عبد الرحمن بن لطفي اول معتقل سياسي في تاريخ مصر يضرب عن الطعام حتي الموت. في يوم ميلاده نحتسبه شهيدا عند ربه، في يوم ميلاده نتذكر الشهيد عبد الرحمن بن لطفي، والذي كان اول ثائر يضرب عن الطعام بالمعتقل حتى المو ت ونحسبه بجنة الخلد. عرفت الشيخ عبد الرحمن يرحمه الله منذ اكثر من ربع قرن رافضاً للظلم والفساد وداعية اسلامي منذ شبابه كان ضاحكا متسامحا عطوفا كريما محبا للناس. وعندما تعرضت الثورة لانقلاب الثالث من يوليو جاهد ابن لطفي وجهر بالحق رافضا الانقلاب ودعا علماء مصر للإفتاء بتكفير السيسي. وتوجه بدعوة لكبار العلماء ومن بينهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد الصغير والدكتور محمد عبد المقصود لإصدار فتوى تحمل هذا المعنى، وعندما ادرك المجرمين في جهاز الامن الوطني بملوي خطورة ما يدعو اليه ابن لطفي اعتقلوه ولم يكن هذا الاعتقال هو الاول بحياة بن لطفي لكون انه تعرض مرارا للاعتقال، إلا ان في هذه المرة قرر ان يضرب عن الطعام حتى يتم الافراج عنه وبالفعل اضرب عن الطعام وبعد شهر ارسل لي رسالة بان وضعه الصحي تدهور، وأبلغتني كريمته عبر رسالة ان والدها بات على مشارف الموت. ساعتها قمت على الفور بالاتصال بمسئولين عن قنوات الثورة مثل الشرق وزملاء بالجزيرة وكتاب وللأسف لم يستجيبوا لي لكون ان عبد الرحمن لم يك محسوبا على اجندات تخصهم. فاكتفيت بالكتابة على كل صفحاتي اهيب بالكل إنقاذه، وفي ظل تلك الأجواء اصطحبه الضباط في ظل حالته المتدهورة للنيابة من اجل تجديد حبسه بعد ان لفقوا له اتهامات ظالمة. وعلمت ان عبد الرحمن حاول إقناع القاضي بأنه لم يجرم في شيء إلا ان القاضي او وكيل النيابة كانت لديه تعليمات باستمرار حبسه، فقرر تمديد حبسه فسقط ابن لطفي في مقر النيابة على الارض مغشيا عليه وفارق الحياة وسط من في القاعة. لكي يكون اول سياسي في تاريخ مصر يضرب عن الطعام حتى الموت، وفي يوم ميلاد عبد الرحمن ندعو الله سبحانه وتعالى ان يجعل اعماله في ميزان حسناته ويرحمه ويدخله جناته مع الشهداء ،ونسأل الله ان يمن على اسرته بالسكينة والسلام ويعوضهم عنه خيراً .وإنا لله وإن اليه راجعون نسأله ان يلحقنا به وهو عنا راض.