تحول مترو الأنفاق في مصر مؤخرا، من وسيلة مواصلات لنقل الركاب من مكان لآخر، إلى مقصلة انتحار لنقل المصريين من الدنيا إلى الآخرة، وبعد ان كان وسيلة المواصلات المفضلة للمصريين للتنقل من وإلى عملهم وغير ذلك من "مشاغل الدنيا"، صار وسيلتهم المفضلة أيضا للتخلص نهائيا من الدنيا، بعد تعدد حالات الانتحار التي شهدتها محطات المترو المختلفة. اليوم الأحد 2 سبتمبر، كان على موعد مع حالتين للانتحار نجحت إحداهما، بينما نجا آخر من الموت. ففي عصر اليوم، حاول شخص يدعى "ت . ع . خ"، من مواليد 1977، ومقيم بعمارات الأوقاف بشارع السودان، موظف بالشركة المصرية للاتصالات، الانتحار داخل محطة مترو جمال عبد الناصر، بعد ما ألقى نفسه أثناء دخول القطار القادم من محطة حلوان متجها إلى المرج.
ووفقا لبيان شركة مترو الأنفاق، فإن المحاولة باءت بالفشل، إلى أنها أدت إلى بتر قدم الموظف اليمنى، وتوقف الحركة لمدة 15 دقيقة لرفع الشخص المنتحر من القضبان.
تم نقله إلى مستشفى الهلال الأحمر وتحرير محضر بالواقعة لتتولى النيابة التحقيقات. وقبل هذه الحالة بسويعات قليلة، أقدم شاب على إلقاء نفسه أسفل قضبان القطار بمحطة شبرا الخيمة وعلى الفور تم إيقاف حركة القطارات. وكان مترو الأنفاق قد شهد عدة حالات خلال الأشهر القليلة الماضية، ففي 13 أغسطس الماضي، لقت فتاة، مصرعها تحت عجلات قطار مترو الخط الأول "المرج- حلوان" بمحطة عين شمس، بعد أن ألقت بنفسها أسفل عجلات القطار، وسط حالة من الذعر في صفوف المواطنين. وفي 30 يوليو الماضي، شهدت محطة مترو أحمد عرابي، واقعة انتحار شاب في العقد الثالث من العمر بإلقاء نفسه أسفل عجلات قطار المترو. وتبين من التحريات أن القتيل يدعى محمد إبراهيم طلبة، (18 سنة)، من محافظة المنيا، يعاني مرضا نفسيا منذ عامين، وأن القتيل سبق له تلقي العلاج داخل مستشفى بالمنيا. وقال والد القتيل في تحقيقات النيابة العامة، إن نجله متغيب عن المنزل منذ أسبوعين، وعلم بخبر وفاته من وسائل الإعلام. وقبل هذه الواقعة بأسبوع، وتحديدا في 22 يوليو، فوجئ قائد القطار رقم 119 أثناء دخوله محطة المرج القديمة، بإلقاء شاب بنفسه أمام القطار، الأحد، ما أدى إلى دهسه ومصرعه على الفور، وأخطر ناظر المحطة والشرطة وغرفة التحكم المركزي، وجرى استخراج الجثة وعودة حركة القطارات لطبيعتها بتأخير 10 ق. وفي مطلع يوليو الماضي، فوجئ قائد القطار رقم «124» أثناء دخوله محطة مارجرجس بمنتصف الرصيف اتجاه حلوان، الأحد، بإلقاء إحدى الفتيات بنفسها أمام القطار، ما أدى إلى صدمها، ولقيت مصرعها في الحال. وكشفت التحريات التفاصيل الكاملة، بشأن واقعة انتحار فتاة عشرينية، أسفل عجلات قطار محطة ماري جرجس، دائرة القسم، وتبين أن الفتاة تمر بأزمة نفسية حادة؛ بسبب ضغوط الحياة، ومشاكل أسرية متفاقمة مع أشقائها؛ أقدمت بسببها على التخلص من حياتها. وباستدعاء أهل الضحية، والاستماع لأقوالهم؛ تبين أنها مرت بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة؛ بسبب قيام أشقائها بالتعدي عليها بالضرب وتوبيخها، فضلًا عن تأثرها بوفاة والدتها، عقب تعرضها لحادث سير منذ 7 سنوات، ومنذ ذلك الحين وهي في مشاكل يومية مع أشقائها، وتزايدت الهموم بسبب ضيق الحال؛ لعدم قدرة والدها على تحمل كافة المتطلبات نتيجة عمله باليومية. وأضافت التحريات، أنه في يوم الواقعة، نشبت مشادة كلامية بينها وبين أشقائها، وأخبرتهم بإقدامها على الانتحار، ولكنهم أخذوا كلامها على محمل المزاح، ولكنها خرجت بالفعل، وتوجهت إلى محطة مترو الأنفاق، وقامت بإلقاء نفسها أسفله. وفي 3 مايو 2018 أقدم مريض نفسي على الانتحار أسفل عجلات مترو الأنفاق، بمحطة مترو غمرة، ولقي مصرعه على الفور بعد القفز أمام قطار أثناء دخوله المحطة، وتبيَّن أن المتوفى مضطرب نفسيا، فتمّ نقل جثته للمستشفى تحت تصرف النيابة العامة.