قالت مجلة "إيكونوميست" في تقرير لها عن سحب الإمارات قواتها ومعداتها من اليمن في الأسابيع القليلة الماضية ، أنه بعد أربعة أعوام من القتال الشديد والغضب الدولي تقوم الإمارات وبهدوء بالتسلل من الباب الخلفي. مؤكده إنه "دون الدعم الإماراتي فإن إمكانية تحقيق السعوديين نصرا باتت بعيدة". وأضاف بأن الإمارات لم تعلق على تخفيض وجودها في اليمن، إلا أن دبلوماسيين غربيين وشهود عيان أكدوا حدوث هذا الأمر ، مشيرا إلي إن السبب المباشر لهذا القرار هو النزاع المتزايد مع إيران، فتصاعد التوتر بشكل متزايد منذ انسحاب الولاياتالمتحدة العام الماضي من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، وتعرضت ناقلات نفط للتخريب قرب ميناء الفجيرة في أيار/ مايو.
ويورد التقرير نقلا عن وزير الخارجية الإماراتي، قوله في إشارة إلى قلق بلاده، إنه من المبكر الحديث عن الجهة المسؤولة عن العملية، فيما قال مسؤول دفاعي غربي: "تحاول الإمارات التمسك بالحذر؛ لأنهم يعلمون مدى ضعفهم".
وتستدرك المجلة بأن الإماراتيين كانوا يريدون الخروج حتى قبل هذه الأزمة؛ لأنهم باتوا قلقين من الثمن على سمعتهم جراء استمرار هذه الحرب التي قتلت عشرات الآلاف من اليمنيين، وأدت إلى انتشار وباء الملاريا والكوليرا، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ صوت في الشهر الماضي لمنع صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار إلى الإمارات والسعودية.
وينوه التقرير إلى أن هذه الحرب أدت إلى تصدع داخل الكونفدرالية المكونة من سبع إمارات، فدبي عاصمة التجارة ليست راضية عن الثمن المتزايد للحرب.
وتفيد المجلة بأن الكثير من الإماراتيين يرون أن الحرب قد خدمت غرضها، فالإمارات هي أهم شريك في التحالف، مع أن جيشها أصغر بكثير من الجيش السعودي، لكنه يمثل قوة قتالية مهمة، مشيرة إلى أن القوات الإماراتية قامت بمعظم المهام القتالية على الأرض في مناطق الجنوب، فيما قدم الطيران السعودي دعما لم يكن فعالا في الأغلب. وتشير المجلة إلى أن تقدم التحالف في ميناء الحديدة، الذي تم فيه التوصل لاتفاق حذر لوقف إطلاق النار، قد توقف، لافتة إلى أنه نظرا لعدم قدرة السعوديين على التقدم، فإنهم بدأوا في الفترة الأخيرة بالبحث عن تسوية، دون تحقيق أي نجاح.