خيمت حاله من الحزن والغضب علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" عقب إعلان وفاة الشاب المعتقل "عمر عادل"، أمس الإثنين 22 يوليو ، داخل سجن "طرة تحقيق"؛ نتيجة توقف مفاجئ بعضلة القلب ، وذلك بعد أيام من وضعه في زنزانة التأديب، يوم الخميس الماضي، رغم أنه لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية. فيما أكد بعض المعتقلين أن "عمر" ظلَّ يومين يقرع باب زنزانة التأديب، ويقول: إنه مريض، ورغم ذلك لم ينجده أحد. وتحدّث آخرون عن تجربتهم في زنزانة التأديب، والبعض الآخر تحدّث عن تعارفه مع "عمر عادل" داخل المعتقل، وخوف "عمر" من الوفاة داخل السجن وحيداً، وهو ما حدث لاحقاً. وقال المعتقل السابق "إسلام خليل": "صديقى عمر عادل مات النهارده فى التاديب داخل سجن طره تحقيق ، اللى وصلنى من داخل السجن ان عمر ولمدة يومين متواصلين بيخبط على باب زنزانة التاديب وبيقول انه تعبان ومحدش سال فيه ولا جابله علاجه". وأضاف "علاء عبد الفتاح": "في أول الحبسة كان بيتسمح للمساجين تصلي الظهر والعصر جماعة في الجامع. مع زيادة بارانويا النظام بيزيد التضييق على المساجين (لاحظ اني كنت في سجن عادي مفيهوش سياسيين كثير). بقيت صلاة الجمعة بس في الجامع وبعدين حتى دي لغوها وبقى عينة بس من المساجين بتحضر صلاة جمعة بيأمها شيخ متعين في الداخلية وبيقرأ عليهم الخطبة الرسمية بتاعت الأوقاف". وأردف "من الوقت ده بقيت صلاة الجمعة في الزنازين. كل زنزانة بتختار أكثر حد يبدوا عليه إمارات المعرفة الدينية يأم ويخطب. انا مبصليش فعلاقتي الوحيدة بخطب الجمعة هي خطب المساجين دي. وطبعا بعكس الخطبة الرسمية الخطيب السجين بيحاول يدور على مواضيع تهم المساجين. فاكر مرة في خطبة منهم الراجل قال احنا هنا في اصعب مكان هنشوفه في حياتنا مفيش اصعب منه غير القبر". وتابع: "الموت في زنزانة تأديب كابوس من بشاعته محدش بيحلم بيه اصلا. من قبر لقبر مباشرة". وأوضح "أحمد طارق" – معتقل سابق - "كنت بتكلم مع استاكوزا بما اني لسه خارج من السجن بقالي شهر عن الناس اللي هو قابلهم لما كان في السجن من 3 سنين وانا كمان قابلتهم، وللأسف احنا الاتنين قابلنا نفس الناس .. نفس الناس فضلوا لأكتر من 5 سنين محبوسة، كان شيء حزين جدا لما كنا بنكتشف ان فيه ناس كتير مشتركة، والحزين اكتر لما قولتله ان عم يحي الراجل الجميل المبتسم دايما اتعدم وكان صعب عليا جدا لما جه يودعني ومكنتش عارف اقوله ايه". وأضاف "معرفش كان ايه المفروض يتقال لشخص رايح يموت، كان معايا سعيد وعمر عادل واحنا بنودعه، عمر كان متأثر جدا خصوصاً ان قضيته كلها اخدت خمس سنين الا عمر اخد عشرة لاسباب هو نفسه ميعرفهاش ومحدش تقريبا يعرفها فكان حزين زيادة حبتين، وبعد الحكم عمر جالنا الزنزانة عشان مكنش بيرتاح ف الزنزانة اللي كان فيها، خصوصا اني كنت اوقات كتير بخلي رامي يعلمني مزيكا وهو كان حابب الموضوع فكان صديق القعدات دي". وتابع: "حب الجيتار من بينك فلويد وسكوربيونز وعلق صور ليهم وراه ع الحيطه وقرر انه هيتعلم جيتار لما يخرج، عمر زي اي مسجون بيفكر ف الانتحار كل يوم وفي يوم من ايام السجن الحميمية قالي انه بيفكر كتير في الانتحار بس هو مش عاوز يموت ف السجن لوحده خصوصا بعد ما حس بمعاناة الناس مع عم يحي وان الانتحار فعل الي حد ما اناني، ولاني كنت عرفت قرار الاخلاء بتاعي وقتها قولتله اي كلام اهبل من بتاع اجمد ياسطى هنعيش وننبسط وهستناك بره وانت خارج ف العفو الجاي وبتاع". واختتم: "النهاردة عمر عادل مات، عمر مات وحيد في زنزانة التأديب الانفرادي زي ما كان خايف، عمر مات في السجن، عمر المفروض ارهابي واخد 10 سنين وكان كل خططه ف الحياة انه عاوز يلعب مزيكا، البلد دي وحشة اوي وكريهة اوي وسيئة اوي ومتعبة اوي ومعادش فيها أمل او حاجة عدلة، معادش في حاجة ينفع تتعمل خلاص .. اهربوا يا جدعان اهربوا والله .. اهربوا". يشار إلي أن"التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، أعلنت أمس الإثنين 22 يوليو ، وفاة المعتقل "الكيلاني حسن" بسجن المنيا؛ نتيجة الإهمال الطبي وتعنت إدارة السجن في ذلك. يذكر أن "الكيلاني" محكوم بالسجن المؤبد، والذي تم اعتقاله منذ 3 سنوات. وأدان مركزُ الشهاب لحقوق الإنسان الإهمالَ الطبي بحق المعتقلين، والقتل البطيئ المتعمد، وحمَّل إدارة سجن المنيا، ومصلحة السجون، مسؤولية الوفاة، مطالباً النيابة العامة بالتحقيق في تلك الواقعة والوقائع المشابهة، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.