إسكان النواب: لا صحة لسحب الحكومة قانون الإيجار القديم.. ومقترح بمد العلاقة 3 سنوات إضافية    زلزال جديد بقوة 4,2 يضرب شمال مرسى مطروح والبحوث الفلكية تكشف التفاصيل    تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام ريال مايوركا في الدوري الإسباني    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    امتحانات الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2025 بجنوب سيناء (تاريخ كل مادة والدرجة)    إصابة 3 شباب باختناق أثناء محاولة التنقيب عن الآثار بأسوان    ماذا قررت النيابة بشأن نور النبوي في واقعة دهس محصل كهرباء ؟    بالصور| حريق مصنع ملابس بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان    مصطفى شوبير يتفاعل ب دعاء الزلزال بعد هزة أرضية على القاهرة الكبرى    سقوط صاروخ مجهول المصدر في منطقة صحراوية بالأردن    40 شهيدا في غارات إسرائيلية على منازل بمخيم جباليا بقطاع غزة    زلزال مصر، محافظة الإسكندرية تشكل غرفة عمليات لرصد أي تداعيات محتملة للهزة الأرضية    محامي رمضان صبحي يكشف حقيقة تورطه في واقعة الامتحانات    دفاع رمضان صبحي يكشف حقيقة القبض على شاب أدي امتحان بدلا لموكله    بقوة 4.5 ريختر.. هزة أرضية تضرب محافظة القليوبية دون خسائر في الأرواح    البيئة تفحص شكوى تضرر سكان زهراء المعادي من حرائق يومية وتكشف مصدر التلوث    انخفاض جديد في عيار 21 الآن.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء 14 مايو بالصاغة    فتحي عبدالوهاب يوجه رسائل خاصة لعادل إمام وعبلة كامل.. ماذا قال؟    يد الأهلي يتوج بالسوبر الأفريقي للمرة الرابعة على التوالي    ماذا تفعل إذا شعرت بهزة أرضية؟ دليل مبسط للتصرف الآمن    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 14-5-2025    بريطانيا تحث إسرائيل على رفع الحظر عن المساعدات الإنسانية لغزة    هزة أرضية قوية توقظ سكان الإسكندرية    معهد الفلك: زلزال كريت كان باتجاه شمال رشيد.. ولا يرد خسائر في الممتلكات أو الأرواح    دعاء الزلازل.. "الإفتاء" توضح وتدعو للتضرع والاستغفار    تعليم سوهاج يعلن جدول امتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الثاني 2024-2025    د.حماد عبدالله يكتب: الأمن القومى المصرى !!    التخطيط: 100 مليار جنيه لتنفيذ 1284 مشروعًا بالقاهرة ضمن خطة عام 2024/2025    لماذا تذكر الكنيسة البابا والأسقف بأسمائهما الأولى فقط؟    أول رد رسمي من محامي رمضان صبحي بشأن أداء شاب واقعة «الامتحان»    ملف يلا كورة.. فوز الأهلي.. عودة بيراميدز.. والزمالك يغيب عن دوري أبطال أفريقيا    فتحي عبدالوهاب يكشف كواليس «الحشاشين»: تمنيت ألا يكون دوري مجرد ضيف شرف    هل تنتمي لبرج العذراء؟ إليك أكثر ما يخيفك    استعدادًا لموسم حج 1446.. لقطات من عملية رفع كسوة الكعبة المشرفة    الخميس.. انطلاق مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الهمم في المحلة الكبرى تحت شعار «الإبداع حق للجميع»    وفاة جورج وسوف شائعة وحالته الصحية بخير ويستعد لجولته الغنائية فى أوروبا    مدرب الزمالك: الفوز على الأهلي نتيجة مجهود كبير..وسنقاتل للوصول للنهائي    أول قرار من أيمن الرمادي بعد خسارة الزمالك أمام بيراميدز    اليوم.. انطلاق امتحانات الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 الترم الثاني (الجدول كاملًا)    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    الكشف على 5800 مواطن في قافلة طبية بأسوان    سامبدوريا الإيطالي إلى الدرجة الثالثة لأول مرة في التاريخ    نجم الأهلي: حزين على الزمالك ويجب التفاف أبناء النادي حول الرمادي    محافظ الإسماعيلية يشيد بالمنظومة الصحية ويؤكد السعى إلى تطوير الأداء    محافظ الدقهلية يهنئ وكيل الصحة لتكريمه من نقابة الأطباء كطبيب مثالي    حدث بالفن | افتتاح مهرجان كان السينمائي وحقيقة منع هيفاء وهبي من المشاركة في فيلم والقبض على فنان    نشرة التوك شو| استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير.. وتعديلات مشروع قانون الإيجار القديم    أحمد موسى: قانون الإيجار القديم "خطير".. ويجب التوازن بين حقوق الملاك وظروف المستأجرين    رئيس جامعة المنيا يستقبل أعضاء لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة    "قومي المرأة" و"النيابة العامة" ينظمان ورشة عمل حول جرائم تقنية المعلومات المرتبطة بالعنف ضد المرأة    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    «بيطري دمياط»: مستعدون لتطبيق قرارات حيازة الحيوانات الخطرة.. والتنفيذ خلال أيام    أرعبها وحملت منه.. المؤبد لعامل اعتدى جنسيًا على طفلته في القليوبية    بحضور يسرا وأمينة خليل.. 20 صورة لنجمات الفن في مهرجان كان السينمائي    مهمة للرجال .. 4 فيتامينات أساسية بعد الأربعين    لتفادي الإجهاد الحراري واضطرابات المعدة.. ابتعد عن هذه الأطعمة في الصيف    فتح باب التقديم للمشاركة في مسابقة "ابتكر من أجل التأثير" بجامعة عين شمس    وزير الدفاع يلتقي نظيره بدولة مدغشقر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة ترامب للكيان الصهيونى تتصدر عناوين الإعلام الإسرائيلى: نقل السفارة الأمريكية للقدس أهم ملامح المؤامرة !
نشر في الأهرام العربي يوم 20 - 05 - 2017

القناة السابعة الإسرائيلية : السفير الأمريكى سيدير أعماله من مقر عمله فى تل أبيب وليس من القدس

هاآرتس: الدافع الأمريكى تجاه الفلسطينيين هو الإستراتيجية والمصلحة وليست الرحمة

هاآرتس: ملف نقل السفارة حديث الساعة بين نيتانياهو وترامب

رئيس كتلة «المعسكر الصهيونى» زيارة ترامب اختبار حقيقى لمدى جدية نيتانياهو فى عملية السلام

واللا: ترامب يبحث مدى تأثير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس

استبقت وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى التجمع الصهيوني، بالحديث المستفيض عن مشروع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة السلام الفلسطينية المحتلة، وأثرها على الصراع العربى الإسرائيلي، والتباين حول أهمية اتخاذ مثل هذا القرار من قبل ترامب وإدارته الجديدة!
فى حديثها عن زيارته الخارجية الأولى له منذ توليه مقاليد الأمور فى العشرين من يناير الماضي، والخاصة لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا للمملكة العربية السعودية والتجمع الصهيونى فحسب، تطرقت وسائل الإعلام العبرية إلى أهمية التحالف الأمريكى مع الدولتين، خصوصا مع المملكة التى يعتبرها البعض قائدة للدول العربية السُنية، إذ يرنو ترامب إلى توطيد الشراكة الإستراتيجية مع الدول العربية السُنية لمواجهة النفوذ الإيرانى والتأكيد على حلفه الوطيد مع الكيان الصهيوني!
واستباقًا لزيارته للتجمع الصهيوني، أكد الموقع العبرى «واللا»، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يبحث مدى تأثير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة على مسار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية! حيث أكد عمرى نحمياس، المحلل السياسى للموقع الإخبارى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، يعتبر بشكل شخصي، ورئيسه ترامب أن نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس لن ينفع أو يضر عملية السلام بين الجانبين، الفلسطينى والصهيوني، فى الفترة الحالية، رغم أن الكيان الصهيونى يعد عملية نقل السفارة مفيدًا فى إتمام عملية السلام! وهو ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، تعليقًا على مقولة تيلرسون بأن رئيسه يبحث مدى أهمية نقل السفارة من عدمها، إذ يناقش فى الوقت نفسه كيفية استكمال عملية السلام بين الطرفين، الفلسطينى والإسرائيلي، ويرغب، وبقوة، فى تحقيق وإتمام صفقة سلام فى منطقة الشرق الأوسط!
يشار إلى أن تيلرسون استبق زيارة ترامب لتل أبيب بقوله: «إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تتخلى عن التزامها بنقل البعثة الأمريكية إلى القدس»، ليعود بعدها نيتانياهو بالزعم «إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يساعد إلا على تقدم عملية السلام وسحق الخيال الفلسطينى»، فى وقت أكد الموقع العبرى «واللا» وثيق الصلة بصحيفة « هاآرتس « الإسرائيلية، أن ديفيد فريدمان السفير الأمريكى بتل أبيب يخطط للعمل من مقر عمله فى تل أبيب وليس من مقر القنصلية الأمريكية فى القدس المحتلة، فضلا عن وجود شقة خاصة به فى مدينة السلام نفسها، رغم أن مدينة هرتزليا الساحلية تحتضن المقر الرسمى لمنزل السفير الأمريكى فى الكيان الصهيوني!
اتفق عيدو بن بورات، المحلل السياسى للقناة السابعة الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، حينما رأى أن السفير الأمريكى ديفيد فريدمان سيدير أعماله من مقر عمله فى تل أبيب أو مقر إقامته بمدينة هرتزليا، ولن يديرها من القدس المحتلة، فى وقت شدد على أن ترامب يتفهم جيدًا مدى تأثير قرار نقل السفارة إلى القدس المحتلة على مسار السلام! وزاد كل من باراك رابيد وجاكى حوجي، المحللين السياسيين لصحيفة «هاآرتس»، بالقول إن مشكلة ملف نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة بات حديث الساعة بين الطرفين، الصهيونى والأمريكي، وأنه سيظل كذلك حتى يحسمها ترامب بتصريحاته إبان زيارته المرتقبة فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري!
الغريب أن بعض وسائل الإعلام العبرية رأت أن ترامب سيجمد عملية نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ليرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه لا يعلم هذا الأمر، مدعيًا مدى إدراك ترامب وتفهمه لضرورة نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، بزعم أن القدس هى عاصمة التجمع الصهيون!
بيد أن نيتسان قيدار، المحلل السياسى بالقناة نفسها، قد أعرب عن يأسه عن تحول مسار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من المساند والداعم القوى لبلاده، إلى المغاير لمواقفه تجاه الصراع العربى الإسرائيلي، خصوصا تجاه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، حيث أكد فى مقاله المهم الذى جاء تحت عنوان « نقل السفارة تحوَّل إلى حلم «، أن ترامب لم يف بوعده للكيان الصهيونى بنقله للسفارة إلى القدس المحتلة، وأن كل المؤشرات تؤكد تغيير ترامب لبوصلته تجاه إسرائيل، وميله نحو الفلسطينيين، مما يشير إلى وجود تغيير إيجابى لترامب لصالح القضية الفلسطينية، وإن لم يظهر هذا التغيير، حتى الآن، فالنتيجة بالفعل وليس بغضب الصهاينة من حليفهم الجديد، ترامب!
من جانبه، ذكر جيسون جرينبلت، المبعوث الشخصى لترامب فى الشرق الأوسط أن الرئيس الأمريكى ينوى إتمام السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه أوضح ذلك للرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( أبو مازن ) خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الأمريكية، واشنطن، قبل أسبوعين، حيث شدد عليه ترامب مطالبًا إياه بمساعدته فى تحقيق اتفاق سلام بين الطرفين، يحسب لشخصه. وذلك فى وقت طلب جرينبلت يهودى أرثوذوكسى بركة الحاخام الرئيسى للتجمع الصهيونى خلال زياراته المتكررة للتجمع الصهيوني!
خلافات داخلية
أثارت أقوال وزير الخارجية الأمريكى حول مدى بحث ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وعدم منح الكيان الصهيونى الضوء الأخضر لذلك، تباينات كثيرة فى الداخل الإسرائيلي، حيث شدد نفتالى بينيت، رئيس حزب «البيت اليهودى» المتطرف، وزير التعليم الإسرائيلي، على رئيس وزرائه، نيتانياهو، بضرورة إجبار ترامب على نقل السفارة إلى القدس المحتلة، بدعوى أنها ستعزز آفاق السلام مع الفلسطينيين، ضد كل الاتفاقات الفاشلة التى تقوم على تقسيم القدس، ليدفع « بيبى « ويحثه على إثارة الخلاف مع ترامب، قبيل زيارته المرتقبة فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري! وهو ما ذكرته صحيفة « معاريف « العبرية، بشكل خاص!
أضاف بينيت بلهجة تحذيرية لنيتانياهو، أنه ملزم بدفع ترامب على نقل السفارة واعتبار القدس الموحدة هى عاصمة للكيان الصهيوني، مع زعمه أن أى اتفاق سلام مع الطرف الفلسطينى لابد وأن يقوم على اعتبار مدينة القدس ككل هى عاصمة التجمع الصهيوني، وأن أى اتفاق لا يستند إلى ذلك فمصيره الفشل، وهو ما أكدته القناة السابعة الإسرائيلية، فى موضع آخر لها. فى وقت رد، رعنان شيكد، المحلل السياسى لصحيفة « يديعوت أحرونوت « العبرية، على بينيت بنعته ب «الغبى»، تعليقًا على إلحاح وتشديد بينيت على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة!
على النقيض من بينيت، أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلي، رئيس كتلة « المعسكر الصهيونى «، يتسحاق هرتزوج، أنه سيقدم الدعم لحزب الليكود الحاكم فى حال ما تقدم فى عملية السلام مع الطرف الفلسطيني، مؤكدًا أن زيارة ترامب هى اختبار حقيقى لمدى جدية نيتانياهو فى عملية السلام، فى دعوة صريحة لإقامة سلام بين الجانبين، الفلسطينى والصهيوني!
لم يقم هذا السلام بدون ضمان الأمن الفلسطيني، وهو ما كتبه المحلل السياسى لصحيفة «هاآرتس» جاكى حوجي، من أن الأمن بات مطلبًا فلسطينيًا مهمًا، استباقًا لزيارة ترامب للمنطقة، ولقائه بالرئيس الفلسطيني، أبو مازن فى رام الله، فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري، حيث ذكر أن الفلسطينيين يؤمنون بأن الدافع الأمريكى تجاههم هو الإستراتيجية والمصلحة وليست الرحمة! خاصة أنه لم ينصف القضية الفلسطينية، وجعل الأمر فى حالة من « التماهى «، وهو ما صرح به خلال زيارة نيتانياهو للعاصمة الأمريكية، فى شهر فبراير الماضي، حينما ترك الأمر للجانبين، الفلسطينى والصهيوني، ليحددا مصيرهما معًا، دون الاعتراف بحدود الرابع من يونيو 67!
توافقت هذه الرؤية مع ما طرحه عضو الكنيست عن حزب “كولانو” مايكل أورن، السفير الإسرائيلى السابق فى واشنطن، من أن تقرير المصير الفلسطينى الذى طرحه ترامب لا يعنى تأييده لإقامة دولة فلسطينية، بدعوى أن مصطلح “ تقرير المصير “ هو مصطلح لين أكثر بكثير من دولة فلسطينية، مما يعنى السماح للتجمع الصهيونى بمساحة من المناورة وتسويف الوقت!
السلام الاقتصادي
من بين التصريحات المهمة حول الأمر نفسه، ما ذكرته وزيرة القضاء الصهيونية، إيليت شاكيد، من دعوتها الرئيس ترامب، تغيير اتجاهه ونيته إقامة سلام سياسى بين الطرفين، الفلسطينى والإسرائيلي، واستبداله بسلام اقتصادي، مع تعزيز التعاون مع الدول العربية المعتدلة. وهو ما نقله على لسانها المحلل السياسى لصحيفة “ معاريف “ العبرية،، آريئيل كاهانا، خلال زيارتها لمركز أبحاث هاديسون بواشنطن الأسبوع الماضي، حيث ادعت أن أية مفاوضات بين الجانبين ستبوء بالفشل ما لم يتم إقامة سلام اقتصادى مع الفلسطينيين.
اتفق نفتالى بينيت، رئيس حزب “ البيت اليهودى “، مع زميلته شاكيد من زعمهما بأن السلام الاقتصادى هو مستقبل منطقة الشرق الأوسط. بما يفيد أن هناك توافقًا ورؤى إسرائيلية موحدة حول “ السلام الاقتصادى “! حيث رأى وزير التعليم الإسرائيلى أن ترامب يجهَّز لصفقة مهمة وقوية، غير معلومة، فى دلالة واضحة على عمله الدوؤب والخاص بإقامة سلام اقتصادي، وليس سياسيا، بين الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلي، ونسيان الحلول الدبلوماسية والسياسية، على ألا تقدم تل أبيب أية تنازلات تذكر، بمعنى أن الطرف الفلسطينى هو الذى سيقدم التنازلات لمجرد موافقة الجانب الصهيونى الجلوس على مائدة المفاوضات الاقتصادية فحسب!
من المعروف أن شمعون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، سبق أن قدم مثل هذه الاقتراحات فى كتابه عن الشرق الأوسط الكبير، الذى تكون فيه تل أبيب العقل المفكِّر، على أن تكون الأيدى المصرية هى الأيدى العاملة، مع المال الخليجي، وربما زيارة ترامب القادمة والأولى فى منطقة الشرق الأوسط، التى خصصها للسعودية والتجمع الصهيونى فحسب، تسير فى هذا الإطار! بمعنى أننا من الممكن أن نشهد عودة قوية ومسرعة لقطار السلام الاقتصادى مرة أخرى!
بالتزامن مع حديث بعض المسئولين الصهاينة عن السلام الاقتصادي، خرجت القناة الثانية الإسرائيلية، على موقعها الإلكترونى عن المألوف، وكشفت النقاب عن عرض وزير المواصلات الصهيوني، يسرائيل كاتس، مشروع بناء جزيرة صناعية قبالة سواحل قطاع غزة، لمناقشته أمام الوفد الأمريكى خلال زيارة ترامب للكيان الصهيوني، وهى الجزيرة التى من المفترض بحسب القناة إقامة ميناء ومطار عليها، لتكون بوابة القطاع للعالم الخارجي، على أن يتم ربط الجزيرة بقطاع غزة بطريق بحرى ضيق تسهل مراقبته والتحكم فيه بالقطع، إسرائيليًا. فيما سبق ورأت صحيفة “هاآرتس” العبرية، أن كاتس سبق وعرض المشروع على المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط، جيسون جرينبلت، خلال زيارة الأخيرة للتجمع الصهيوني، فى الشهر الماضي، بدعوى تسهيل حركة أهالى قطاع غزة للعالم الخارجى وتحسين اقتصادهم ومنع وقوع كوارث إنسانية!
الشاهد أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت توافد مسئولين أمريكيين للتجمع الصهيوني، ليس جرينبلت وحده، وإنما سبقه قائد الأركان الأمريكي، جوزيف دانفورد، الذى التقى مع نيتانياهو ووزير الحرب، أفيجدور ليبرمان، ونظيره الجنرال جادى آيزنكوت، بهدف تقوية العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين، مع محاولة القضاء على ما يسمونه ب” الإرهاب “ ومواجهة التحديات المشتركة بينهما، ويبدو أن اللقاء نوقش فيه الملف السورى بشكل موسَّع! مع التمهيد لزيارة ترامب بالقطع لتل أبيب!
ملفات منسية
الثابت أن جُل وسائل الإعلام الصهيونية، الصادرة باللغة العبرية، تركت قضايا وملفات أخرى صهيونية أخرى مهمة، وركزت على أهمية زيارة ترامب التاريخية للتجمع الصهيوني، مثل مرور خمسين عامًا على اندلاع حرب الخامس من يونيو للعام 1967، أو ملف الخلاف بين العلمانيين والمتدينين المستعر فى الداخل، أو الاهتمام الإسرائيلى الجارف بلعبة “ سبنر “ التى ألهبت قلوب الصهاينة، وأخذت عقولهم، حتى وصلت إلى الرئيس رؤوببين ريفلين نفسه، وأوضحت مدى تعلقه وإدمانه للعبة، وغيرها من القضايا الخلافية، لتأخذ زيارة الرئيس الأمريكى المكانة الأكبر والأعظم فى تقارير ومقالات هذه الوسائل الإعلامية العبرية!
الدرع الأزرق
أطلقت الشرطة الصهيونية اسم “ الدرع الأزرق “ على عملية تأمين موكب ترامب خلال زيارته تلك للكيان الصهيوني، حيث يشترك أكثر من عشرة آلاف شرطى، إضافة لقوات خاصة وطائرات بدون طيار ترافقه أينما كان وأينما حل، إضافة لمروحيات جاهزة لأى حدث أو ظرف طارئ، مع إخلاء شوارع وتأمين مناطق كاملة محيطة بفندق الملك داود بمدينة القدس، حيث سيقيم فيه ترامب ومرافقيه ليومين كاملين، حيث أكد الموقع العبرى الإخبارى “ واللا “، أن الفندق التاريخى الذى يضم 233 غرفة، خصصت كلها للرئيس ترامب وحاشيته ومرافقيه. حيث سبق أن أجرى الموقع الإسرائيلى حوارًا مهمًا مع مدير عام الفندق الذى شدد خلاله على أنه وجميع موظفيه فى الفندق على أتم الاستعداد لزيارة الرئيس الأمريكي، وأنه سبق أن استضاف كبار رؤساء العالم، مثل بيل كلينتون أو باراك أوباما، أو غيرهما من الرؤساء الأمريكيين الكبار، مع تأكيده على أن الفندق مؤَّمن تماماً لاستقبال ترامب.
ومن هنا، فإن زيارة ترامب للسعودية، ومن بعدها الكيان الصهيونى قد نالت الاهتمام الجارف قبيل القيام بها، فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري، خاصة أنها الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكى الجديد، الذى يعمل على تقوية العلاقات الأمريكية الصهيونية، وتعزيز الشراكة مع الدول العربية السُنية، فى وقت من المحتمل أن يجمع أبو مازن مع نيتانياهو فى قمة ثلاثية مفاجأة للكثيرين، يجبر فيها الرئيس الفلسطينى على تقديم تنازلات، مقابل الحفاظ على الأمن القومى الصهيوني، مع ترجيح تمديد تجميد نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، إلى أن يرى ما يقدمه أبو مازن من تنازلات ومعه الدول العربية بالقطع!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.