ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ، في تقريرًا لها ، إن الاستخبارات المركزية الأمريكية لديها قناعة بأن أمر اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول ، جاء من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان . وقالت الصحيفة إن لدى الاستخبارات تمتلك أدلة تثبت مسؤولية ابن سلمان بقتل خاشقجي، من خلال "قرائن ظرفية متنامية حول تورطه من بينها وجود أفراد أمن من حراسته الخاصة، و رصد محادثات لمسؤولين سعوديين يناقشون خطة محتملة لاعتقاله"، مشيرة إلى أن إثبات تورطه في هذه الحادثة "يهدد مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية". وتضيف: "على الرغم من أن المخابرات الأمريكية والأوروبية لم تتوصل بعد إلى الأدلة الدامغة التي تثبت تورط ولي العهد، ولم تستطع معرفة ما إذا كان قد أمر بقتله أو اختطافه وإعادته إلى السعودية، إلا أن الأدلة الظرفية تشير إلى أنه كان بين المعتدين عناصر من أمنه الشخصي، ناهيك عن تنصت الاستخبارات على اتصالات أجراها مسؤولون سعوديون ناقشوا خلالها خطة اختطاف خاشقجي. وحسب المسؤولين الأمريكيين يسيطر ولي العهد السعودي على الجهاز الأمني لذلك من المستبعد أن يتم التخطيط لهذه العملية من دون علمه".
ونقلت الصحيفة عن المستشارة السابقة في وزارة الخارجية ويندي شيرمان، قولها إنه "من الواضح أن التعليمات التي تلقاها بومبيو تقضي بالحفاظ على العلاقات الأمريكية السعودية بأي ثمن". ومن جهته، تضيف الصحيفة "أكد ترامب على أهمية العلاقات مع السعودية التي تعتبر حليفا هاما، خاصة أنها تنفق مليارات الدولارات على الأسلحة. ولكن تزايد الأدلة التي تدين ولي العهد تعمق من الأزمة الخارجية الأمريكية. وتجدر الإشارة إلى أن السعودية شريك مهم للولايات المتحدة في المنطقة لتعزيز جهودها في عزل إيران والحفاظ على أمن إسرائيل، ناهيك عن الحفاظ على أسعار النفط منخفضة". وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بتصريح للدبلوماسي السابق في إدارة جورج دبليو بوش، نيكولاس بيرنز، يقول فيه إنه "لدى الولاياتالمتحدة مسائل أهم بكثير على المحك"، مشيرا إلى أنه "حان الوقت لتتخذ الولاياتالمتحدة موقفا صارما مع الأمير محمد بن سلمان وتفرض عقوبات على السعودية التي تحاول التنصل من هذه الجريمة ..مصداقية الديمقراطية الأمريكية أصبحت على المحك".