سيطرة الاحداث السياسية على بعض من لقاءات المنتخبات في بطولة كأس العالم روسيا 2018. بدأت السخونة والإسقاطات السياسية بالدخول للمونديال بداية من قرار رئيسة الوزراء البريطانيه "تيريزا ماي"، الذي نص على عدم ذهاب أي عضو من العائلة الملكية إلى روسيا لمؤازرة المنتخب الإنجليزي خلال البطولة. وترجع اسباب القرار على خلفية تعرض الجاسوس الروسي السابق "سيرجي سكريبل" وابنته للتسمم بغاز الأعصاب المحرم دولياً على الأراضي الإنجليزية، وكان سكريبل ضابطاً في المخابرات الروسية، وأعطى المخابرات البريطانية أسماء بعض الجواسيس النشطة في أوربا لصالح الروس. وعلى خلفية تلك الأحداث امتنعت القيادات البريطانية عن الذهاب لروسيا لتشجيع منتخب الاسود الثلاثة.
خرجت الصراعات السياسية من الغرف المغلقة، وظهرت على ملعب "كالينينغراد" حيث مباراة الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة بين المنتخب الصربي والمنتخب السويسري. شهدت المباراة واقعة سياسية أثارت غضب الجماهير الصربية، بسبب طريقة الإحتفال التي اتبعها ثنائي المنتخب السويسري. وما إن سجل شاكيري هدف الفوز، توجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديه على صدره بشكل عكسي، مشيراً إلى "النسر المزدوج" رمز ألبانيا والذي يتوسط علمها الأحمر. وفتح شاكيري وتشاكا أصحاب الأصول الألبانية باب الذكريات التاريخية بهذه الحركة، "فكوسوفو" الإقليم صاحب الأغلبية المسلمة الواقع شمال ألبانيا، حاول الانفصال عن صربيا عام 1998. وقابله النظام بقوة، ما دفع حلف شمال الأطلسي إلى التدخل وشن غارات على العاصمة الصربية، فاضطرت قواتها إلى الانسحاب من كوسوفو بعد 78 يوما. بعد عشرة أعوام من إدارة الاممالمتحدة، أعلن الاقليم استقلاله بعد نزاع حصد 13 ألف قتيل. وقرر الفيفا تغريم اللاعبين ماديًا فقط نظرًا لاستخدام إيماءات غير مقبولة، ولم يتم إيقاف اللاعبين عن أى مباراة. ومن جانبه غرم رئيس الاتحاد الصربي لكرة القدم "سلافيسا كوكيزا" مدرب المنتخب الصربي "ملادن كرستايتش" بسبب تصريحاته عقب إنتهاء اللقاء. وقال "كرستايتش "إن الحَكَم الألماني فيليكس بريش الذي رفض احتساب ضربة جزاء للمنتخب الصربي، يجب أن يُحاكم في لاهاي، وهو مقر محكمة الأممالمتحدة الخاصة بمحاكمة مجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة".
وشهد اللقاء الذى جمع كرواتياوروسيا فى ربع نهائى المونديال، واقعة سياسية، أثارت الرأى العام العالمى، وذلك عندما قام المدافع الكرواتى "ديماجوى فيدا" بتسجيل فيديو عقب اللقاء الذى انتهى بفوز كرواتيا أمام روسيا قال فيه "المجد لأوكرانيا"، قبل أن يقول اللاعب الكرواتى السابق أوجنين فوكويفيتش: "هذا الفوز من أجل دينامو وأوكرانيا.. انطلقى يا كرواتيا"، ما أثار غضب الروس. والجدير بالذكرأن فيدا، البالغ من العمر 29 عامًا، اللعب فى صفوف "دينامو كييف" الأوكرانى، إلى جانب "أوجنين فوكويفيتش"، أحد أعضاء الطاقم التدريبى لكرواتيا، وقال الثنائى هذا الهتاف على خلفية ضم روسيا "القرم" من الدولة الأوكرانية. وأعرب المدافع الكرواتى فى بيان رسمى، عن أسفه لتفسير الفيديو بأنه رسالة سياسية على خلفية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أن الأمر لا يتعدى كونه امتنانًا لأوكرانيا، حيث قضى هناك سنوات طويلة، وأن الفيديو رسالة لأصدقائه هناك. وبدوره، طالب الاتحاد الكرواتي "فيدا" و"فوكفيتش" وكل لاعبى المنتخب عدم توجيه أى رسائل، يمكن تفسيرها فى إطار سياسى. ومن جانبه حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اللاعب من تكرار تلك الأفعال مجدداً خلال أي مناسبة كروية.