تمكنت قوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا ، اليوم الثلاثاء 23 أبريل ، من إبعاد القوات المهاجمة كيلومترات أخرى عن وسط العاصمة ، حيث يشكل تراجع قوات حفتر عن منطقة عين زارة، انكسارا لقواته (اللواء التاسع ترهونة) المتقدمة كرأس حربة في المحور الأوسط، المتوجه صوب قلب العاصمة ومقراتها السيادية. وحسب ما أظهرت قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة)، صور فيديو تؤكد سيطرة قوات الوفاق بشكل "كامل" على منطقة عين زارة، الضاحية الجنوبية للعاصمة، والتي لا تفصلها عن وسط طرابلس سوى نحو 11 كيلومترا ، الأمر الذي يؤكد تصريحات قوات حكومة الوفاق، التي تحدثت عن التحام قواتها بعين زارة مع محور عين الربيع، جنوب شرقي العاصمة طرابلس (جنوب منطقة تاجوراء/ الضاحية الشرقية للعاصمة)، ومحاصرة موقعين اثنين لقوات حفتر في وادي الربيع، رغم أن المنطقة زراعية ومفتوحة ويصعب غلق كل منافذها. ومن الناحية العسكرية، فإن هذا التقدم يعني أنه تم تأمين الطوق الممتد من وادي الربيع شرقا إلى غاية منطقة السواني (نحو 30 كلم جنوب غربي طرابلس)، مرورا بعين زارة، ومعسكر "اليرموك" بخلة الفرجان (أكبر ثكنة في طرابلس). كما أن خطر اقتحام قوات حفتر، لأحياء وسط العاصمة المكتظة بالسكان، أصبح أبعد من ذي قبل، وهذا أعطى ثقة لقوات الوفاق للتقدم نحو طرد ما تبقى من القوات المهاجمة في خلة الفرجان (نحو 20 كلم جنوبطرابلس)، والمطار القديم (نحو 25 كلم جنوبطرابلس). وفي المحصلة، تمكنت قوات الوفاق من التقدم على مستوى الجناح الشرقي لمسرح العمليات (عين زارة ووادي الربيع)، وتعزيز تمركزاتها في محوري اليرموك والمطار القديم، لكن على مستوى الجناح الغربي استعادت قوات حفتر توازنها بعد انهيار سريع في محاور السواني والزهراء والعزيزية. وخلال المرحلة المقبلة من المتوقع أن تسعى قوات الوفاق لحسم معركة غريان لغلق القوس الغربي (الممتد من مدينة الزاوية إلى غاية غريان)، والتركيز على طرد قوات حفتر من خلة الفرجان والمطار القديم، وقطع طرق الإمداد عن تمركزاتها في قصر بن غشير، عن طريق استهداف مناطق اسبيعة وسوق الخميس وسوق الأحد، والقادمة من ترهونة (القوس الشرقي). بالنسبة لقوات حفتر، فستسعى للعودة إلى تمركزاتها السابقة في العزيزية والزهراء والسواني، والسيطرة على مطار طرابلس، وعلى معسكر اليرموك، والتقدم نحو صلاح الدين، وفتح جبهة عين زارة من جديد، وفك الحصار على مجموعاتها المسلحة المعزولة في وادي الربيع.