أطلق المشاركون في تظاهرات الجمعة الرابعة والعشرين للحراك الشعبي في الجزائر، دعوات لعصيان مدني، للمرة الأولى منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مطلع أبريل الماضي. مرددين شعارات مناهضة لرموز بوتفليقة، وطالبوا برحيلها فورا، هاتفين "(الرئيس الموقت عبد القادر) بن صالح و(رئيس الوزراء نور الدين) بدوي ديغاج (ارحلا بالفرنسية)".
وانطلقت المظاهرات، اليوم الجمعة، من ساحة أول مايو وسط العاصمة، اتجهت صوب ساحة البريد المركزي، وانضم إليها الآلاف من شارع ديدوش مراد، وسط إجراءات أمنية مشددة. وهتف متظاهرون غير بعيد عن البريد المركزي: "راهو جاي العصيان المدني راهو جاي"، بمعنى أن العصيان المدني قادم لا محالة. ورفض المتظاهرون إجراء أي انتخابات في ظل استمرار "العصابات"، في إشارة لبقايا رموز الرئيس المستقيل بوتفليقة. كما رفع متظاهرون شعارات رافضة لفريق الحوار الوطني الذي شكل قبل أسبوع. وحملوا لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "الشعب لا يريد هذا الحوار...الشعب يريد الاستقلال الحقيقي"، و"لا حوار إلا مع السلطة الفعلية للوصول إلى دولة مدنية". كما رفعوا شعارات تدعو إلى تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور (تنصان على أن السيادة للشعب)، وشعار "دولة مدنية وليست عسكرية". وانتشر أفراد الشرطة ومركباتها في ساحة البريد المركزي وموريس أودان وأول مايو وساحة حرية الصحافة وساحة الشهداء، وبشوارع ديدوش مراد وعسلة حسين (قرب مبنى البرلمان) وشارع حسيبة بن بوعلي. وأظهرت صور وفيديوهات نشرت على المنصات الاجتماعية خروج متظاهرين في محافظات جيجل وسطيف وقسنطينة بشرقي البلاد، إضافة إلى بجاية والبويرة وتيزي وزو بوسط البلاد (منطقة القبائل)، ووهران عاصمة الغرب الجزائري.