وصفت صحيفة "يسرائيل هيوم" قرار باراجواي بإعادة سفارتها من القدسالمحتلة إلى "تل أبيب" ب"ضربة قاسية للغاية ومباشرة" لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو. وذكرت الصحيفة العبرية المقربة من حزب الليكود الحاكم في الكيان ، في عددها الخميس، أنه بينما يعمل نتنياهو للحصول على اعترافات دول أخرى بالقدس عاصمة ل"الكيان الصهيوني"، يحدث العكس. وأضافت أن كولومبيا اعترفت بدولة فلسطين، وباراجواي سحبت اعترافها بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، "وهذا يجب أن يشعل الضوء الأحمر في الكيان الصهيوني". وحسب "يديعوت أحرونوت" فقد ابلغ رئيس باراجواي الجديد ماريو عبده بينيتز (من أصل لبناني) ووزير الخارجية ليويس ألبيرتو كاستيليوني وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن قرار إعادة السفارة إلى "تل أبيب" سينفذ بهدوء في بداية الشهر الحالي، لكنه طلب الحفاظ على سرية القرار حتى موعد الإعلان عنه. وذكرت الصحيفة أن باراجواي ربما تلقت وعودا عربية بالاستثمار فيها إذا تراجعت عن قرارها. وقال مايكل أورن، عضو الكنيست عن حزب الليكود، والذي يعمل أيضا في مكتب نتنياهو بمنصب نائب وزير، إن الإدارة الأمريكية ستعاقب باراجواي على خطوتها. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن أورن، الذي عمل أيضا سفيرا للكيان الصهيوني في واشنطن، إن علاقات الولاياتالمتحدة وباراجواي ستتضرر بسبب قرار الأخيرة، كما أنها ستمس العلاقات الثنائية مع إسرائيل. في المقابل، هاجمت عضو الكنيست "أييلت نحمياس فربين" من "المعسكر الصهيوني" المعارض لنتنياهو. وقالت فربين، وفق "معاريف"، إن رد فعله على قرار باراجواي نابع من دوافع شخصية، رغم أن القرار نفسه مرفوض. وأضافت أن نتنياهو شعر بالإهانة الشخصية لتضرر العلاقات الدولية ل"الكيان الصهيوني"، لكن العلاقات الدبلوماسية ليست شأنا يتم التعامل معه بنوبات الغضب. ونقلت "معاريف" عن العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي من "القائمة المشتركة" قوله إن قرار باراجواي "شجاع وسليم"، وهو أيضا رد على جنون إدارة دونالد ترامب. وردًا على قرار باراجواي، أعلن مكتب نتنياهو، إغلاق سفارة باراجواي، واستدعاء السفير الصهيوني للتشاور، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية. وافتتحت باراجواي، سفارتها في مدينة القدسالمحتلة، في 21 مايو الماضي، لتصبح حينها الدولة الثالثة التي تتخذ هذه الخطوة بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية وجواتيمالا. ونقلت واشنطن سفارتها من تل أبيب إلى القدس، في 14 من ذلك الشهر، بعد أن وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر 2017، وثيقة تعتبر القدسالمحتلة بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة للكيان الصهيوني، القوة القائمة بالاحتلال. فيما نقلت جواتيمالا، في 15 مايو الماضي، سفارتها إلى القدسالمحتلة، أسوة بواشنطن، التي أثارت خطوتها غضبا دوليا. ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعاطي مع إدارة ترامب منذ قرارها بشأن القدس، العام الماضي، واتهمها مرارا بالانحياز إلى "الكيان الصهيوني".