ماذا يريد الناس من السلفيين ؟؟؟ الناس لديهم هموم ومشاكل متراكمة عبر السنوات من الجهل والظلم والقهر ..الناس تريد مجتمعاً جديدا تسود فيه روح المحبة والإخاء والعدل والمساواة ، وما قامت الثورة إلا من أجل إيجاد الحرية والعدالة الاجتماعية ، والحرية هنا لم تكن إلا الحرية التي جعلها الله للإنسان ، فهذه الحرية عبر عنها عمربن الخطاب - رضي الله عنه- بقوله "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" وليس المقصود بالحرية الخروج على المعتقدات و التقاليد وإباحة فكر الذندقة و الإباحية ، إنما هي حرية الإنسان الذي يجب أن يرفع رأسه ولا يخفضها إلا لخالقها ، فالكل يؤمن بالحرية لكن شتان ما بين الحرية المطلقة بلا قيد و شرط . والحرية مشروطة بالدين ، فالدين يجنب الإنسان الشطط ، وإلا فالإلحاد أقرب إليه من أي شيء تحت مسمى "الحرية" . إن الخطاب الإعلامي الموجه ضد السلفيين أنهم يقيدون حرية الفكر ، ويضطهدون الآخر ، و يقطعون أرزاق الناس من السياحة ، وهم ضد السينما والمسرح وضد حرية الناس في الملبس و المأكل والمشرب والحياة كلها ، وهذا والله وهمٌ كبير ، إن هذا الخطاب يحمل بين ثناياه سم زعاف يفصل بين الناس والدعوة السلفية . إن الحرية التي ينشدها السلفيون هي حرية مقيدة بالدين ، والدين أصل الفطرة السليمة ، ولا يختلف في ذلك أحدا ، بل إن من الاتجاهات الأخرى من يتفق مع ذلك لأن التقاليد واحدة والإرث الاجتماعي واحد. إن نصب العداء الاعلامي ليزيدُ الأمر قوة بالنسبة للدعوة السلفية ، وبالتالي وجب علينا أن نَصدُق أنفسنا ، والناس فيما نقول و نعمل ، وعلى الإعلام المتبني وجه النظر الأخرى أن يتعامل بمهنية وحياد ، وإن كان هذا صعب على الإعلام المزيِف للحقائق . إن العدالة الإجتماعية هي حق الجميع في حياة كريمة في مجتمع تتساوى فيه الحقوق و الواجبات ، ويعرف الفرد نصيبه من الدخل ، ونصيبه من العمل المكلف به لكي يرتفع شأن البلاد . أن الأمة لن تتقدم إذا ظل أسلوب التخوين والتخويف هو السائد في المجتمع ، لأن مجتمع السلام هو تعايش الجميع مع بعضهم البعض ، ولذلك وجب علينا التوسط والإعتدال في كل ما يتم توجيهه للناس ، وإن ذلك لازم لهذه المرحلة وتوجيه خطاب إعلامي محايد يؤدي إلى وجود الإصلاح . والناظر للخطاب السلفي يجده معتدلاً محايداً يحابي الأمن والأمان في البلاد ، ويساعد على الاستقرار ، لأن العبرة ليست بقوة الخطاب ، و إنما بصدقه بين الناس ، ونشره يؤدي إلى عدم جر البلاد والعباد إلى الهاوية في هذه المرحلة ، ويساعد في إيجاد أفضل الفرص لإنشاء وطن قوي نحافظ عليه . E-mail:[email protected]