بعد قرار المدعو ترامپ بنقل سفارة بلاده إلى القدس التي اعتبرها عاصمة أبدية للكيان الإرهابي الغاصب ، في خطوة تدوس على كل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية ، كما على التاريخ والجغرافيا وعلى كرامة ومقدسات الأمة العربية الإسلامية والمسيحية. وبعد المواقف المتواطئة من طرف بعض الأنظمة والنخب العربية التي تآمرت على فلسطين وتبنت ما يسمى صفقة القرن ، جاءت الخطوة الثانية المتمثّلة في قرار اعتبار فلسطين دولة قومية لليهود في أحد أكبر القرارات عنصرية في التاريخ الحديث، والذي تلاه العدوان المتجددة على غزة والذي يهدف، فيما يهدف إليه، صرف الأنظار عن القرار العنصري الخطير، كما الضغط على الشعب الفلسطيني من أجل القبول بالإستسلام وبالتنازل عن كافة حقوقه المشروعة في العودة وفِي تحرير كامل ترابه الوطني بما فيه القدس، كل القدس . إن المؤتمر القومي - الإسلامي ، إذ يؤكد إدانته الشديدة وشجبه لوعد المدعو ترامپ الذي يأتي مائة سنة بعد وعد بلفور المشؤوم، والذي أطلق عليه " صفقة القرن "، وإذ يدين أصحاب الصفقة والمتواطئين والمتآمرين معهم، أياً كانوا، يؤكد من جديد اعتزازه بصمود الشعب الفلسطيني وبمقاومته وبمعادلتها الجديدة ( القصف مقابل القصف والقنص مقابل القنص) وبانتفاضته التي ابتدع فيها أشكالاً متنوعة ومختلفة آخرها مسيرة العودة الكبرى وماصاحبها وواكبها من أساليب لم يجد الإرهاب الصهيوني وسيلة لردعها أو التصدي لها. وإذ يتوجه المؤتمر بتأكيد الإعتزاز والإكبار بما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وما يتكبده من مآسي، وإذ يطأطئ الرأس أمام أرواح شهداء فلسطين وشهداء مسيرة العودة الكبرى على الخصوص، ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ويشد على أيدي الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال والمرابطين والمرابطات في الأقصى والمحاصرات والمحاصرين في غزة، وكل القابضين على الجمر من أبناء فلسطين في كامل التراب الفلسطيني، فإن المؤتمر يعتبر أن أبناء الأمة العربية والإسلامية مدعوون إلى الإرتقاء بنضالهم، وبالإنخراط في معركة تحرير فلسطين والتصدي للمشروع الصهيوني ولكل مسمياته بالقدر المطلوب في هذه المرحلة الحاسمة، سواء بتقديم كافة أشكال الدعم أو بالتصدي لكافة أشكال التطبيع مع الصهاينة، رسمية كانت أم شعبية، أو بالإنخراط الكامل في معركة المقاطعة العالمية ومعارك طرد الصهاينة من المنظمات والمنتديات الدولية، أوبالمساهمة في العمل على ملاحقة المجرمين الصهاينة، مدنيين وعسكريين، في كل أنحاء العالم، أو بالتفاعل اليومي مع معارك الشعب الفلسطيني، كما مع مبادرات كسر الحصار عن غزة وتمكين الشعب الفلسطيني من كافة الوسائل التي تساعده على الصمود والتصدي في وجه الإحتلال وأزلامه . كما يعتبر المؤتمر أن على الأنظمة العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في التصدي للمشروع الصهيوني وفِي صيانة وتحرير فلسطينوالقدس. وعلى الجميع أن يدرك أن إعلان نتنياهو- ترامپ ... لن يبقي ولن يدوم، ولن يفلت منه العملاء والمتواطؤون حتى لو أفرغوا خزائنهم عن آخرها، مما أصبح يفرض على الجميع الإنخراط في المعركة الوحيدة التي يمكن أن تحفظ أمنهم وأمن واستقرار ووحدة أوطانهم، وهو ما يفرض، بالإضافة إلى تخلي المتآمرين والمتواطئين عن تآمرهم وتواطئهم ، قطع كافة أشكال العلاقة مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة، وتشديد خناق المقاطعة، وإلغاء كافة الإتفاقيات والمعاهدات المبرمة مع الكيان العنصري الغاصب، بما فيها أوسلو وكامپ ديڤيد ووادي عربة، وإغلاق السفارت والقنصليات والتمثيليات وغيرها، وإلغاء كافة الإتفاقيات التجارية والإقتصادية والثقافية وخلافها، وإعلان تحرير كامل فلسطين هدفاً وتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني بما فيها السلاح. إنها لحظة حاسمة ، فليتحمل كل واحد مسؤوليته .
المنسق العام للمؤتمر القومي - الإسلامي خالد السفياني