أقرّ جيش الاحتلال الصهيوني، بأن قصفه المدفعي الذي استهدف موقعا تابعا لحركة "حماس" في قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد اثنين من عناصرها، أمر نابع عن "سوء فهم". وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم الأربعاء 8 أغسطس، إن تقديرات الجيش الصهيوني تشير إلى أن النيران التي سُمع صوت إطلاقها في قطاع غزة بالأمس، وأعقبها الجيش بإطلاق قذيفة صهيونية على موقع للمقاومة الفلسطينية شمالي القطاع، اتّضح أنها لم تكن موجهة صوب القوات الصهيونية على الحدود؛ وإنما كانت جزءًا من مراسم احتفالية ل "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس". وكانت قوة هندسية تابعة للجيش الصهيوني قد عمدت بالأمس إلى إطلاق قذيفة مدفعية على موقع "عسقلان" شمال القطاع، بدعوى الاشتباه بمحاولة إطلاق نار صوب الجنود المتمركزين قرب حدود غزة. وكشف تحقيق أولي أن إطلاق النار وقع على بعد كيلومترين اثنين من مكان عمل الجنود، ومع ذلك حمّل الجيش الصهيوني "حماس" المسؤولية عن نتائج الحادث الذي أودى بحياة اثنين من كوادرها. وقال الجناح العسكري لحركة "حماس" إن "ادّعاءات إسرائيل بإطلاق النار على جنودها كاذبة وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن الحادث وعواقبه". وكانت "كتائب القسام"، قد أكدت أمس أن مناورة تدريبية حصلت في موقع "عسقلان" التابع لها شمالي قطاع غزة، بحضور لفيف كبير من الأهالي وقيادة "حماس" صباح أمس الثلاثاء، قبيل استهدافه من قبل جيش الاحتلال. وأضافت في بيان توضيحي لها، "تخلل تلك المناورة عددٌ من الانفجارات، شارك فيها اثنان من القناصة وهما الشهيدان عبد الحافظ السيلاوي وأحمد مرجان، حيث كانا يعتليان برج إنزال وبحوزتهما قطعتي سلاح من نوع (دراجنوف)، ويطلقان النار باتجاه عدد من الشواخص داخل الموقع، كجزء من سيناريو المشروع التدريبي، وبالتحديد عند الساعة 10:35 صباحًا". وأوضحت أن الاحتلال استهدف برج الإنزال بقذيفة مدفعية عند الساعة 10:40 صباحًا (08:40 بتوقيت غرينتش)، ما أدى إلى استشهاد السيلاوي ومرجان. ووفقًا للصحيفة، ليس من الواضح في هذه المرحلة، كيف لم يعرف الجيش الصهيوني عن مراسم حفل التخريج الذي نظمته "حماس"، والذي استخدمت خلاله الأسلحة على بعد كيلومترين من الحدود. وكان جيش الاحتلال، قد ادّعى في بيان له أمس، بأن قصف الموقع جاء "ردًا على تعرض قوة عسكرية لعملية إطلاق نار من قبل مخربين شمال قطاع غزة". وأضاف البيان "قامت دبابة (إسرائيلية) بقصف موقع حماس الذي أطلقت منه النيران".