توفي مساء أمس الأربعاء 24 أبريل عباسي مدني مؤسس "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، بأحد مستشفيات العاصمة القطريةالدوحة إثر مرض عضال.ولد عباسي مدني في العام 1931 بمدينة سيدي عقبة في ولاية بسكرة جنوب شرقي الجزائر، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في التربية من بريطانيا.وفي أكتوبر 1988 وكان مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي كانت في طريقها للفوز بالأغلبية في أول انتخابات تشريعية تعددية في تاريخ الجزائر عام 1991. لكنه سجن بعدما أوقف الجيش المسار الانتخابي، ثم اندلعت أعمال عنف ومواجهات مسلحة بين جماعات إسلامية والحكومة استمرت طيلة عقد التسعينيات. وفي عام 1997، وضع رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ تحت الإقامة الجبرية قبل يخلى سبيله تماما في عام 2003. وسافر بعدها مباشرة للعلاج في ماليزيا ثم انتقل للعيش في قطر. ونشأ عباسي مدني في محيط محافظ يهتم بالتعليم الديني بمدينة سيدي عقبة في ولاية بسكرة جنوبيالجزائر. والتحق في بداية الخمسينيات بثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي. وبعد استقلال الجزائر عام 1962 اعترض على التوجه الاشتراكي للحكم في الجزائر، واحتكار حزب جبهة التحرير الوطني للعمل السياسي في البلاد. وكان عباسي مدني متعاطفا مع جمعية القيم التي تأسست في الستينيات من القرن الماضي للدفاع عن "القيم الإسلامية في الجزائر"، وتفرغ للعمل الأكاديمي، خلال السبعينيات إذ حصل على درجة الدكتوراه في علوم التربية من جامعة لندن في عام 1978. وبقي عباسي مدني بعد خروجه من البلاد رقما مهما في السياسة الجزائرية نظرا لدور حزبه، الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والتيار الذي ينتمي إليه في الأحداث التي شهدتها الجزائر منذ إقرار التعددية في نهاية الثمانينيات. ودعا في عام 2005 إلى مصالحة وطنية يستفيد منها جميع المساجين السياسيين من عفو شامل. توفي مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، عباسي مدني، عن عمر ناهز 88 عاما.