أقام حزب "الاستقلال" اليوم السبت، فى تمام الساعة الخامسة مساءًا، ندوة لتأبين الشيخ الشهيد عبدالرحمن محمد بن لطفي -عضو المكتب التنفيذي وأمين محافظة المنيا بحزب الاستقلال- والذي لاقي ربه داخل محبسه عقب إضرابه عن الطعام احتجاجًا على تلفيق الاتهامات إليه. وشهد التأبين حضور من قيادات الحزب، على رأسهم الدكتور أحمد الخولي - الأمين العام المفوض- والدكتورة نجلاء القليوبي -الأمين العام المساعد- والأستاذ محمد الأمير- أمين التنظيم-، والدكتور وليد الصفطي -أمين التثقيف والفكر والدعوة-، هذا بجانب حضور لفيف من أعضاء الحزب، وعائلة الشيخ "عبدالرحمن لطفي". وقدم الدكتور وليد الصفطي، الحضور والمتحدثين عن فضيلة الشيخ الشهيد، عبدالرحمن لطفي، وقام بتعريفه لباقي الحضور، ثم تفضل نجل الشيخ عبدالله السماوي، الشيخ سلوان، وهو صهر الشيخ لطفي، بالحديث عن حياة الشيخ، فى طور جلوسه ومعاملته معه طوال السنوات الماضية، كما سرد بعض التفاصيل عن حياة الشيخ لطفي، مع فضيلة الشيخ عبدالله السماوي رحمة الله عليه. ثم سرد صهر لطفي، قصيدة للشيخ الشهيد. وكانت الكلمة عقب ذلك من نصيب الدكتور أحمد الخولي -الأمين العام المفوض- الذي قال أن الشيخ لطفي، لم يكن يتواني عن الدفاع عن أي شخص مهما كان انتمائه السياسي، فكان رحمة الله صادعًا بالحق فى أي وقت وأينما كان. مضيفًا أنه يتمني أن يتمسك الجميع بطريق الشيخ الشهيد عبدالرحمن محمد بن لطفي، والسير فيه، من أجل تحقيق النصر والعمل على المبادئ التي كان يدعو لها الشيخ، رحمة الله عليه. وتابع "الخولي" موجهًا حديثه إلي الحضور قائلاً: القضية الآن هي قضية السجناء فى سجون النظام، فهو نظام قمعي لم يشهده تاريخ البلاد، فكيف يعقل أن يقوم نظام باعتقال كل المعارضين من كل التيارات بجميع أنحاء الجمهورية، وهذا لم يفعله أى نظام آخر، حيث كان الاعتقال من نصيب السياسيون المتواحدون بالعاصمة فقط. واختتم الأمين العام المفوض قوله: السجن الكبير الذي بناه نظام العسكر، بقيادة عبدالفتاح السيسي، والذي كان فيه الشيخ عبدالرحمن بن لطفي، لن يستمر كثيرا، بل أري أن هناك إرادة وتحول قريب للانقلاب على هذا المنقلب، عبدالفتاح السيسي، والذي يقتل المصريين سواء بشكل مباشر، أو عن طريق غلاء الأسعار، مضيفًا أن هناك توترًا كبيرا فى المنطقة العربية، وأظن أن هناك فجر قادم بإذن الله لكي ينصر الله تعالي من هم مثل الشيخ لطفي وجميع المعتقلين والمطاردين. من جانبها قالت الدكتور نجلاء القليوبي -الأمين العام المساعد-: كنت أريد أن أقول كلمة قصيرة عن الشيخ الشهيد عبدالرحمن لطفي، ولكن لا بد أولاً من ذكر نقطتين فى غاية الأهمية عن الشيخ الشهيد، فقد كان رحمة الله شديد الاحترام للمرأة، حتي أنني عاصرته عام 1991م، فى بداية انضمامي لحزب العمل (الاستقلال حاليًا)، وكنت أهاب الحديث معه، وظللت هكذا حتي فترة طويلة، إلا أنني فوجئت بإنه مستمع جيد للغاية، بل وأيضًا مساند للمرأة طوال الطريق، وكان رحمة الله أيضًا متقبلاً لنقاشها. وتابعت "القليوبي" قائله": كان الشيخ لطفي رحمة الله عليه، رمزًا لهذا الحزب، ولم يتخلف يومًا عن الحزب أو مواقفه كما أكد الدكتور الخولي فى حديثه السابق، كما كان حريصًا على برنامج الحزب وتقارب الجميع منه. وأضافت "القليوبي": أنه فى احدي المرات وجد مجند يقف فى الشارع ويدخن السجائر، فاستوقف الجميع وذهب إلي ذلك المجند ينصحه حتي يبتعد عنها. وأضافت الأمين العام المساعد كلمتها قائله: وفاة الشيخ لطفي، كانت شهادة على هذا النظام، وسوف يسجل التاريخ له وقوفه فى وجه العسكر، وضحه لانتهاكاته وبأرقي الصور، ونحتسبه شهيدًا عند مليك ِ مقتدر. وفي سياق متصل، قال الأستاذ محمد الأمير -أمين التنظيم بالحزب- أنه يوجد بينه وبين الشيخ الشهيد عبدالرحمن بن لطفي، مسافة كبيرة عقلية وسنية، مشيرًا إلي أنه تعلم منه كثيرًا، وكان مداوم على الجلوس بجانبه، فكان رحمة الله عليه، يقف بجانبي دائمًا، ويأثرني على نفسه، وكان مبتسمًا دائمًا، مما كان يجعل الجميع ينجذب إليه، متابعًا أنه بوفاته قد فقد أباه حقًا. وأضاف "الأمير" قائلاً: أنه يدعو الله أن يظله تحت عرشه وينتقم من ظالميه، فكان رحمة الله فى خلافاته رحيم، وكنا نتعلم منه، وحتي من كان ينتقده بعنف ويسبه كان يرد عليه باللين، والقول الحسن، حتي أن أشد أعدائه كان يتقبله. واختتم أمين التنظيم بحزب الاستقلال قوله: الشيخ "لطفي"، هو أول شهيد للأمعاء الخاوية فى البلاد، فكان من الممكن أن يجلس فى منزله بأمان، لكنه أصر على قول الحق وكلمة الحق رغم كبر سنه، ابتغاء مرضات الله، ونحسبه عند الله شهيدًا. وقال الدكتور وليد الصفطي -أمين التثقيف والفكر والدعوة بالحزب- أن الشيخ لطفي رحمه الله، كان قرآنًا يمشي على الأرض، وكان فى اختلافه بشاشه وسماحه، وكان من أفضل صفاته وأبرزها الصبر والصلاة، وأعتقد أنها كانت بشري له، حيث أنه أفدي حياته كلها اقتداءًا برسول الله صلي الله عليه وسلم. وأضاف "الصفطي" قائلاً: أن الشيخ لطفي، مخلص للقضية الشرعية، حيث أنه كان يسافر لمسافة كبيرة لكي يمر على الصحف، كي يقبلوا بنشر مقال له، أو يتفضلوا بنشر رد على مقال مكتوب فى صحفهم. وتابع "الصفطي" قائلاً: أن كل حديثه مع الشيخ لطفي، الذي كان فى الدين أو السياسه لم ينساه حتي اللحظه، فهو كان معلمي وأبي، ودائمًا، يتصل بي ويقول أن خالك فكنت أحب منه ذلك اللقب وأشعر أنه فى أى وقت سوف يتصل بي ويقول أن خالك. وأضاف "الضفطي": كان رحمة الله عليه، يتعامل مع المخالفين له بصبر وسماحه وطيب خاطر، وكان أكبر لفظ يقوله على المخالفين أنها معارضة الأخوة، فرحمة الله عليه، كانت حياته كلها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي سياق متصل، قالت أسماء عبدالرحمن لطفي، نجلة الشيخ الشهيد فى كلمتها التي ألقتها على الحضور: يسعدني أن أحدثكم اليوم عن والدي الغالي، رحمة الله وأسكنه فسيح جناته، فهي سيرة أعتبرها عطره، فقد كان رحمة الله عليه فارس الكلمة والقلم، باع عمره لله ولنصرة دين الله، ونصرة المظلوم أيضًا، فقد صدع بالحق ولم يجبن يومًا، ولم يتراجع ولم تغره الدنيا، ولم يركن إلي خطاها الزائل، بل مضي طوال سنواته على مبدأ ثابت. وأضافت نجل الشيخ الشهيد قائله: كان الشيخ لطفي رحمه الله، أيضًا محب وأمين لكل إخوانه من جميع التيارات الإسلامية والوطنية، ولم يقتصر الأمر على نصحهم فقط، بل كان يناصر جميع التيارات الوطنية والإسلامية، من الليبرالين والعلمانيين، فكان دائمًا يقول الحكمة التي هي ضالة المؤمن أينما وجدها، فهو أحق الناس بها. وعن ظروف اعتقال والدها واستشهاده، قالت: سجن والدي عدة مرات فى مختلف العصور، فقد سجنه رجال عبدالناصر ومن بعده السادات، ومن بعده المخلوع مبارك، وسجن أكثر من مرة فى عهد السيسي، الخائن القاتل العميل، كما كان يقول والدي رحمه الله عليه، عنه. وأضافت أن والدها كان يعشق الحرية، فعندما تم اعتقاله أضرب عن الطعام، ولا كان يشرب إلا الماء، ويتمني الشهادة، حتي أننا عندما كنا نحاول أن نثنيه عن الإضراب كان يرفض، وكان يرد علينا قائلاً: لا أقبل إلا احدي الحسنيين. مشيرة إلي أنه كان يتعرض لمضايقات شديدة، طوال فترة اعتقاله التي قاربت على 75 يومًا، فكانت الجهات الأمنية تضعه فى محبس مع المعتقلين الجنائيين، الذين كانوا يتعمدون ايذائه، حتي أنه طالب بحبسه انفراديًا لكن السجان رفض ذلك، رغبًا منهم فى تعذيبه. وأضافت نجلة الشيخ الشهيد، أنه رحمة الله عليه، قد فقد وعيه فى آخر ثلاثة أيام من حياته إلا أن السجان رفض نقله للمستشفي، واكتفوا بتعليق المحاليل له، ولم يهتموا به، حتي أن القاضي، قد رأه مغشيًا عليه ورغم ذلك قام بإقرار استمرار حبسه. من يمين الصورة إلي شمالها (سلوان عبدالله السماوي- الدكتور وليد الصفطي- الدكتور أحمد الخولي- الأستاذ محمد الأمير) جزء من حضور الأعضاء وعائلة الشيخ لطفي رحمة الله لوحة جدارية بمقالات الشيخ لطفي رحمة الله