قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم الجمعة 29 يونيو، في نيويورك إن بلاده تبذل جهوداً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوبسوريا حيث تقوم قوات النظام بعملية عسكرية ضد الفصائل المعارضة. وقال الصفدي في مؤتمر صحفي بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "وضعت الأمين العام في صورة جهود المملكة مع جميع الأطراف لوقف النار وضمان حماية المدنيين وأيضاً ضمان تقديم كل الدعم الممكن لأشقائنا السوريين في بلدهم وعلى أرضهم". وأضاف: "الوضع صعب كما تعلمون، ولكننا في المملكة مستمرون بالعمل بكل ما نستطيع من قوة ونبذل كل ما هو متاح من جهد ونتحدث مع جميع الأطراف القادرة والمؤثرة من أجل وقف إطلاق النار". وأشار إلى أن "الأمور تطورت في صورة لم نكن نرغب بها ونحن الآن في وضع لا نملك معه إلا أن نستمر فيه في العمل مع كل الأطراف من أجل وقف النار وحماية المدنيين وتقديم الدعم والإسناد لهم في بلادهم". وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطنوعمان منذ يوليو الماضي، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات استانا برعاية روسية وإيرانية وتركية باعتبارها إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وتشن قوات الجيش السوري منذ حوالي عشرة أيام عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، انضمت إليها حليفتها روسيا قبل أيام عير القصف الجوي، ما ساهم في تقدم هذه القوات سريعا. وأجبرت العملية عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم خصوصا في الريف الشرقي، وتوجه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكد أنه سيبقي حدوده مغلقة. وحضت الأممالمتحدة أمس عمان على فتح الحدود. لكن الصفدي قال خلال المؤتمر الصحفي: "لا نرى ضرورة أو سبباً في أن يتحمل الأردن وحده هذه المسؤولية". وقال الصفدي: "تحملنا ما فيه الكفاية بكل صدر رحب. نقدم كل ما نستطيع لأشقائنا لكن على الآخرين تحمل مسؤولياتهم ايضاً، ونحن الآن في مرحلة نعتقد أن معالجة الأزمة الإنسانية ممكنة في سوريا وبالتالي يجب أن يكون التركيز على معالجتها في سورية". ويستضيف الأردن حوالي 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأممالمتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بحوالى 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة بلايين دولار. وفي السياق ذاته، قال وزير الطاقة الصهيوني يوفال شتاينتز اليوم إن الكيان الصهيوني يجب أن يمنع دخول النازحين الفارين من القتال في سوريا. وقال مرصد يراقب الحرب السورية إن ما يزيد على 120 ألف شخص في جنوب غرب سوريا اضطروا للفرار منذ أن بدأت القوات الحكومية هجوما لاستعادة المنطقة القريبة من الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان المحتلة. وقال شتاينتز في مقابلة مع محطة 102 إف.إم الإذاعية في تل الربيع (أبيب): "أظن أننا يجب أن نمنع دخول النازحين من سورية إلى إسرائيل. منعنا مثل هذه الحالات من قبل". وفي جنيف، قال مفوض الأممالمتحدة الأعلى لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين اليوم إن المدنيين في محافظة درعا يتعرضون للحصار والقصف على غرار ما حدث في معركة الغوطة الشرقية محذراً من "كارثة". وذكر الأمير زيد في بيان أن مكتبه لديه تقارير عن أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين يحاولون السيطرة على منطقة حوض اليرموك في محافظة درعا "لا يسمحون للمدنيين بمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرتهم". وأضاف أن بعض نقاط التفتيش التابعة للقوات الحكومية تتقاضى مئات الدولارات من المدنيين لتسمح لهم بالمرور، وناشد الأطراف كافة توفير ممر آمن لمن يرغبون في النزوح.