أفادت وسائل إعلام ليبية وبيانات رسمية ، أن علامات تقهقر كبير، بدأت على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مساء الخميس، عند محوري السواني - الزهراء، والعزيزية، على أطراف العاصمة طرابلس ، وباتت القواعد الخلفية لقوات حفتر بمدينة غريان، مهددة بالسقوط، وذلك عقب التحام "كتائب مصراتة"، و"كتائب الزاوية" "فرسان جنزور"، والقوة الوطنية المتحركة ب"كتائب الزنتان"، التابعة جميعا لحكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليا. ومع مطلع الخميس، سيطرت قوات تابعة للوفاق، وعلى رأسها الكتيبة 166 (إحدى أقوى كتائب مصراتة عددا وتسليحا)، على منطقة السواني (30 كلم جنوب غربي وسط طرابلس)، بعد أن قطعت عليها خطوط الإمداد القادمة من مدينة الزهراء (40 كلم جنوب غرب طرابلس)، والتي لم يطل بها الأمر حتى انهارت هي الأخرى وسقطت في يد الوفاق.، وفق ما أكده محمد قنونو، المتحدث باسم الأخيرة للأناضول. وفي الوقت الذي كانت قوات المنطقة الغربية التابعة للوفاق بقيادة أسامة الجويلي (أغلبها من مدينة الزنتان) تخوض حرب شوارع بمدينة العزيزية (45 كلم جنوب غرب طرابلس)، بعد أن سيطرت على مركز المدينة ومقر اللواء الرابع، وصلت قوات الوفاق من محور السواني الزهراء، والتحمت القوتان، وسيطرتا على كامل المدينة والمناطق المحيطة بها. وقد سيطرت قوات الوفاق على منطقة القواسم، التي تعتبر المدخل الشمالي لمدينة غريان (80 كلم جنوبطرابلس)، وتقدمها نحو تخوم المدينة، التي تمثل نقطة إمداد رئيسية، ومنها يتم توزيع الرجال والأسلحة والمؤن والوقود على بقية محاور القتال. وحسب مصادر إعلامية محلية ودولية، فإن مجموعات مسلحة من داخل غريان انتفضت ضد قوات حفتر المحتشدة في المدينة، واشتبكت معها ، لتسحب قوات حفتر جميع جرحاها البالغ عددهم 36 من مستشفى غريان. ويعتبر خسارة قوات حفتر في محوري السواني والعزيزية، وتراجعها السريع إلى قواعدها الخلفية داخل غريان، أكبر هزيمة لها منذ انكسار هجومها على مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس)، وتوقف زحفها على الطريق الساحلي الغربي. وفي حالة سقوط غريان، فهذا يعني أن قوات الوفاق تمكنت من غلق قوس كبير من محاور الاشتباك، يمتد من مدينتي "الزاوية" إلى غريان، مرورا بالسواني والزهراء والعزيزية، على مسافة تمتد إلى أكثر من 100 كلم. وكان حفتر الذي يقود قوات الشرق الليبي، قد أطلق عملية عسكرية في 4 أبريل/ نيسان الجاري، للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت رفضًا واستنكارًا دوليين، وبعد أيام على انطلاقها، فشلت العملية في تحقيق تقدم على الأرض، جراء تصدي قوات الوفاق لها. ومن المحتمل أن تنتقل قوات الوفاق للتركيز على القوس الشرقي من محاور القتال بعد إغلاق القوس الغربي إثر سحق قوات حفتر في الزاوية (45 كلم غرب طرابلس) والسواني والعزيزية ولم يتبق سوى غريان. وفي عين زارة، التي تعتبر رأس حربة بالنسبة لقوات حفتر (اللواء التاسع ترهونة)، والمتقدمة شمالا، تمكنت قوات الوفاق من محاصرتها رفقة القوات المتواجدة في وادي الربيع