استئناف التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بعد فترة الراحة وسط متابعة جماهيرية واسعة    تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في ختام تعاملات الاثنين 10 نوفمبر 2025    عون: جيش لبنان وحده مسئول عن بسط سلطة الدولة ومنع اعتداءات إسرائيل    ترامب يمنح عفوا لعدد من المتهمين في ملف انتخابات 2020.. بينهم جولياني    برشلونة يوجه رسالة مؤثرة لميسي بعد زيارته ملعب كامب نو    محمد الغزاوي: زيزو لاعب كبير.. وانظروا على ما فعله بعد نهايه المباراة بعد مواساه لاعبي الزمالك    رسمياً.. تأجيل مباراة الأهلي وسموحة في كأس السوبر لكرة اليد    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو صادم بالشرقية    المتحف المصرى الكبير يعلن إستقبال 12 ألف زائر من المصريين والأجانب    جامعة كفر الشيخ تستقبل طلاب ريادة الأعمال الجدد وتكرم المتميزين    محكمة بباريس تعلن أن ساركوزي سيُفرَج عنه تحت المراقبة القضائية    علاء إبراهيم: ناصر ماهر أتظلم بعدم الانضمام لمنتخب مصر    المستشارة أمل عمار: المرأة الفلسطينية لم يُقهرها الجوع ولا الحصار    تشييع جثماني شقيقين إثر حادث تصادم بالقناطر الخيرية    محافظ المنوفية يزور مصابى حريق مصنع السادات للإطمئنان على حالتهم الصحية ويوجه بالمتابعة اللحظية وتسخير كافة الإمكانيات الطبية    انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كثيف من الناخبين على اللجان الانتخابية بأبو سمبل    بعد تصريحاته في الجزائر.. شاهد اعتذار ياسر جلال للمصريين: كنت غلطان    الأربعاء.. فن الكاريكاتير وورشة حكى للأوبرا فى مركز محمود مختار بمناسبة اليوم العالمى للطفولة    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    3272 متقدما فى اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    اشتريت سيارة ووجدت بها عيبا فهل يجوز بيعها دون أن أُبين؟.. الأزهر للفتوى يجيب    فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش    بدور القاسمي تشهد إطلاق كتاب الشارقة: عاصمة الثقافة    تعرف على مدة غياب كورتوا عن ريال مدريد بسبب الإصابة    البنك المركزي: ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 12.1% بنهاية أكتوبر 2025    تاجيل محاكمه 17 متهم باستهداف معسكر امن مرغم بالاسكندريه    بتكلفة 2.37 مليار جنيه.. وزير التعليم العالي يتفقد مشروعات جامعة الأقصر    السجن 7 سنوات وغرامة مليون جنيه لسارقي الآثار بالشرقية    وزارة الصحة توفر الرعاية الطبية للناخبين أمام لجان الاقتراع فى الأقصر وأسوان    العرجاوي: إعفاء الصادرات المصرية من الجمارك الصينية خطوة استراتيجية لتعزيز الشراكة بين القاهرة وبكين    «غير مستقرة».. آخر تطورات الحالة الصحية ل محمد صبحي بعد نقله للعناية المركزة    لقاء الشرع بأشد الداعمين للكيان الإسرائيلي في واشنطن يثير الجدل، والنشطاء: بداية تنفيذ مطالب أمريكا    سعر الذهب اليوم فى مصر يسجل 5420 جنيها للجرام عيار 21    البنك المركزي المصري يطرح عطاء أذون خزانة بقيمة 1.5 مليار دولار    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    بعد 40 يوما.. تصويت حاسم بمجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء أطول إغلاق حكومي (تقرير)    من المتحف الكبير لمعرض فى روما.. كنوز الفراعنة تهيمن على العالم    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    سحب 837 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    انطلاق برنامج «مشواري» لتنمية مهارات الشباب في الشرقية    المفتي: الشائعة زلزال يهز الثقة وواجبنا بناء وعي راسخ يحصن المجتمع من الاضطراب    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    وزير الصحة يلتقي وزيرة الشؤون المدنية في البوسنة والهرسك    نفذوا جولات استفزازية.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل أحمد المسلماني تاجر الذهب بالبحيرة لتعذر حضورهما    الزمالك يترقب القرار الرسمي من فيفا لإيقاف القيد بسبب قضية ساسي    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    تيك توكر في مالي تُعدم علنًا بتهمة التعاون مع الجيش    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات على الوجهين القبلي والبحري    رئيس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمدرسة اليابانية بالجيزة    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة ترامب للكيان الصهيونى تتصدر عناوين الإعلام الإسرائيلى: نقل السفارة الأمريكية للقدس أهم ملامح المؤامرة !
نشر في الأهرام العربي يوم 20 - 05 - 2017

القناة السابعة الإسرائيلية : السفير الأمريكى سيدير أعماله من مقر عمله فى تل أبيب وليس من القدس

هاآرتس: الدافع الأمريكى تجاه الفلسطينيين هو الإستراتيجية والمصلحة وليست الرحمة

هاآرتس: ملف نقل السفارة حديث الساعة بين نيتانياهو وترامب

رئيس كتلة «المعسكر الصهيونى» زيارة ترامب اختبار حقيقى لمدى جدية نيتانياهو فى عملية السلام

واللا: ترامب يبحث مدى تأثير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس

استبقت وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى التجمع الصهيوني، بالحديث المستفيض عن مشروع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة السلام الفلسطينية المحتلة، وأثرها على الصراع العربى الإسرائيلي، والتباين حول أهمية اتخاذ مثل هذا القرار من قبل ترامب وإدارته الجديدة!
فى حديثها عن زيارته الخارجية الأولى له منذ توليه مقاليد الأمور فى العشرين من يناير الماضي، والخاصة لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا للمملكة العربية السعودية والتجمع الصهيونى فحسب، تطرقت وسائل الإعلام العبرية إلى أهمية التحالف الأمريكى مع الدولتين، خصوصا مع المملكة التى يعتبرها البعض قائدة للدول العربية السُنية، إذ يرنو ترامب إلى توطيد الشراكة الإستراتيجية مع الدول العربية السُنية لمواجهة النفوذ الإيرانى والتأكيد على حلفه الوطيد مع الكيان الصهيوني!
واستباقًا لزيارته للتجمع الصهيوني، أكد الموقع العبرى «واللا»، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يبحث مدى تأثير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة على مسار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية! حيث أكد عمرى نحمياس، المحلل السياسى للموقع الإخبارى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، يعتبر بشكل شخصي، ورئيسه ترامب أن نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس لن ينفع أو يضر عملية السلام بين الجانبين، الفلسطينى والصهيوني، فى الفترة الحالية، رغم أن الكيان الصهيونى يعد عملية نقل السفارة مفيدًا فى إتمام عملية السلام! وهو ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، تعليقًا على مقولة تيلرسون بأن رئيسه يبحث مدى أهمية نقل السفارة من عدمها، إذ يناقش فى الوقت نفسه كيفية استكمال عملية السلام بين الطرفين، الفلسطينى والإسرائيلي، ويرغب، وبقوة، فى تحقيق وإتمام صفقة سلام فى منطقة الشرق الأوسط!
يشار إلى أن تيلرسون استبق زيارة ترامب لتل أبيب بقوله: «إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تتخلى عن التزامها بنقل البعثة الأمريكية إلى القدس»، ليعود بعدها نيتانياهو بالزعم «إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يساعد إلا على تقدم عملية السلام وسحق الخيال الفلسطينى»، فى وقت أكد الموقع العبرى «واللا» وثيق الصلة بصحيفة « هاآرتس « الإسرائيلية، أن ديفيد فريدمان السفير الأمريكى بتل أبيب يخطط للعمل من مقر عمله فى تل أبيب وليس من مقر القنصلية الأمريكية فى القدس المحتلة، فضلا عن وجود شقة خاصة به فى مدينة السلام نفسها، رغم أن مدينة هرتزليا الساحلية تحتضن المقر الرسمى لمنزل السفير الأمريكى فى الكيان الصهيوني!
اتفق عيدو بن بورات، المحلل السياسى للقناة السابعة الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، حينما رأى أن السفير الأمريكى ديفيد فريدمان سيدير أعماله من مقر عمله فى تل أبيب أو مقر إقامته بمدينة هرتزليا، ولن يديرها من القدس المحتلة، فى وقت شدد على أن ترامب يتفهم جيدًا مدى تأثير قرار نقل السفارة إلى القدس المحتلة على مسار السلام! وزاد كل من باراك رابيد وجاكى حوجي، المحللين السياسيين لصحيفة «هاآرتس»، بالقول إن مشكلة ملف نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة بات حديث الساعة بين الطرفين، الصهيونى والأمريكي، وأنه سيظل كذلك حتى يحسمها ترامب بتصريحاته إبان زيارته المرتقبة فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري!
الغريب أن بعض وسائل الإعلام العبرية رأت أن ترامب سيجمد عملية نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ليرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه لا يعلم هذا الأمر، مدعيًا مدى إدراك ترامب وتفهمه لضرورة نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، بزعم أن القدس هى عاصمة التجمع الصهيون!
بيد أن نيتسان قيدار، المحلل السياسى بالقناة نفسها، قد أعرب عن يأسه عن تحول مسار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من المساند والداعم القوى لبلاده، إلى المغاير لمواقفه تجاه الصراع العربى الإسرائيلي، خصوصا تجاه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، حيث أكد فى مقاله المهم الذى جاء تحت عنوان « نقل السفارة تحوَّل إلى حلم «، أن ترامب لم يف بوعده للكيان الصهيونى بنقله للسفارة إلى القدس المحتلة، وأن كل المؤشرات تؤكد تغيير ترامب لبوصلته تجاه إسرائيل، وميله نحو الفلسطينيين، مما يشير إلى وجود تغيير إيجابى لترامب لصالح القضية الفلسطينية، وإن لم يظهر هذا التغيير، حتى الآن، فالنتيجة بالفعل وليس بغضب الصهاينة من حليفهم الجديد، ترامب!
من جانبه، ذكر جيسون جرينبلت، المبعوث الشخصى لترامب فى الشرق الأوسط أن الرئيس الأمريكى ينوى إتمام السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه أوضح ذلك للرئيس الفلسطيني، محمود عباس ( أبو مازن ) خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الأمريكية، واشنطن، قبل أسبوعين، حيث شدد عليه ترامب مطالبًا إياه بمساعدته فى تحقيق اتفاق سلام بين الطرفين، يحسب لشخصه. وذلك فى وقت طلب جرينبلت يهودى أرثوذوكسى بركة الحاخام الرئيسى للتجمع الصهيونى خلال زياراته المتكررة للتجمع الصهيوني!
خلافات داخلية
أثارت أقوال وزير الخارجية الأمريكى حول مدى بحث ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وعدم منح الكيان الصهيونى الضوء الأخضر لذلك، تباينات كثيرة فى الداخل الإسرائيلي، حيث شدد نفتالى بينيت، رئيس حزب «البيت اليهودى» المتطرف، وزير التعليم الإسرائيلي، على رئيس وزرائه، نيتانياهو، بضرورة إجبار ترامب على نقل السفارة إلى القدس المحتلة، بدعوى أنها ستعزز آفاق السلام مع الفلسطينيين، ضد كل الاتفاقات الفاشلة التى تقوم على تقسيم القدس، ليدفع « بيبى « ويحثه على إثارة الخلاف مع ترامب، قبيل زيارته المرتقبة فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري! وهو ما ذكرته صحيفة « معاريف « العبرية، بشكل خاص!
أضاف بينيت بلهجة تحذيرية لنيتانياهو، أنه ملزم بدفع ترامب على نقل السفارة واعتبار القدس الموحدة هى عاصمة للكيان الصهيوني، مع زعمه أن أى اتفاق سلام مع الطرف الفلسطينى لابد وأن يقوم على اعتبار مدينة القدس ككل هى عاصمة التجمع الصهيوني، وأن أى اتفاق لا يستند إلى ذلك فمصيره الفشل، وهو ما أكدته القناة السابعة الإسرائيلية، فى موضع آخر لها. فى وقت رد، رعنان شيكد، المحلل السياسى لصحيفة « يديعوت أحرونوت « العبرية، على بينيت بنعته ب «الغبى»، تعليقًا على إلحاح وتشديد بينيت على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة!
على النقيض من بينيت، أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلي، رئيس كتلة « المعسكر الصهيونى «، يتسحاق هرتزوج، أنه سيقدم الدعم لحزب الليكود الحاكم فى حال ما تقدم فى عملية السلام مع الطرف الفلسطيني، مؤكدًا أن زيارة ترامب هى اختبار حقيقى لمدى جدية نيتانياهو فى عملية السلام، فى دعوة صريحة لإقامة سلام بين الجانبين، الفلسطينى والصهيوني!
لم يقم هذا السلام بدون ضمان الأمن الفلسطيني، وهو ما كتبه المحلل السياسى لصحيفة «هاآرتس» جاكى حوجي، من أن الأمن بات مطلبًا فلسطينيًا مهمًا، استباقًا لزيارة ترامب للمنطقة، ولقائه بالرئيس الفلسطيني، أبو مازن فى رام الله، فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري، حيث ذكر أن الفلسطينيين يؤمنون بأن الدافع الأمريكى تجاههم هو الإستراتيجية والمصلحة وليست الرحمة! خاصة أنه لم ينصف القضية الفلسطينية، وجعل الأمر فى حالة من « التماهى «، وهو ما صرح به خلال زيارة نيتانياهو للعاصمة الأمريكية، فى شهر فبراير الماضي، حينما ترك الأمر للجانبين، الفلسطينى والصهيوني، ليحددا مصيرهما معًا، دون الاعتراف بحدود الرابع من يونيو 67!
توافقت هذه الرؤية مع ما طرحه عضو الكنيست عن حزب “كولانو” مايكل أورن، السفير الإسرائيلى السابق فى واشنطن، من أن تقرير المصير الفلسطينى الذى طرحه ترامب لا يعنى تأييده لإقامة دولة فلسطينية، بدعوى أن مصطلح “ تقرير المصير “ هو مصطلح لين أكثر بكثير من دولة فلسطينية، مما يعنى السماح للتجمع الصهيونى بمساحة من المناورة وتسويف الوقت!
السلام الاقتصادي
من بين التصريحات المهمة حول الأمر نفسه، ما ذكرته وزيرة القضاء الصهيونية، إيليت شاكيد، من دعوتها الرئيس ترامب، تغيير اتجاهه ونيته إقامة سلام سياسى بين الطرفين، الفلسطينى والإسرائيلي، واستبداله بسلام اقتصادي، مع تعزيز التعاون مع الدول العربية المعتدلة. وهو ما نقله على لسانها المحلل السياسى لصحيفة “ معاريف “ العبرية،، آريئيل كاهانا، خلال زيارتها لمركز أبحاث هاديسون بواشنطن الأسبوع الماضي، حيث ادعت أن أية مفاوضات بين الجانبين ستبوء بالفشل ما لم يتم إقامة سلام اقتصادى مع الفلسطينيين.
اتفق نفتالى بينيت، رئيس حزب “ البيت اليهودى “، مع زميلته شاكيد من زعمهما بأن السلام الاقتصادى هو مستقبل منطقة الشرق الأوسط. بما يفيد أن هناك توافقًا ورؤى إسرائيلية موحدة حول “ السلام الاقتصادى “! حيث رأى وزير التعليم الإسرائيلى أن ترامب يجهَّز لصفقة مهمة وقوية، غير معلومة، فى دلالة واضحة على عمله الدوؤب والخاص بإقامة سلام اقتصادي، وليس سياسيا، بين الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلي، ونسيان الحلول الدبلوماسية والسياسية، على ألا تقدم تل أبيب أية تنازلات تذكر، بمعنى أن الطرف الفلسطينى هو الذى سيقدم التنازلات لمجرد موافقة الجانب الصهيونى الجلوس على مائدة المفاوضات الاقتصادية فحسب!
من المعروف أن شمعون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، سبق أن قدم مثل هذه الاقتراحات فى كتابه عن الشرق الأوسط الكبير، الذى تكون فيه تل أبيب العقل المفكِّر، على أن تكون الأيدى المصرية هى الأيدى العاملة، مع المال الخليجي، وربما زيارة ترامب القادمة والأولى فى منطقة الشرق الأوسط، التى خصصها للسعودية والتجمع الصهيونى فحسب، تسير فى هذا الإطار! بمعنى أننا من الممكن أن نشهد عودة قوية ومسرعة لقطار السلام الاقتصادى مرة أخرى!
بالتزامن مع حديث بعض المسئولين الصهاينة عن السلام الاقتصادي، خرجت القناة الثانية الإسرائيلية، على موقعها الإلكترونى عن المألوف، وكشفت النقاب عن عرض وزير المواصلات الصهيوني، يسرائيل كاتس، مشروع بناء جزيرة صناعية قبالة سواحل قطاع غزة، لمناقشته أمام الوفد الأمريكى خلال زيارة ترامب للكيان الصهيوني، وهى الجزيرة التى من المفترض بحسب القناة إقامة ميناء ومطار عليها، لتكون بوابة القطاع للعالم الخارجي، على أن يتم ربط الجزيرة بقطاع غزة بطريق بحرى ضيق تسهل مراقبته والتحكم فيه بالقطع، إسرائيليًا. فيما سبق ورأت صحيفة “هاآرتس” العبرية، أن كاتس سبق وعرض المشروع على المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط، جيسون جرينبلت، خلال زيارة الأخيرة للتجمع الصهيوني، فى الشهر الماضي، بدعوى تسهيل حركة أهالى قطاع غزة للعالم الخارجى وتحسين اقتصادهم ومنع وقوع كوارث إنسانية!
الشاهد أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت توافد مسئولين أمريكيين للتجمع الصهيوني، ليس جرينبلت وحده، وإنما سبقه قائد الأركان الأمريكي، جوزيف دانفورد، الذى التقى مع نيتانياهو ووزير الحرب، أفيجدور ليبرمان، ونظيره الجنرال جادى آيزنكوت، بهدف تقوية العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين، مع محاولة القضاء على ما يسمونه ب” الإرهاب “ ومواجهة التحديات المشتركة بينهما، ويبدو أن اللقاء نوقش فيه الملف السورى بشكل موسَّع! مع التمهيد لزيارة ترامب بالقطع لتل أبيب!
ملفات منسية
الثابت أن جُل وسائل الإعلام الصهيونية، الصادرة باللغة العبرية، تركت قضايا وملفات أخرى صهيونية أخرى مهمة، وركزت على أهمية زيارة ترامب التاريخية للتجمع الصهيوني، مثل مرور خمسين عامًا على اندلاع حرب الخامس من يونيو للعام 1967، أو ملف الخلاف بين العلمانيين والمتدينين المستعر فى الداخل، أو الاهتمام الإسرائيلى الجارف بلعبة “ سبنر “ التى ألهبت قلوب الصهاينة، وأخذت عقولهم، حتى وصلت إلى الرئيس رؤوببين ريفلين نفسه، وأوضحت مدى تعلقه وإدمانه للعبة، وغيرها من القضايا الخلافية، لتأخذ زيارة الرئيس الأمريكى المكانة الأكبر والأعظم فى تقارير ومقالات هذه الوسائل الإعلامية العبرية!
الدرع الأزرق
أطلقت الشرطة الصهيونية اسم “ الدرع الأزرق “ على عملية تأمين موكب ترامب خلال زيارته تلك للكيان الصهيوني، حيث يشترك أكثر من عشرة آلاف شرطى، إضافة لقوات خاصة وطائرات بدون طيار ترافقه أينما كان وأينما حل، إضافة لمروحيات جاهزة لأى حدث أو ظرف طارئ، مع إخلاء شوارع وتأمين مناطق كاملة محيطة بفندق الملك داود بمدينة القدس، حيث سيقيم فيه ترامب ومرافقيه ليومين كاملين، حيث أكد الموقع العبرى الإخبارى “ واللا “، أن الفندق التاريخى الذى يضم 233 غرفة، خصصت كلها للرئيس ترامب وحاشيته ومرافقيه. حيث سبق أن أجرى الموقع الإسرائيلى حوارًا مهمًا مع مدير عام الفندق الذى شدد خلاله على أنه وجميع موظفيه فى الفندق على أتم الاستعداد لزيارة الرئيس الأمريكي، وأنه سبق أن استضاف كبار رؤساء العالم، مثل بيل كلينتون أو باراك أوباما، أو غيرهما من الرؤساء الأمريكيين الكبار، مع تأكيده على أن الفندق مؤَّمن تماماً لاستقبال ترامب.
ومن هنا، فإن زيارة ترامب للسعودية، ومن بعدها الكيان الصهيونى قد نالت الاهتمام الجارف قبيل القيام بها، فى الثانى والعشرين من الشهر الجاري، خاصة أنها الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكى الجديد، الذى يعمل على تقوية العلاقات الأمريكية الصهيونية، وتعزيز الشراكة مع الدول العربية السُنية، فى وقت من المحتمل أن يجمع أبو مازن مع نيتانياهو فى قمة ثلاثية مفاجأة للكثيرين، يجبر فيها الرئيس الفلسطينى على تقديم تنازلات، مقابل الحفاظ على الأمن القومى الصهيوني، مع ترجيح تمديد تجميد نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، إلى أن يرى ما يقدمه أبو مازن من تنازلات ومعه الدول العربية بالقطع!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.