أعلنت إدارة علاج الإدمان بالأمانة العامة للصحة النفسية، عن إحصائية كارثية تخص تعاطي مخدر الاستروكس في مصر، مؤخرا، بعد كشفها عن ارتفاع نسبة متعاطي الاستروكس بين مدمني المخدرات من 3% في العام الماضي، إلى 25% هذا العام. نسبة الإدمان في مصر شهدت تزايدا في الفترات الأخيرة، وهو ما أرجعه خبراء علم اجتماع وأطباء إلى حالة الإحباط التي تسود بين الشباب في مصر، على خلفية التدهور الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة، وتزايد حالة القمع وانسداد الأفق السياسي في مصر، وفقا للعديد من الخبراء. وتصل نسبة إدمان المخدرات بصفة عامة في مصر 3.9%، ويصل إدمان "القنبيات المصنعة" إلى 2.9%، فيما وصلت نسبة التعاطي للحشيش إلى 4.1%، حسب البحث القومي للإدمان لسنة 2016، كما تصل نسبة إدمان الذكور إلى الإناث هي 7 إلى واحد. وبالحديث عن القنبيات المصنعة، فإن "الاستروكس والفودو" يعتبرا من أشهر أنواع هذه القنبيات ضمن المجموعة الجديدة للمواد المؤثرة نفسيا، ويتسبب التغيير المستمر في مكوناتها من العوامل التي تساعد على انتشارها وصعوبة ضبطها من خلال التحاليل، تأثير القنبيات المصنعة ومن المعروف أن التأثير النفسي للقنبيات المصنعة يشمل العديد من الأعراض منها اضطراب الإدراك الحسي، والهلاوس السمعية والبصرية، والضلالات الفكرية، والأفكار الانتحارية، بالإضافة إلى السلوك العدواني، موضحة أن تأثيرها على الجسم يؤدي إلى سرعة معدل خفقان القلب، واضطراب شديد في وظائف الكلى، ومع تكرار التعاطي قد يؤدي إلى الفشل الكلوي، وفي حالة تعاطي الأم الحامل فإنه يحدث ولادة للأجنة فاقدة لأجزاء من المخ والجمجمة، كما يؤدي إلى ولادة أطفال مصابين بفرط الحركة وضعف الانتباه. كما أنه عند تعاطي جرعات زائدة قد يؤدى إلى التوتر الشديد والهياج وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية وسرعة شديدة فى نبضات القلب ونوبات من التشنج وصعوبة في التنفس والقيء الشديد، كما تتمثل أعراض الأنسحاب فى التعرق الغزير وفقدان الشهية وإضطراب النوم واللهفة الشديدة للتعاطى والأفكار الإنتحارية وفقدان الدافعية والاكتئاب. انتشار الاستروكس كما ذكرنا قبل قليل، فإن نسبة متعاطي الاستروكس بين مدمني المخدرات من 3% في العام الماضي، إلى 25% هذا العام، وهو ما أرجعه خبراء الصحة النفسية إلى انخفاض سعره، مقارنة بمواد مخدرة أخرى. غير أن أخطر ما في انتشار هذا المخدر هو أن مدمني الاستروكس تتراوح أعمارهم في سن الشباب، وخاصة الفئة العمرية ما بين 15 و20 عامًا، وهو ما أرجعه خبراء الصحة النفسية والإدمان إلى رغبة هذه الفئة في تجربة هذا المخدر كنوع من أنواع الفضول. وزارة الصحة تحاول الحد من انتشار الاستروكس، لذلك أدرجت العديد من التركيبات المستخدمة فيه ضمن جداول المخدرات، خاصة أن مخدر الاسروكس يدمر صحة متعاطيه، وأخطر ما يستبب فيه هو تدمير الجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى تأثيره على الوظائف الحيوية للجسم وعلى الكبد، والكلى، والجهاز التنفسي، وكذلك التغيرات النفسية والهلوسة. وكان "الاستروكس" قد احتل المرتبة الثالثة بين المخدرات المنتشرة في مصر، بعد الحشيش والترامادول، وهو ما يلقي بظلاله على أثر انتشار المخدرات، وما يخلفه ذلك من تزايد في معدلات الجرائم، لاسيما أن 79% من الجرائم ارتكبت تحت تأثير المخدرات، وفقا لإحصائيات صندوق مكافحة الإدمان. ومن ضمن التحديات التي تواجه مصر في ما يخص مكافحة الإدمان، هو الفئة العمرية للمدمنين، وهو ما أشرنا إليه قبل قليل، كما أن أحد الأرقام الخطيرة التي يجب الانتباه إليها هو أن 27% من المتعاطين للمخدرات إناث، ما يتطلب استراتيجيات جديدة لمواجهة ومكافحة الإدمان.