يودع المسلمون في أرجاء العالم أجواء شهر رمضان الفضيل، وهو ما يتزامن عادة مع ظهور اسئلة عديدة حول زكاة الفطر ومقدارها وآخر وقتها. وشرعت زكاة الفطر في الإسلام تطهيرًا للصائم من الذنوب وسدًا لما وقع في أثناء الصوم من نقص وتقصير حتى يختم القائم رمضان بزكاة بين يدي صومه يرجو بها القبول من الله، وشرعت أيضا لإغناء الفقراء عن السؤال في العيد. تجب زكاة الفطر على كل مسلم غنيا أو فقيرا، توفر لديه ما يكفيه لقوته وقوت أولاده من حاجات الأصلية يوم العيد وليلته، ويجوز أن يخرجها بنفسه أو يوكل غيره في إخراجها، كذلك الأصل أن تخرج زكاة الفطر طعاما، ويجوز إخراج قيمة ذلك الطعام مالًا ويراعي في ذلك مصلحة الفقير. في هذا التقرير نستعرض معكم 9 معلومات عن زكاة الفطر، تتضمن قيمة زكاة الفطر هذا العام 2019، بحسب دار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر الشريف للفتوى الإلكترونية: 1- حكمها: هي فرض على كل مسلم ومسلمة لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان).
2- حكمتها: لها حكمتان: الأولى: تطهير الصائم من اللغو والرفث الذي وقع منه في أثناء شهر رمضان. الثانية: إطعام المساكين ومواساتهم في العيد. ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين) [رواه أبو داود].
3- على من تجب؟ تجب بضابطين: الأول: كل مسلم ومسلمة صغير أو كبير، حر أو عبد. الثاني: ملك ما يزيد عن حاجته وحاجة من يعوله في يوم العيد. لحديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق، قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير .. على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) 4- لمن تعطى؟
زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]. ويجوز أن يعطي الإنسان زكاة فطره لشخص واحد، كما يجوز له أن يوزعها على أكثر من شخص، والتفاضل بينهما إنما يكون بتحقيق إغناء الفقير فأيهما كان أبلغ في تحقيق الإغناء كان هو الأفضل.
5- مقدارها: صاع عن كل مسلم. والصاع = 2.176 كيلو جرام. وقد حددت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر لعام 2019، بمبلغ 13 جنيها للفقير، و25 جنيها للمتوسط، و125 جنيه للغني. وقال مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية إنه يستحب أن يراعي المزكي مصلحة الفقير على حسب حاله يسرًا أو إعسارًا، باعتبار ما يطعمه وعياله، فمن كان معسرًا فليخرج الزكاة من القمح مثلاً، أي ما قيمته 13 جنيهًا كحد أدنى للفرد، ومن كان متوسط الحال فليخرج الزكاة على الأرز مثلا؛ أي ما قيمته 25 جنيهًا عن الفرد، ومن كان ميسورًا فليخرج الزكاة على الزبيب مثلًا، أي ما قيمته 125 جنيهًا عن الفرد.
6- أصنافها: غالب طعام البلد. فقد جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير) [متفق عليه]. وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (كنا نعطيها زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من أقط) [متفق عليه]. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه: (وطعمة للمساكين) [رواه أبو داود]. فهذه الأحاديث تدل على وجوب الصاع من طعام البلد كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (وكان طعامنا يومئذٍ الشعير والزبيب والتمر والأقط) [صحيح البخاري]. ويجوز إخراجها نقداً، وتقول الإفتاء: يستحب إخراجها مالاً لتحقيق النفع والمصلحة للفقراء والمساكين. 7- وقت إخراجها: الراجح أنه يستحب إخراجها يوم العيد قبل صلاة العيد، وله أن يعطيها للساعي قبل ذلك بيوم أو يومين، ولا يشرع تأخيرها بعد الصلاة، ولا تجزئ عنه، وأدلة ذلك ما يأتي:
1. أما إخراجها يوم العيد فلحديث ابن عمر رضي الله عنه: (وأمر بها أن تخرج قبل الصلاة) [متفق عليه]، ولأنها من شعائر يوم العيد، والمقصود بها تطهير الصائم بعد شهره، وإسعاد الفقراء في عيدهم. 2. وأما جواز إعطائها للساعي قبل ذلك بيوم أو يومين فلحديث ابن عمر رضي الله عنه: (كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين) [صحيح البخاري]، وجاء عن نافع أن هذا الإعطاء كان للعامل. [موطأ مالك وصحيح ابن خزيمة]. 3. وأما عدم إجزائها بعد صلاة العيد فلحديث ابن عباس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) [رواه أبو داود] أي: لا تقبل كزكاة. ولا مانع شرعاً من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان وحتى قبل صلاة العيد. 8- متى فرضت؟ فى عام 2 من الهجرة، فرضت زكاة الفطر بأنصبتها، وشرعت صلاة العيد. 9- الميت والجنين لا تَجِبُ زكاة الفطر عن الميت الذي مات قبل غروب شمس آخر يومٍ من رمضان؛ لأن الميت ليس من أهل الوجوب. ولا يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين إذا لم يولد قبل مغرب ليلة العيد كما ذهب إلى ذلك جماهير أهل العلم، لكن من أخرجها عنه فحسن؛ لأن بعض العلماء كالإمام أحمد استحب ذلك؛ لما روي من أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يعطي صدقة الفطر عن الصغير والكبير حتى عن الحمل في بطن أمه؛ ولأنها صدقة عمن لا تجب عليه، فكانت مستحبة كسائر صدقات التطوع.