احتج آلاف الطلاب مجددا في وسط العاصمة الجزائرية ، اليوم الثلاثاء 23 أبريل ، كما دأبوا على ذلك كل يوم ثلاثاء منذ 22 فبراير، عقب التجمع في ساحة البريد المركزي وكل الشوارع المحيطة بها للمطالبة برحيل "النظام" ومحاسبة "العصابة"، غداة حبس رجال أعمال مهمين ومسؤولين سابقين في الجيش. وابتعدت شاحنات الشرطة عن مكان التظاهرة وتمركزت خصوصا على الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان على بعد 500 متر، وكذلك في شارع باستور المحاذي لشارع ديدوش مراد، حيث منعت الطلاب من إغلاق الطريق في وجه السير، باستخدام المرشات اليدوية للغاز المسيل للدموع. وتحت شعار "يا احنا يانتوما ارحلي ياحكومة" أي "إما نحن وإما أنتم على الحكومة أن ترحل" سار الطلاب في شكل منظم بحسب اختصاصاتهم. فطلاب الهندسة المعمارية وضعوا قبعات بيضاء فيما وضع زملاؤهم في الهندسة المدنية قبعات صفراء، رافعين لافتة كبيرة كتبوا عليها بالفرنسية "لنبن جزائر جديدة". أما طلاب الطب والصيدلة فارتدوا مآزرهم البيضاء وساروا تتقدمهم لافتة "الصيادلة ضد هذا النظام المتعفن". ورفض الطلاب إجراء الانتخابات في الرابع من يوليو، الامر الذي يصر عليه رئيس الدولة الانتقالي عبد القادر بن صالح المطالب هو أيضا بالرحيل . ولقي الطلاب دعما قويا عبر حضور أحد أبرز الرموز الحية لحرب التحرير، جميلة بوحيرد (84 سنة) التي توسطت للتفاوض بين الشرطة لعدم استخدام القوة والمربع الأول للمحتجين حتى لا يعطلوا حركة المرور. وفي السياق نفسه، ردد المتظاهرون شعار "عصابة يا عصابة جاء وقت المحاسبة". وكان الرجل القوي في الدولة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح دعا بدوره إلى محاكمة "كل العصابة، التي تورطت في قضايا نهب المال العام واستعمال النفوذ لتحقيق الثراء بطرق غير شرعية". وجاءت تظاهرة الطلاب غداة سجن أربعة رجال أعمال من عائلة كونيناف ذات النفوذ الواسع والمرتبطة ببوتفليقة، وكذلك رئيس ومدير عام مجموعة "سيفيتال" يسعد ربراب الذي يعتبر أغنى رجل في الجزائر. وقبلها، سجن القضاء العسكري اللواء سعيد باي القائد السابق للناحية العسكرية الثانية التي مقرها وهران وتضم كل الجهة الشمالية الغربية للجزائر حتى الحدود مع المغرب. كما أمر النائب العام العسكري بالقبض على اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى التي مقرها الجزائر العاصمة وتضم كل المنطقة الشمالية الوسطى.