في عدم التفاوض معهم من قبل أي طرف نقابي أو حكومي حتى الآن، وقام عددٌ من العمال خارج المصنع بإمداد المضربين بالداخل بالأطعمة والأغطية لاستمرار الإضراب بعد الشكوى من سوء المعاملة، كما جرت مفاوضاتٌ بين قيادات اتحاد العمال بالإسكندرية مع صلاح عبد السلام- رئيس مجلس إدارة الشركة- للوصول إلى اتفاق لفضِّ الاعتصام الذي بدأ يوم الأحد بعد فشل أعضاء اللجنة النقابية في إقناع العمال بالعدول عن الاعتصام. وحاول العمال الاعتداء على علاء طلبة- رئيس اللجنة النقابية بالشركة- بعد اتهامه بالتواطؤ مع إدارة الشركة، كما كثَّف العمال الاتصال بعائشة عبد الهادي- وزيرة القوى العاملة- وأعضاء مجلس الشعب لنجدتهم، والتزمت الجهات الأمنية الحياد، على الرغم من تواجد أعداد كبيرة منها أمام مقر الشركة؛ خشيةَ خروج العمال إلى الشارع. وقال سعيد عبد المقصود: لن نتراجع والاستهانة بطلباتنا ستؤدى إلى التصعيد حتمًا؛ لأننا مصرُّون على مطالبنا التي تتلخص في تعديل نظام الحوافز الشهرية وتعديل فئة الإنتاج وتسوية الترقيات وعزل جميع المستشاريين المقرَّبين من رئيس مجلس الإدارة وتعيين أبناء الشركة وتوزيع أرباح الأسهم ومضاعفة الأسهم للعاملين. ويشتكي حسن محمد حسن- عامل بالوحدة الأولى منذ 20 عامًا، ولم تتم ترقيته- وغيره "كما أن الكثير من العمال لم يَصرف الأرباح منذ عام 98، ولكن الأمور تفاقمت بعد رفْض صرف أرباح أسهم العمال، ورفضت إدراة الشركة تعيين أي فرد من العمال في أمانة صندوق المساهمين بعد احتكارهم عدد الأسهم، ويمتلك أفضل عامل 160سهمًا!! وانتقد عصام أحمد إبراهيم- عامل إنتاج بالوحدة الأولى- أوضاع الشركة؛ حيث يتم محاسبتهم بالملاليم، مشيرًا إلى أن حوافز الإنتاج تبلغ 8 ملاليم على كيلو الغزل ومطالبتهم بتحقيق إنتاجية ثابتة لصرف هذه الحوافز، وفي حالة عدم تحقيقها يتم منعُها، على الرغم من ضعف إنتاجية الماكينات بسبب تهالكها وعدم توافر قطع غيارها، وفي المقابل يتم صرف الحوافز كاملةً لعدد من المديرين المقرَّبين لرئيس مجلس الإدارة بالآلاف وبصورة تفوق مرتباتنا العادية وكذلك نفس الشيء بالنسبة للترقيات بعد قصرها على الكبار. ويشير سمير إبراهيم إلى لجوء العمال إلى الإضراب والاعتصام بعد حالة اليأس التي أصابت العاملين جرَّاء تجاهل المسئولين لمطالبهم إلى جانب توقيع جزاءات عشوائية على العمال بدون وجه حقٍّ، كما يتم حرمان العمال من الحوافز في حالة الغياب أو الإجازة، بالإضافة إلى انعدام الرعاية الصحية والاجتماعية. وطالب فتحي عبد اللطيف- رئيس اتحاد عمال الإسكندرية- بمراجعة شاملة لمشكلة مرتبات عمال شركات الغزل بصفة عامة، رافضًا سياسة التنقيط التي تتبعها الدولة لإخماد حرائق الغضب التي تندلع من وقت لآخر بين العمال، وطالب بتدخل وزيرة القوى العاملة لدراسة أوضاع العمال ومطالبهم، وتحسين الخدمات المقدَّمة لهم قبل أن تتفاقم الأمور، خاصةً بعد تفجُّر الأوضاع في أكثر من شركة. مشيرًا إلى أحقيَّة العمال في مطالبهم العادلة، والتي تتمثل في زيادة الأجور والحوافز، وأن لائحة الحوافز بالشركة لم تتغير منذ عام 1960م، وحذَّر من عدم الاستجابة لمطالب العمال بعد الإجازة التي تمَّ منحُها لهم وتنتهي السبت القادم واستمرار الجهود المبذولة لإزالة حالة الاحتقان بين العمال والإدارة. ورفض عبد اللطيف اتهام أعضاء اللجنة النقابية بالتواطؤ مع إدارة الشركة، وقال: أعضاء اللجنة النقابية ليست لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع تلك المشكلات الحساسة.