رغم الفضيحة التي ارتكبها اللاعب عمرو وردة، إلا أنه وجد من يتعاطف معه ويدعو للعفو عنه، فلماذا لم يجد النجم المعتزل محمد أبو تريكة أو النجم المغضوب عليه أحمد الميرغني نفس التعاطف؟ فضيحة عمرة وردة كانت أخلاقية من الدرجة الأولى، في حين لم يرتكب أبو تريكة أي جريمة تدينه، بينما كان كل تهمة لاعب الزمالك السابق أحمد الميرغني أنه تجرأ على انتقاد الفرعون السيسي. ورغم الفضيحة الأخلاقية ل"وردة"، فقد وجد العلاب من يتضامن معه يوتعاطف معه ويدعو للعفو عنه، وكان على رأس هؤلاء نجوم المنتخب المصري وفي مقدمتهم محمد صلاح وأحمد حجازي وأحمد المحمدي. الجدير بالذكر أن أحمد شوبير، الذي له رصيد كبير من الفضائح الأخلاقية، كان هو من أعلن خبر عودة عمرو وردة للمنتخب، كما كان السبب في ضياع مستقبل اللاعب الشاب أحمد الميرغني. فضيحة وردة فضيحة اللاعب عمرو وردة يمكن القول إنها كانت على مرحلتين، الأولى مع إحدى مستخدمات موقع انستجرام تدعى نورهان، التي كشفت قصة تحرش بعض لاعبي منتخب مصر بها، بينهم عمرو وردة، على حسابها الشخصي. وكشفت ميرهان بالصور، أن اللاعب عمرو وردة قام بمحادثتها على الخاص وكتب لها «بوكسينج ها ها ها»، وأوضحت، أن اللاعب محمود حمدي الونش علق على البوست الخاص بها برسالة تحمل علامة الإعجاب يصحبها علامة قلب على الشات بينهما. ولم يكن "وردة" قد تعافى بعد من فضيحة التحرش، حتى كانت الفضيحة الأشد، عندما نشرت فتاة مكسيكية تدعى «جيوفانا فال»، مقطع فيديو لوردة، احتوى على تجاوزات إباحية فاضحة للاعب المنتخب المصري. تضامن لاعبي المنتخب وأعلن لاعبو المنتخب تضامنهم مع زميلهم عمرو وردة، حيث احتفل أحمد المحمدي بعد هدفه في مباراة أمس أمام الكونغو، بإشارة تضامنية مع اللاعب وردة. فيما نشر محمد صلاح عبر حسابه على تويتر تغريدات بالإنجليزية، جاء فيها: «يجب أن تتم معاملة النساء بكل احترام، فكلمة «لا» تعني «لا»، وهذه أشياء يجب أن تظل بلا مساس»، مضيفا: «لكني أيضاً أؤمن أن الكثيرين من الذين يرتكبون الأخطاء يمكنهم أن يصبحوا أفضل، ولا يجب أن يتم إرسالهم فوراً إلى المقصلة باعتبارها أقصر طريق». اقرأ أيضا: عندما غطت أصوات جماهير الملاعب على صرخات المعتقلين.. من تاريخ المستبدين منتخب المتحرشين وتصدر هاشتاج #منتخب_المتحرشين، قائمة الأكثر تداولا، بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في مصر، عقب إعلان أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، عودة اللاعب عمرو وردة من جديد إلى معسكر المنتخب، المشارك في كأس الأمم الأفريقية. كان اللاّعب عمرو وردة، قدم اعتذاره لجماهير الكرة ومحبيه، على خلفية الأزمة الأخلاقية التي نشأت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر فيديوهات فاضحة له، متعهدا، بعدم تكرار الأمر مجددا. وتفاعل عدد كبير من رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مع هاشتاج #منتخب_المتحرشين، معبرين عن سخطهم للقرار، واصفين ما حدث يُحوِّل وصف المنتخب، من منتخب الساجدين لمنتخب المتحرشين. اقرأ أيضا: كيف أفسدت الدقيقة 22 فرحة النظام وإعلامه بأمم أفريقيا؟ أبو تريكة يطاردهم على الجانب الآخر من التعاطف مع عمرو وردة، يأتي التعنت المريب من نظام السيسي ضد النجم المعتزل محمد أبو تريكة. أبو تريكة ممنوع من دخول بلده، وممنوع من تحليل البطولة التي تقام في مصر من داخل ملاعب مصر -كما هو متبع في كل البطولات القارية التي تبثها شبكة بي إن سبورت، كما منع من حضور جنازة والده، وتم الحظر على أمواله. كل ذنب أبو تريكة أنه جرى تصنيفه كأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من عدم امتلاك النظام لما يثبت ذلك، وهو أمر ليس بالتهمة على أية حال.. إلا عند نظام السيسي. ورغم التضييق على أبوتريكة، إلا أن النجم المعتزل أصبح كابوسا لنظام السيسي وإعلامه في بطولة أمم افريقيا، بعد الاستجابة الكبيرة من قبل كل جماهير المنتخبات الأفريقية لدعوة الهتاف باسم أبو تريكة في الدقيقة 22 من زمان كل مباراة، تضامنا مع أبو تريكة ضد الإساءة التي تعرض لها على يد الأمنجي السفيه أحمد موسى. ذنب الميرغني أيضا، وعلى الجانب الآخر من التضامن مع لاعب متحرش بالصوت والصورة، كانت الصورة الأكثر قتاة حتى مما حدث مع أبو تريكة. قبل سنوات، كان لاعب الوسط أحمد الميرغني واحد من النجوم في مركزه في مصر، وسط توقعات كبرى للاعب بأن يكون من أهم لاعبي جيله وتوقعات بحجز موقع في المنتخب المصري فيما بعد. لكن سفينة الميرغني اصطدمت برياح نظام طاغية مستبد لا يقبل أي انتقاد، حتى لو كان في لحظة غضب. في يوليو 2015، وإثر استشهاد مجندين مصريين في عملية إرهابية في سيناء، وجه الميرغني انتقادا شديدا للسيسي ونظامه واتهمه بالفشل في حماية أرواح المجندين والفشل في مواجهة الإرهاب. وهو ما اعتبره ناديه "استهتارا بالظروف التي تمر بها مصر" وأعقبه فسخ تعاقده مع النادي وتوجيه اتهامات بالخيانة له عبر الاعلام المحلي. وكتب الميرغني في تدوينته التي تسببت في فصله من ناديه (وادي دجلة) السابق: "قلت للناس انزلوا فوضوني علشان أحارب الارهاب، الناس نزلت وملت الشوارع رغم إن المفروض إن ده شغلك ومش محتاج تفويض علشان تشوف شغلك بس ماشي هنعديها، ومن ساعتها والكل بيموت، مدنيين وجيش وشرطة وأنت فين من كل ده". وتابع: "كل اللي بنخدوا منك كلام.. أنت فاشل ومسؤول عن كل نقطة دم في البلد دي، وصحيح الرجالة اللي بتموت في سيناء دي هتعمل حداد عليهم وتلغي المسلسلات ولا دول مش زي النائب العام؟". وهو ما عقب عليه لاحقا في مقابلة تلفزيونية: "كتبت هذا الكلام تحت وطأة القلق والحزن على جنودنا الذين قتلوا في سيناء"، مؤكدا على عدم انتمائه لأي فصيل سياسي. ورغم ذلك فإن الاعلام المحلي كال الاتهامات إلى الميرغني آنذاك، فخلال استضافته في برنامج العاشرة مساء مع وائل الإبراشي، أجرى لاعب النادي الأهلي السابق مجدي عبد الغني مداخلة هاتفية مع البرنامج وقال: " لا يحق لأي أحد انتقاد رئيس الدولة، فهو رمز من رموز البلاد، واحترامه واجب على الجميع." وأردف "لاعب الكرة لا دخل له في السياسة، وميرغني لا يفهم شيئا في السياسة ولا يستطيع فهم مكائدها." وفي ذات الحلقة تدخل رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك مرتضى منصور في مكالمة هاتفية أخرى ووجه انتقادات حادة وسباب لاذع وألفاظ عنصرية إلى الميرغني.