حثَّ ميخائيل جورباتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفييتي رئيس الوزراء فلاديمير بوتين على الإنصات لمطالب المحتجين وترك المعترك السياسي بدلاً من السعي لفترة رئاسة ثالثة العام القادم. وقال جورباتشوف لإذاعة صدى موسكو: "أنصح فلاديمير بوتين بالرحيل الآن. لقد تولى ثلاث مرات، مرتيْن كرئيس ومرة كرئيس للوزراء. ثلاث ولايات.. هذا يكفي". وفي جوابه على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن بالإمكان أن يترك بوتين السياسة، قال جورباتشوف الحاصل على جائزة نوبل للسلام: "ليس في الأمر شيء عجيب". يُذكر أن جورباتشوف أعلن انتهاء الاتحاد السوفييتي قبل 20 عامًا تمامًا في الخامس والعشرين من ديسمبر 1991، في إعلان أنهى شهورًا عدة من المصاعب التي واجهت النظام السوفييتي في أيامه الأخيرة. وأعرب جورباتشوف عن دعمه لمنظمي التظاهرة الحاشدة التي ضمت بحسب منظميها 120 ألف متظاهر، فيما قدرت الشرطة عدد المتظاهرين ب30 ألفًا فقط. كما دعا جورباتشيوف السلطات إلى "الاعتراف بحدوث عمليات تزوير وتلاعب كثيرة" في الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من ديسمبر مطالبًا بإعادة تلك الانتخابات. وفي تصريحات منفصلة، قال الزعيم السوفياتي السابق: إنه يشعر ب «الخجل» من موقف رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي سخر خلال برنامج تليفزيوني من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد فوز الحزب الحاكم بالانتخابات. وقال جورباتشوف في مقابلة مع صحيفة «نوفايا غازيتا» نشرت أمس: إن اللقاء التليفزيوني مع بوتين في 15 الشهر الجاري بعد التظاهرة الكبيرة للمعارضة «كان الهدف منه تشويش عقول الناس». وأضاف: «هذا أمر مؤسف ومعيب. أشعر بالخجل لأني كنت أعتقد أن صلة ما تجمعني ببوتين ولقد أيدته بقوة لدى وصوله إلى الحكم في 2000». وخلال المقابلة، سخر بوتين من المعارضة، وشبَّه الشريط الأبيض الذي أصبح رمزًا للاحتجاجات ب «الواقي» قبل أن يندد بمحاولات تحاك في الخارج ضد روسيا «لزعزعة استقرارها». وشبه بوتين أيضًا المعارضين بمجموعة من القرود في «كتاب الغابة» لروديارد كيبلينغ. كما انتقد جورباتشوف الذي شارك السبت في تظاهرة كبيرة جديدة في موسكو، بشدة الرئيس ديمتري مدفيديف الذي رفض الاعتراف بحصول عمليات تزوير خلال الانتخابات النيابية في الرابع من الجاري. وأوضح غورباتشوف أن مدفيديف «قال في الصحافة: ليست لدي مآخذ وشكوك تتعلق بالانتخابات. أعتقد في هذا المجال أن ديمتري اناتوليفيتش وضع علامة» سوداء على مستقبله السياسي. من جانب آخر، طالب الآلاف من المحتجين الروس ضد نتائج الانتخابات البرلمانية الروسية الأخيرة في العاصمة الروسية موسكو رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بالتنحي، مهددين باقتحام الكرملين ومقر الحكومة الروسية إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن وعدم الاستجابة لمطالبهم. وأعلنت الجهات المنظمة في نهاية التظاهرة عن ستة مطالب أساسية للمحتجين، سيسعون إلى تحقيقها، ودعوا إلى التظاهر من جديد إلى أن يتم تنفيذها وهي "إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية "المزورة"، وإقالة رئيس لجنة الانتخابات المركزية فلاديمير تشوروف وإجراء تحقيق في كيفية إدارته للعملية الانتخابية ومنح جميع أحزاب المعارضة تراخيص وتسجيلها رسميًّا واعتماد قوانين جديدة حول الأحزاب وإجراء انتخابات برلمانية روسية جديدة تتسم بالنزاهة والشفافية في موعد أقصاه فبراير القادم". وحمل المتظاهرون أعلام أحزاب مختلفة، وشعارات شتى، اتحدت فكرتها على المطالبة بتنحي بوتين، والتخلص من حزب "روسيا الموحدة" الحاكم الذي وصفوه بحزب "المخادعين واللصوص"، وإعادة إجراء الانتخابات البرلمانية وإجراء الانتخابات الرئاسية القادمة بصورة نزيهة وشفافة.