وزير التموين: طالبت بزيادة السكر التمويني من 12.6 إلى 18 جنيها    المصيلحي يكشف سبب حذف 20 مليون بطاقة تموينية وعدم إضافة المواليد    وزير الدفاع الصيني: منفتحون على إجراء اتصالات عسكرية مع واشنطن ونعمل بكل قوة لمنع استقلال تايوان    الأونروا تعلق عملها في رفح وتنتقل إلى خان يونس    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    الأرصاد تحذر من طقس اليوم ثاني أيام الموجة شديدة الحرارة    أول تعليق من كريس إيفانز عن صورة توقيعه على صاروخ إسرائيلي متجه ل غزة (صور)    اعتقال 22 محتجا خلال تظاهرة داعمة للفلسطينيين في متحف بروكلين بنيويورك    11 تصريحا من وزير التعليم بشأن امتحانات الثانوية العامة.. ماذا قال؟    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    أنشيلوتي: لست مغرورًا.. وحققنا لقب دوري الأبطال هذا الموسم بسهولة    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    جريحان جراء غارات إسرائيلية عنيفة على عدة بلدات لبنانية    أستاذ اقتصاد: «فيه بوابين دخلهم 30 ألف جنيه» ويجب تحويل الدعم من عيني لنقدي (فيديو)    متغيبة من 3 أيام...العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة في قنا    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    عيار 21 بالمصنعية بكام الآن؟.. أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    رئيس اتحاد الكرة السابق: لجوء الشيبي للقضاء ضد الشحات لا يجوز    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    أخبار × 24 ساعة.. أكثر من 6000 ساحة لصلاة عيد الأضحى بالإضافة للمساجد    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة ترامب للكيان الصهيونى تتصدر عناوين الإعلام الإسرائيلى: نقل السفارة الأمريكية للقدس أهم ملامح المؤامرة !
نشر في الأهرام العربي يوم 20 - 05 - 2017

القناة السابعة الإسرائيلية : السفير الأمريكى سيدير أعماله من مقر عمله فى تل أبيب وليس من القدس

هاآرتس: الدافع الأمريكى تجاه الفلسطينيين هو الإستراتيجية والمصلحة وليست الرحمة

هاآرتس: ملف نقل السفارة حديث الساعة بين نيتانياهو وترامب

رئيس كتلة «المعسكر الصهيونى» زيارة ترامب اختبار حقيقى لمدى جدية نيتانياهو فى عملية السلام

واللا: ترامب يبحث مدى تأثير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس

استبقت وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى التجمع الصهيوني، بالحديث المستفيض عن مشروع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة السلام الفلسطينية المحتلة، وأثرها على الصراع العربى الإسرائيلي، والتباين حول أهمية اتخاذ مثل هذا القرار من قبل ترامب وإدارته الجديدة!
فى حديثها عن زيارته الخارجية الأولى له منذ توليه مقاليد الأمور فى العشرين من يناير الماضي، والخاصة لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا للمملكة العربية السعودية والتجمع الصهيونى فحسب، تطرقت وسائل الإعلام العبرية إلى أهمية التحالف الأمريكى مع الدولتين، خصوصا مع المملكة التى يعتبرها البعض قائدة للدول العربية السُنية، إذ يرنو ترامب إلى توطيد الشراكة الإستراتيجية مع الدول العربية السُنية لمواجهة النفوذ الإيرانى والتأكيد على حلفه الوطيد مع الكيان الصهيوني!
واستباقًا لزيارته للتجمع الصهيوني، أكد الموقع العبرى «واللا»، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يبحث مدى تأثير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة على مسار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية! حيث أكد عمرى نحمياس، المحلل السياسى للموقع الإخبارى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، يعتبر بشكل شخصي، ورئيسه ترامب أن نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس لن ينفع أو يضر عملية السلام بين الجانبين، الفلسطينى والصهيوني، فى الفترة الحالية، رغم أن الكيان الصهيونى يعد عملية نقل السفارة مفيدًا فى إتمام عملية السلام! وهو ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، تعليقًا على مقولة تيلرسون بأن رئيسه يبحث مدى أهمية نقل السفارة من عدمها، إذ يناقش فى الوقت نفسه كيفية استكمال عملية السلام بين الطرفين، الفلسطينى والإسرائيلي، ويرغب، وبقوة، فى تحقيق وإتمام صفقة سلام فى منطقة الشرق الأوسط!
يشار إلى أن تيلرسون استبق زيارة ترامب لتل أبيب بقوله: «إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تتخلى عن التزامها بنقل البعثة الأمريكية إلى القدس»، ليعود بعدها نيتانياهو بالزعم «إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يساعد إلا على تقدم عملية السلام وسحق الخيال الفلسطينى»، فى وقت أكد الموقع العبرى «واللا» وثيق الصلة بصحيفة « هاآرتس « الإسرائيلية، أن ديفيد فريدمان السفير الأمريكى بتل أبيب يخطط للعمل من مقر عمله فى تل أبيب وليس من مقر القنصلية الأمريكية فى القدس المحتلة، فضلا عن وجود شقة خاصة به فى مدينة السلام نفسها، رغم أن مدينة هرتزليا الساحلية تحتضن المقر الرسمى لمنزل السفير الأمريكى فى الكيان الصهيوني!
اتفق عيدو بن بورات، المحلل السياسى للقناة السابعة الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، حينما رأى أن السفير الأمريكى ديفيد فريدمان سيدير أعماله من مقر عمله فى تل أبيب أو مقر إقامته بمدينة هرتزليا، ولن يديرها من القدس المحتلة، فى وقت شدد على أن ترامب يتفهم جيدًا مدى تأثير قرار نقل السفارة إلى القدس المحتلة على مسار السلام! وزاد كل من باراك رابيد وجاكى حوجي، المحللين السياسيين لصحيفة «هاآرتس»، بالقول إن مشكلة ملف نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة بات حديث الساعة بين الطرفين، الصهيونى والأمريكي، وأنه سيظل كذلك حتى يحسمها ترامب بتصريحاته إبان زيارته المرتقبة فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري!
الغريب أن بعض وسائل الإعلام العبرية رأت أن ترامب سيجمد عملية نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ليرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه لا يعلم هذا الأمر، مدعيًا مدى إدراك ترامب وتفهمه لضرورة نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، بزعم أن القدس هى عاصمة التجمع الصهيون!
بيد أن نيتسان قيدار، المحلل السياسى بالقناة نفسها، قد أعرب عن يأسه عن تحول مسار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من المساند والداعم القوى لبلاده، إلى المغاير لمواقفه تجاه الصراع العربى الإسرائيلي، خصوصا تجاه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، حيث أكد فى مقاله المهم الذى جاء تحت عنوان « نقل السفارة تحوَّل إلى حلم «، أن ترامب لم يف بوعده للكيان الصهيونى بنقله للسفارة إلى القدس المحتلة، وأن كل المؤشرات تؤكد تغيير ترامب لبوصلته تجاه إسرائيل، وميله نحو الفلسطينيين، مما يشير إلى وجود تغيير إيجابى لترامب لصالح القضية الفلسطينية، وإن لم يظهر هذا التغيير، حتى الآن، فالنتيجة بالفعل وليس بغضب الصهاينة من حليفهم الجديد، ترامب!
من جانبه، ذكر جيسون جرينبلت، المبعوث الشخصى لترامب فى الشرق الأوسط أن الرئيس الأمريكى ينوى إتمام السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه أوضح ذلك للرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( أبو مازن ) خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الأمريكية، واشنطن، قبل أسبوعين، حيث شدد عليه ترامب مطالبًا إياه بمساعدته فى تحقيق اتفاق سلام بين الطرفين، يحسب لشخصه. وذلك فى وقت طلب جرينبلت يهودى أرثوذوكسى بركة الحاخام الرئيسى للتجمع الصهيونى خلال زياراته المتكررة للتجمع الصهيوني!
خلافات داخلية
أثارت أقوال وزير الخارجية الأمريكى حول مدى بحث ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وعدم منح الكيان الصهيونى الضوء الأخضر لذلك، تباينات كثيرة فى الداخل الإسرائيلي، حيث شدد نفتالى بينيت، رئيس حزب «البيت اليهودى» المتطرف، وزير التعليم الإسرائيلي، على رئيس وزرائه، نيتانياهو، بضرورة إجبار ترامب على نقل السفارة إلى القدس المحتلة، بدعوى أنها ستعزز آفاق السلام مع الفلسطينيين، ضد كل الاتفاقات الفاشلة التى تقوم على تقسيم القدس، ليدفع « بيبى « ويحثه على إثارة الخلاف مع ترامب، قبيل زيارته المرتقبة فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري! وهو ما ذكرته صحيفة « معاريف « العبرية، بشكل خاص!
أضاف بينيت بلهجة تحذيرية لنيتانياهو، أنه ملزم بدفع ترامب على نقل السفارة واعتبار القدس الموحدة هى عاصمة للكيان الصهيوني، مع زعمه أن أى اتفاق سلام مع الطرف الفلسطينى لابد وأن يقوم على اعتبار مدينة القدس ككل هى عاصمة التجمع الصهيوني، وأن أى اتفاق لا يستند إلى ذلك فمصيره الفشل، وهو ما أكدته القناة السابعة الإسرائيلية، فى موضع آخر لها. فى وقت رد، رعنان شيكد، المحلل السياسى لصحيفة « يديعوت أحرونوت « العبرية، على بينيت بنعته ب «الغبى»، تعليقًا على إلحاح وتشديد بينيت على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة!
على النقيض من بينيت، أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلي، رئيس كتلة « المعسكر الصهيونى «، يتسحاق هرتزوج، أنه سيقدم الدعم لحزب الليكود الحاكم فى حال ما تقدم فى عملية السلام مع الطرف الفلسطيني، مؤكدًا أن زيارة ترامب هى اختبار حقيقى لمدى جدية نيتانياهو فى عملية السلام، فى دعوة صريحة لإقامة سلام بين الجانبين، الفلسطينى والصهيوني!
لم يقم هذا السلام بدون ضمان الأمن الفلسطيني، وهو ما كتبه المحلل السياسى لصحيفة «هاآرتس» جاكى حوجي، من أن الأمن بات مطلبًا فلسطينيًا مهمًا، استباقًا لزيارة ترامب للمنطقة، ولقائه بالرئيس الفلسطيني، أبو مازن فى رام الله، فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري، حيث ذكر أن الفلسطينيين يؤمنون بأن الدافع الأمريكى تجاههم هو الإستراتيجية والمصلحة وليست الرحمة! خاصة أنه لم ينصف القضية الفلسطينية، وجعل الأمر فى حالة من « التماهى «، وهو ما صرح به خلال زيارة نيتانياهو للعاصمة الأمريكية، فى شهر فبراير الماضي، حينما ترك الأمر للجانبين، الفلسطينى والصهيوني، ليحددا مصيرهما معًا، دون الاعتراف بحدود الرابع من يونيو 67!
توافقت هذه الرؤية مع ما طرحه عضو الكنيست عن حزب “كولانو” مايكل أورن، السفير الإسرائيلى السابق فى واشنطن، من أن تقرير المصير الفلسطينى الذى طرحه ترامب لا يعنى تأييده لإقامة دولة فلسطينية، بدعوى أن مصطلح “ تقرير المصير “ هو مصطلح لين أكثر بكثير من دولة فلسطينية، مما يعنى السماح للتجمع الصهيونى بمساحة من المناورة وتسويف الوقت!
السلام الاقتصادي
من بين التصريحات المهمة حول الأمر نفسه، ما ذكرته وزيرة القضاء الصهيونية، إيليت شاكيد، من دعوتها الرئيس ترامب، تغيير اتجاهه ونيته إقامة سلام سياسى بين الطرفين، الفلسطينى والإسرائيلي، واستبداله بسلام اقتصادي، مع تعزيز التعاون مع الدول العربية المعتدلة. وهو ما نقله على لسانها المحلل السياسى لصحيفة “ معاريف “ العبرية،، آريئيل كاهانا، خلال زيارتها لمركز أبحاث هاديسون بواشنطن الأسبوع الماضي، حيث ادعت أن أية مفاوضات بين الجانبين ستبوء بالفشل ما لم يتم إقامة سلام اقتصادى مع الفلسطينيين.
اتفق نفتالى بينيت، رئيس حزب “ البيت اليهودى “، مع زميلته شاكيد من زعمهما بأن السلام الاقتصادى هو مستقبل منطقة الشرق الأوسط. بما يفيد أن هناك توافقًا ورؤى إسرائيلية موحدة حول “ السلام الاقتصادى “! حيث رأى وزير التعليم الإسرائيلى أن ترامب يجهَّز لصفقة مهمة وقوية، غير معلومة، فى دلالة واضحة على عمله الدوؤب والخاص بإقامة سلام اقتصادي، وليس سياسيا، بين الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلي، ونسيان الحلول الدبلوماسية والسياسية، على ألا تقدم تل أبيب أية تنازلات تذكر، بمعنى أن الطرف الفلسطينى هو الذى سيقدم التنازلات لمجرد موافقة الجانب الصهيونى الجلوس على مائدة المفاوضات الاقتصادية فحسب!
من المعروف أن شمعون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، سبق أن قدم مثل هذه الاقتراحات فى كتابه عن الشرق الأوسط الكبير، الذى تكون فيه تل أبيب العقل المفكِّر، على أن تكون الأيدى المصرية هى الأيدى العاملة، مع المال الخليجي، وربما زيارة ترامب القادمة والأولى فى منطقة الشرق الأوسط، التى خصصها للسعودية والتجمع الصهيونى فحسب، تسير فى هذا الإطار! بمعنى أننا من الممكن أن نشهد عودة قوية ومسرعة لقطار السلام الاقتصادى مرة أخرى!
بالتزامن مع حديث بعض المسئولين الصهاينة عن السلام الاقتصادي، خرجت القناة الثانية الإسرائيلية، على موقعها الإلكترونى عن المألوف، وكشفت النقاب عن عرض وزير المواصلات الصهيوني، يسرائيل كاتس، مشروع بناء جزيرة صناعية قبالة سواحل قطاع غزة، لمناقشته أمام الوفد الأمريكى خلال زيارة ترامب للكيان الصهيوني، وهى الجزيرة التى من المفترض بحسب القناة إقامة ميناء ومطار عليها، لتكون بوابة القطاع للعالم الخارجي، على أن يتم ربط الجزيرة بقطاع غزة بطريق بحرى ضيق تسهل مراقبته والتحكم فيه بالقطع، إسرائيليًا. فيما سبق ورأت صحيفة “هاآرتس” العبرية، أن كاتس سبق وعرض المشروع على المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط، جيسون جرينبلت، خلال زيارة الأخيرة للتجمع الصهيوني، فى الشهر الماضي، بدعوى تسهيل حركة أهالى قطاع غزة للعالم الخارجى وتحسين اقتصادهم ومنع وقوع كوارث إنسانية!
الشاهد أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت توافد مسئولين أمريكيين للتجمع الصهيوني، ليس جرينبلت وحده، وإنما سبقه قائد الأركان الأمريكي، جوزيف دانفورد، الذى التقى مع نيتانياهو ووزير الحرب، أفيجدور ليبرمان، ونظيره الجنرال جادى آيزنكوت، بهدف تقوية العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين، مع محاولة القضاء على ما يسمونه ب” الإرهاب “ ومواجهة التحديات المشتركة بينهما، ويبدو أن اللقاء نوقش فيه الملف السورى بشكل موسَّع! مع التمهيد لزيارة ترامب بالقطع لتل أبيب!
ملفات منسية
الثابت أن جُل وسائل الإعلام الصهيونية، الصادرة باللغة العبرية، تركت قضايا وملفات أخرى صهيونية أخرى مهمة، وركزت على أهمية زيارة ترامب التاريخية للتجمع الصهيوني، مثل مرور خمسين عامًا على اندلاع حرب الخامس من يونيو للعام 1967، أو ملف الخلاف بين العلمانيين والمتدينين المستعر فى الداخل، أو الاهتمام الإسرائيلى الجارف بلعبة “ سبنر “ التى ألهبت قلوب الصهاينة، وأخذت عقولهم، حتى وصلت إلى الرئيس رؤوببين ريفلين نفسه، وأوضحت مدى تعلقه وإدمانه للعبة، وغيرها من القضايا الخلافية، لتأخذ زيارة الرئيس الأمريكى المكانة الأكبر والأعظم فى تقارير ومقالات هذه الوسائل الإعلامية العبرية!
الدرع الأزرق
أطلقت الشرطة الصهيونية اسم “ الدرع الأزرق “ على عملية تأمين موكب ترامب خلال زيارته تلك للكيان الصهيوني، حيث يشترك أكثر من عشرة آلاف شرطى، إضافة لقوات خاصة وطائرات بدون طيار ترافقه أينما كان وأينما حل، إضافة لمروحيات جاهزة لأى حدث أو ظرف طارئ، مع إخلاء شوارع وتأمين مناطق كاملة محيطة بفندق الملك داود بمدينة القدس، حيث سيقيم فيه ترامب ومرافقيه ليومين كاملين، حيث أكد الموقع العبرى الإخبارى “ واللا “، أن الفندق التاريخى الذى يضم 233 غرفة، خصصت كلها للرئيس ترامب وحاشيته ومرافقيه. حيث سبق أن أجرى الموقع الإسرائيلى حوارًا مهمًا مع مدير عام الفندق الذى شدد خلاله على أنه وجميع موظفيه فى الفندق على أتم الاستعداد لزيارة الرئيس الأمريكي، وأنه سبق أن استضاف كبار رؤساء العالم، مثل بيل كلينتون أو باراك أوباما، أو غيرهما من الرؤساء الأمريكيين الكبار، مع تأكيده على أن الفندق مؤَّمن تماماً لاستقبال ترامب.
ومن هنا، فإن زيارة ترامب للسعودية، ومن بعدها الكيان الصهيونى قد نالت الاهتمام الجارف قبيل القيام بها، فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري، خاصة أنها الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكى الجديد، الذى يعمل على تقوية العلاقات الأمريكية الصهيونية، وتعزيز الشراكة مع الدول العربية السُنية، فى وقت من المحتمل أن يجمع أبو مازن مع نيتانياهو فى قمة ثلاثية مفاجأة للكثيرين، يجبر فيها الرئيس الفلسطينى على تقديم تنازلات، مقابل الحفاظ على الأمن القومى الصهيوني، مع ترجيح تمديد تجميد نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، إلى أن يرى ما يقدمه أبو مازن من تنازلات ومعه الدول العربية بالقطع!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.