أفادت مصادر إعلامية أن السلطات الموريتانية تقدمت باحتجاج رسمي إلى ليبيا بعد تصريحات الزعيم الليبي "معمر القذافي" التي تهكم فيها على موريتانيا واعتبرها "دولة هامشية", وسخر من انتخاباتها. وأكد رئيس الوزراء الموريتاني "سيدي محمد ولد بوبكر" - بحسب وكالة "الأخبار" الموريتانية المستقلة- احتجاج الحكومة على هذه التصريحات قائلاً: إن الشعب الموريتاني هو صاحب الاختيار "وقد اختار النهج الديمقراطي لممارسة السلطة". واستدعى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني "أحمد ولد سيد أحمد" ، القائم بالأعمال في السفارة الليبية في نواكشوط "مصطفى أحمد العالم" وأبلغه احتجاج الوزارة على "الكلام المهين" الصادر في حق الشعب الموريتاني. وكان القذافي قد قال في خطاب ألقاه يوم الأحد الماضي: إن موريتانيا "دولة هامشية"، وإن "الشعب الموريتاني هو مجرد قبائل وعشائر لا يمكنها ممارسة الحكم الديمقراطي". كما سخر الزعيم الليبي من الانتخابات الموريتانية ووصفها بأنها "مهزلة ومسخرة" وبأنها "محاولة للضحك على السفارات الأجنبية في نواكشوط". وشهدت العلاقات الموريتانية الليبية نوعًا من الفتور منذ أواخر التسعينيات بعدما اتهمت نواكشوط, طرابلس بترتيب عدة محاولات انقلابية ضد الرئيس السابق "معاوية ولد الطايع". وازدادت العلاقات سوءًا عام 2003 حين اتهم ولد الطايع ليبيا بدعم منظمة "فرسان التغيير" العسكرية السرية السابقة التي نفذت ضده ثلاث محاولات انقلابية فاشلة. ومنذ استولى العسكريون على السلطة في موريتانيا عام 1978, اتهمت أنظمة الحكم العسكرية المتعاقبة على موريتانيا ليبيا بالعمل على زعزعة الأوضاع الداخلية. كما اتهم مسئولون موريتانيون ليبيا باستضافة من أسموهم "انقلابيين موريتانيين" وإقامة علاقات مع حركة اللجان الثورية في موريتانيا، و"تجنيد بعض من عناصرها جواسيس على النظام.